بـــــــــاب التــــــــوبة ...
قال العلماء : التوبةُ واجبةٌ من كل ذنب , فإن كانت المعصيةُ بين العبد وبين الله تعالى لاتتعلق بحق آدمي ,
فلها ثلاثةُ شُـــروطٍ :
أحــــــدُها : أن يُقلع عن المعصية .
والثاني : أن يندم على فعلها .
والثالث : أن يعـــزم ألا يعود إليها أبداً . فإن فُقد أحد الثلاثةِ لم تصح توبتهُ .
*** وإن كانت المعصيةُ تتعلقُ بآدمي فشروطها أربعـــةٌ : هــــذهِ الثلاثةُ . وأن يبرأ من صاحبها
فإن كانت مالاً أو نحوهُ ردهُ إليه , وإن كانت حد قذف ونