اليهود بين الأمس واليوم
من هم اليهود؟
( لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا) . يرى بعض المؤرخين : ان من الخطأ أن نتصور أن اليهود اليوم هم أنفسهم قوم موسى(عليه السلام)، ومن الخطأ أيضاً أن نتصور أن بني إسرائيل اليوم هم الذين ذكرهم الله تعالى في كتابه العزيز وفضلهم على العالمين ـ في زمانهم ـ ، في قوله تعالىيَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِي الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ) . أو هم أولئك الذين اختار الله تعالى منهم كثيراً من الأنبياء(عليهم السلام)أمثال موسى، وهارون، ويوسف، وإلياس، ويونس(عليهم السلام)، والذين جعل منهم الملوك كما قال تعالى: [ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكاً] .أو أنهم المقصودون في الآية الكريمة حينما كانوا أبراراً وآتاهم الله ما لم يؤت أحداً في زمانهم، كما قال الله تعالى:[ وَآتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَداً مِنْ الْعَالَمِينَ] .ولكن يهود اليوم وإسرائيل اليوم هم من سلالة أولئك العصاة الذين تكبروا في الأرض فجعلهم الله عزّ وجل قردة وخنازير فقال سبحانه: [ وَجَعَلَ مِنْهُمْ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ] .إذن يهود اليوم.. يختلفون عن يهود الأمس الذين كانوا من أتباع موسى(عليه السلام)، وإسرائيل اليوم غير إسرائيل الأمس.
الأصل الجديد ليهود اليوم
ويعرف ذلك من هذه الحقيقة التاريخية التي تقول: «.. ما بين القرنين السابع والعاشر الهجري، سيطر شعب مغولي هو شعب (الخزر) على الطرف الشرقي من أوروبا ما بين (الفولغا والقوقاز) وكان يواجه الدولة الإسلامية في الشرق والجنوب الشرقي والدولة المسيحية المحيطة به، وهو اختيار يحير بعض المؤرخين، كما انه لم يكن صدفة: (كما ذكروا)، ويفسره البعض بأنه حرص شعب (الخزر) على الاحتفاظ بشخصيته الخاصة بين القوتين العالميتين حينذاك (أي القوة الإسلامية والقوة المسيحية).وفي القرن (الثاني عشر ـ الثالث عشر) انهارت دولة الخزر، وفروا في اتجاه الغرب إلى القرم وأوكرانيا وهنغاريا وبولندا وليتوانيا، يحملون معهم ديانتهم اليهودية (التي عرفها العصر الحديث) وبذلك فان يهود العالم اليوم في غالبيتهم الساحقة ينحدرون من هذا الشعب المغولي خاصة، وان اليهود الأصليين الذين ينتمون إلى القبائل الإسرائيلية (الاثنتي عشرة) في التاريخ القديم قد ضاعت آثارهم..». هذه الحقيقة التاريخية تثبت أن اليهود اليوم لا علاقة لهم تاريخياً ولا غيرها من قريب أو بعيد بيهود الأمس، وإسرائيل اليوم لا علاقة لها ببني إسرائيل الأمس.كما أنه لا علاقة لهم بفلسطين إطلاقاً.
مزاعم اليهود
الحقيقة التاريخية السالفة الذكر أطلق اليهود عليها اسم (الشتات) وجعلوها عنواناً (لمظلوميتهم) كما يدعون، حيث تزعم (الصهيونية) الآن أن القوى الظالمة (أي الإسلامية والمسيحية) فرضت عليهم الشتات، وحالت عبر التاريخ بينهم وبين عودتهم إلى (ارض الميعاد) لكن التاريخ ينسف هذه المزاعم وهذه الأسطورة.. فالمعروف أنهم رحلوا طلباً للعيش قبل أن يطاردهم أحد، بل هاجروا قبل السبي البابلي، وبعد قيام (مملكة إسرائيل) التي ظهرت على أثر انقسام فلسطين إلى مملكتين (مملكة يهوذا في القدس) و(مملكة إسرائيل) في السامرة بعد وفاة نبي الله سليمان(عليه السلام)عام (935ق.م) وفي القرن السادس قبل الميلاد زال كل أثر فعلي لليهود في فلسطين إلا من اندمج منهم بسكان البلاد الأصليين.ثم اتسع (تشتت) اليهود في مراكز الاقتصاد والتجارة مثل: (الإسكندرية وقرطاجة) قبل تدمير الهيكل سنة (70م)...
الطابع التجاري لديانة اليهود
اليهود أينما تجمّعوا فذلك يعني أنهم تجمّعوا حول نواة تجارية مالية، ولا يهمهم شيء حول ما إذا كانت تجارتهم هذه دنيئة أم لا، المهم عندهم جمع المال من التجارة والتحكم بالعصب الاقتصادي والسياسي للمنطقة، فلو جاء عشرة رجال من اليهود الفقراء إلى منطقة، لوجدناهم يتحكمون بالسوق في بضع سنوات وذلك عبر خطة عالمية تدعمهم، بغض النظر عن الوسائل التي يتبعونها في ذلك.فمثلاً في أوروبا كان الربا مقدماً على التجارة والأعمال لكسب الربح السريع وقد استغله اليهود وكذلك الدعارة. ويعود عملهم بالربا إلى أن الكنيسة الكاثوليكية حرمت الربا على النصارى، فبقي فراغ شغله اليهود، فأخذوا يتعاملون به بجشع.
اليهود في البلاد العربية
بدأ بعض اليهود بالنزوح إلى البلاد العربية من القرن السادس قبل الميلاد (النفي البابلي)، ثم جاء بعضهم بعد سقوط القدس (القرن الأول الميلادي) فنزحوا شرقاً نحو العراق وجنوباً نحو الجزيرة العربية وبالاتجاه الجنوبي الغربي نحو مصر، وتسربت أعداد منهم وامتزجت بأهل البلاد الأصليين واختلطت بهم اختلاطاً مباشراً في جوانب حياتهم وظروفها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية كما شاركوهم في ـ اللغة والتقاليد وأسلوب التفكير ـ .وقد ضاعت وحدتهم العنصرية رغم تقوقعهم ورغم تعصبهم العنصري لديانتهم، كما فقدوا لغتهم المشتركة (العبرية) فتكلموا بلغات مختلفة حسب الموقع الذي يعيشون فيه، وهذا يبين أنهم هجين من عدة قوميات ومن عدة لغات.
فلسطين في التاريخ
ذكر بعض المؤرخين: أنه عرفت فلسطين بأرض (كنعان) قديماً (حوالي 2500ق.م)، وفي عام (2100ق.م) تعرضت لغزو القبائل الكريتية التي سكنت شواطئها بين يافا وغزة، فسميت تلك المناطق باسم (فلسطين) ثم صار هذا الاسم لكل المنطقة فيما بعد وبحكم موقعها تعرضت لحروب طاحنة وغزوات وهجرات متوالية لكن كان معظم الغزاة عابرين إلا من استقر فقد اندمج مع السكان وصار منهم.خرجت قبائل العبرانيين من مصر متجهة إلى الشرق بقيادة النبي موسى(عليه السلام)في عام (1290ق.م) وتوقفت في صحراء (التيه) 40 عاماً.وفي عام (1ق.م) أخضع النبي داود(عليه السلام)(الكنعانيين اليبوسيين) في منطقة القدس وجعل أورشليم (القدس) عاصمة لهم.وبعد وفاة ابنه النبي سليمان(عليه السلام)عام (635ق.م) انقسمت المملكة إلى مملكة يهوذا ومملكة إسرائيل.وفي القرن السادس ق.م تعرضت فلسطين لغزوات الآشوريين والكلدانيين وتبعثر اليهود على أثرها وفي عام (529ق.م) غزا الفرس فلسطين وألحقوها بدولتهم.وفي عهدهم عادت قبيلة (يهوذا) مع بقايا الأسر البابلية إلى القدس، وأعادت الهيكل من جديد.وفي عام (332 ق.م) غزا الاسكندر فلسطين.وفي عام (90 ق.م) قدم العرب إلى الأنباط والحقوا فلسطين بعاصمتهم.وقد احتلها الرومان في أوائل القرن الميلادي وظلت تتبع روما أولاً وبيزنطة بعدها، إلى أن جاء الإسلام وحررها من أيديهم.
الفتح الإسلامي
نظراً لأهمية فلسطين دينياً عند جميع الأديان ـ ففيها أولى القبلتين عند المسلمين وكونها (أرض الميعاد) لدى اليهود وحيث سمّت التوراة أرضها (أرض السمن والعسل)، ولكونها وسط الحضارات والإمبراطوريات القديمة وكونها معبراً بين القارات الثلاث آسيا وأفريقيا وأوروبا وملتقى لها ـ كل ذلك جعل أرضها مسرحاً تتجابه عليه مختلف القوى العالمية قديماً وحديثاً وتنجذب إليها أمواج الهجرات المتتالية والمتصاعدة باستمرار من مختلف الديانات والقوميات، وبانتصار الإسلام في جزيرة العرب.. انطلقت القوة الإسلامية الجديدة إلى جميع الاتجاهات لتحمل رسالة الإسلام والحضارة الإسلامية. وتوجهت قوات المسلمين شمالاً إلى فلسطين لتقضي على الجيوش الرومانية في معركتين حاسمتين هما معركة أجنادين بالقرب من القدس فدخلت القدس سنة (638م).ثم معركة اليرموك التي أنهت الوجود الروماني في فلسطين وتم استيلاء المسلمين على كل فلسطين، وصارت جزءاً لا يتجزأ من البلاد الإسلامية بسقوط (قيصارية) سنة (460م) لينتهي فصل الختام للإمبراطورية الرومانية في أرض الإسلام، ليبدأ بعدها فصل جديد بين الحضارة الإسلامية والحضارة المسيحية (الصليبية).
المملكة الصليبية
في القرن الحادي عشر الميلادي تحركت الجيوش الأوروبية (الصليبية) بعوامل الطموح ودوافع الطمع والحماس الديني نحو المشرق تحت شعار (تحرير الأراضي المقدسة) وكان هدفهم القضاء على المسلمين، وبالفعل فقد اغرقوا القدس بعد احتلالها في بحر من الدماء وقتلوا من فيها من المسلمين وحتى المسيحيين واليهود الشرقيين وأقاموا مملكة باسم (مملكة القدس) وبعد ثمانين سنة من سقوط القدس بأيديهم استطاع المسلمون مرة أخرى استردادها من أيديهم سنة (1187م) بعد أن ألحقوا بهم هزيمة نكراء.ونتيجة لانتصارات المسلمين، انحسر نفوذ الصليبيين إلى المنطقة الساحلية من فلسطين وأصبحت (عكا) هي عاصمتهم الجديدة.وبعد ذلك نشبت معارك طويلة ومريرة طوال السنتين استطاع بعدها (مماليك مصر) من المسلمين تحرير (عكا) وطرد الصليبيين وإزالة آخر أثر لهم من الأراضي الإسلامية سنة (1291م).
التدفق الجديد لليهود
في زمن الدولة العثمانية ومنذ بداية القرن السابع تدفق اليهود القادمين من أوروبا (الشرقية) ويعرفون باسم خاص يميزهم عن بقية اليهود في العالم على فلسطين، وزادت الهجرة مع ضعف الدولة العثمانية وازدياد نفوذ الدول الكبرى وتصاعد الاضطهاد في النصف الثاني من القرن التاسع عشر.ومع نمو الحركة الصهيونية توجهت هذه الهجرة إلى (فلسطين) واستمرت بالازدياد المطرد إلى يومنا هذا.
الحركة الصهيونية
بدأت هذه الحركة منذ القرن السابع عشر تقريباً إلا أن الاجتماع الأول (للحركة الصهيونية في العالم) كان في عام (1897م) في مدينة بازل في سويسرا بزعامة (مؤسس الصهيونية)، ويمكن تلخيص ما جاء في المؤتمر بما يلي:إن هدف الصهيونية هو إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين بضمن القانون العام وحدد عدة خطوات لتحقيق هذا الهدف يمكن حصرها فيما يلي:1: تشجيع استيطان العمال الزراعيين والصناعيين اليهود في فلسطين.2: تنظيم اليهود والربط بينهم من خلال مؤسسات تتفق مع القوانين الدولية والمحلية لكل بلد.3: تقوية الشعور والوعي القومي لدى اليهود وتعزيزهما.4: اتخاذ خطوات تمهيدية للحصول على موافقة الدول حيث يكون ضرورياً لتحقيق هدف الصهيونية.
المراوغة من أساليب اليهود
وتمكن اليهود بوسائلهم وأساليبهم اللاإنسانية والملتوية التي استخدموها لتحقيق مآربهم في بناء دولتهم (اللاشرعية).ومن أساليبهم المراوغة التي اتبعها (أحد زعمائهم) هو انتزاع وعد (بلفور) من الحكومة البريطانية عام (1917م) الذي أعطى اليهود ما لا يملكون، وتجاوزت الجمعية العامة للأمم المتحدة بقرارات كان أهمها قرار التقسيم الذي يقضي بتقسيم فلسطين إلى دولتين عربية ويهودية ووضع القدس تحت الإدارة الدولية.
اليهود بؤرة الفساد والكساد
وكما ذكرنا فلليهود طرق كثيرة وأساليب خاصة وملتوية لتحقيق غاياتهم في امتصاص دماء الآخرين من غير اليهود، أما مع بعضهم فيحرّمون هذه الأشياء. فمثلاً يجب التعامل بالربا مع غير اليهودي ويحرّم مع اليهودي، ولما لأساليبهم الخاصة من أثر في جمع المال والثراء السريع فإنهم يحاولون بشتى السبل تحطيم اقتصاد البلاد التي يعيشون فيها، بعد الإمساك بزمام الاقتصاد. وحينما كنا في العراق شاهدنا اليهود قبل عام (1948م) عندما كانوا في سوق الشورجة ببغداد وقد احتكروا جميع المواد الاستهلاكية والغذائية في أيديهم وخلقوا كثيراً من الأزمات الاقتصادية، وتلاعبوا بالأسعار مما سبّب شحّة من جانب وكساد من جانب آخر، وبالتالي جمعوا كل تلك الأموال وحطّموا اقتصاد العراق ثم نقلوا كل أرصدتهم معهم إلى إسرائيل.ويذكر أن في طهران أيضاً زمن الشاه كان سوق طهران الكبير بيد جماعة من اليهود، ولما كان هؤلاء يتحكّمون بالسوق على أهوائهم، والشاه قد منحهم الحرية الكاملة، لذلك فإنهم أخذوا يتحكمون بكل شيء في السوق من عرض وطلب وتسعير واحتكار وتلاعب إلى غير ذلك من الأساليب الخبيثة والملتوية.واليهود بالإضافة إلى ذلك فإنهم يقتلون الأخلاق الحسنة في المجتمع، وان أول أعمالهم التي يقومون بها هي نشر الخمور والزنا والبغاء، فقد أسسوا في طهران (14) محل لبيع الخمور وذلك على علم من الشاه.هذا هو المعروف والمتعارف عليه من اليهود، فانهم لم ينشروا الخمور والزنا والفحشاء إلا من أجل إفساد المجتمع؛ حيث إن اليهودي لا يستطيع أن يعيش ويتسلط على غيره إلا بعد أن يفسد ما حوله؛ لكي يخلق جواً ينسجم ويتواءم مع رغباته ويسهل له الحصول على مبتغاه.فهم بؤرة الفساد في كل الدنيا ونجد أنهم من وراء مراكز الدعارة وربما يجعلون مقرّات للزنا والدعارة تحت اسم آخر مثل (مراكز الخدمات الإنسانية) ويتسترون تحت هذه الأسماء لتحقيق أغراضهم، وهكذا كان الحال في العراق وإيران ومصر وغيرها من البلدان الإسلامية.
اليهود وإثارة الفتن
من أعمال اليهود المعروفة ـ بالإضافة لما سبق ـ إثارة الفتن والخلافات والنزاعات وتشجيع التطاحن بين أبناء المسلمين والنتيجة طبعاً ستكون لصالح اليهود، فقد استخدموا أساليب كثيرة في الدسّ بين طيّات الكتب والطعن بالمعتقدات، وإثارة النعرات الطائفية والعرقية بين المسلمين بأساليب جديدة أدت إلى تدمير البلاد وضياع الكثير من الثروات ونهبها عن طريق تأسيس عصابات ذيلية ترتبط بهم مطليّة بصبغة الأحزاب السياسية العلمانية.
إسرائيل صنيعة الاستعمار
ثياب الاستعمار كثيرة فكلّما بلي ثوب لبس غيره، وبعد الحرب العالمية الثانية ظهر للدول الاستعمارية أن لعبتهم هذه سوف لن تستمر، وباتت لعبة قديمة ورأوا أن الإسلام لو تحرك بحرية بين هذه البلدان المستعمرة فانه سيشكل قوة ضاربة خطيرة تعصف بهم وبمصلحتهم في هذه المنطقة الحيوية من العالم وفي مناطق أخرى كثيرة، لذلك فان إسرائيل (وهي اللعبة الجديدة والثوب الجديد) للاستعمار ستكون كفيلة بتحديد حرية تحرك الدول الإسلامية في هذه المنطقة لذا فيجب أن (تصنع) في هذا المكان الحساس، وولدت بعد محاولات بذلتها الصهيونية العالمية واليهودية مستفيدة من كل الظروف العالمية، ولكن ذلك صادف رغبة ملحة وهوى من نفوس الدول الاستعمارية تحقيقاً لمصالحهم.إذن إسرائيل صنيعتهم والخادم المنقذ لمصالحهم. وبالفعل فقد حققت لهم إسرائيل كل مصالحهم وخرج الاستعمار من الباب ليدخل من الشباك كما يقولون.
العرض الخياني
مما تقدم نعرف أن (إسرائيل) و(اليهود) عصابات إرهابية ولا علاقة لها (بعالم الأمس) كما علمنا أن الصهيونية والاستعمار وجهان لعملة واحدة، وعلمنا أيضاً غاية الصهيونية ولدت في قلب الأمة الإسلامية وليس في نيتها الرحيل، وحقدها على الإسلام (حقد مقدّس)! كما يسمّيه اليهود.إذن هل هناك وجه للمصالحة معها.. وكيف ستمد يد المصالحة لها؟!! فهل يجوز لك أن تصالح غاصب بيتك وتسميه صديقاً!!وماذا نسمي زيارة السادات لإسرائيل هل هي صلح أم سلام أم استسلام، أم (تطبيع علاقات)، كما يحلو للسادات أن يسمّيها بذلك.. أم أنها الخيانة؟!!
وتمسكنوا ليتمكنوا
وهكذا سعى مفكرو اليهود بشتى الطرق وبأخبث الوسائل لأن يستعيدوا قوتهم ومجدهم وتراثهم (حسبما يدّعون)، وعملوا من دون كلل حتى حصلوا على كل ما يبتغون، وتمكنوا من بناء دويلتهم الصهيونية في قلب المنطقة الإسلامية، بالإرهاب والقوة وسفك الدماء، وحققوا ما كانوا يصبون إليه بالأمس بهمة شرسة، وبدعم مالي واسع وتخطيط دقيق.. وإعلام مكثف حول مظلومية اليهود الكاذبة ومسكنتهم إلى أن تمكنوا جيداً وأصبح زمام المبادرة بأيديهم. وهذا الإعلام المكثّف إزاء مسكنتهم هذه، له دور كبير في بناء دويلتهم الغاصبة.ففي سنة واحدة تطبع إسرائيل وتوزع (15) مليون كتاب، ولديها ما يقارب الألف صحيفة خارج فلسطين. وهذا يعني أن صحفها ومجلاتها تفوق عدد صحف ومجلات الدول العربية قاطبة بما فيهما لبنان ومصر المشهورتان بالطباعة والنشر.أنظر! من أين لهم هذا؟ ومن الذي يوحي لهم بذلك وهم الكفار بينما يتراجع بعض المسلمين؟ والجواب هو قوله تعالى: [ إِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ] لضرب الإسلام والمسلمين، بينما يتراجع بعض المسلمين لأنهم ابتعدوا عن نهج الإسلام وسنة رسوله(صلى الله عليه وآله)وأهل بيته الأطهار(عليهم السلام)وانشغلوا بالتنازع فيما بينهم ولذلك فشلوا وقد قال تعالى: [ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ] . «مهازل بسبب البعد عن الإسلام»قال تعالى: [ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ] .فلو أن بعض المسلمين أخلصوا النية لله تعالى وجاهدوا في سبيله لما أضلّوا السبيل وما انتصرت عليهم دويلة صغيرة لا تتجاوز نفوسها الخمسة ملايين نسمة في حين أن المسلمين العرب وحدهم يزيدون على ثلاثمائة مليون!!أليست هذه هي المهزلة بعينها؟ وإلا فما معنى ذلك؟ ويجب هنا أن نقول للشعب المسلم: إن النصر من عند الله فانه لا يكتب ذلك إلا للذين يجاهدون بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله، ويطبقون كافة القوانين الإلهية من الأخوة الإسلامية والأمة الواحدة والحريات و... فقد قال تعالى: [ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ ءامَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ] .إذن البعد عن الإسلام هو سبب هذه المهازل، وإلا فما معنى حرب (1948م) ثم النكسة عام (1967م) في الخامس من حزيران؟ وما معنى مباركة قرار مجلس الأمن القديم (242) عام (1968م) من قبل؟ ثم تأتي مجزرة أيلول الأسود عام (1970م)، حيث سفكت دماء الفلسطينيين.. وبعدها تأتي حرب (1973م) خوفاً على التيجان وحفاظاً على ماء الوجه (لكن الولادة أجهضت) ثم استخدم النفط كسلاح للمعركة ويفشل. ثم يتحول سلاح الرفض إلى شبه تأييد ثم تأييد ثم حوار غير مباشر ثم مباشر ثم زيارات سرية للقدس ثم علنية تطوّع لها السادات بحجة تطبيع العلاقات والحوار المباشر، وقد سبقه (أقرانه) إلى الخنوع والذل والاستسلام من أمثال بعض الحكام ومن سار في ركبهم في الخفاء، وهكذا يستمر الحال نحو كثير من المهازل.وتكون النتيجة الذلة والخسران. يقول تعالى: [ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً] .
الإسلام هو العلاج
المهازل السابقة سوف لن يوقفها إلا الإسلام والعمل به، وعند ذلك ستسقط كل الشعارات المزيفة. ونحن المسلمون لسنا مرتبطين بالأفكار الإلحادية، بل ارتباطنا هو بالإسلام وبقوانين التشريع الإلهي وكفى، ولو تمسكنا بالإسلام.. لاستطعنا مواجهة كل القوى الكافرة. ليس إسرائيل فقط. وإنما الشرق والغرب معاً؛ لأن الإسلام بما يمتلكه من قوة إيمانية ومعنوية عالية.. يستطيع حسم الكثير من الخلافات.. ووضع حد للمشاكل والصعوبات التي تعاني منها الأمة.. كما أن الإسلام هو القوة القاهرة التي تتكفل الوقوف بوجه كل المستكبرين والطغاة..وما إسرائيل إلا (نصل) للأنظمة الطاغوتية، وكل قوى التجبر العالمي موجّه إلى صدر الإسلام والمسلمين، وسننتصر بعون الله تعالى، وستنجلي هذه الغمة في الغد القريب إن شاء الله إذا اهتم المسلمون وتضامنوا وعملوا جادين في سبيل ذلك.وعلينا بالدعاء أيضاً مبتهلين ومتضرعين إلى الباري عزّ وجل طالبين منه المدد لنصرنا على كل هذه الدوائر التي أحاطت بالإسلام.«اللهم إنا نشكو إليك فقد نبينا صلواتك عليه وآله وغيبة ولينا وكثرة عدونا، وقلة عددنا، وشدة الفتن بنا، وتظاهر الزمان علينا، فصل على محمد وآله، وأعنا على ذلك بفتح منك تعجله، وبضرّ تكشفه، ونصر تعزه، وسلطان حق تظهره، ورحمة منك تجللناها، وعافية منك تلبسناها، برحمتك يا أرحم الراحمين».
منقول من موقع (( اليهود المغضوب عليهم )) .
المفضلات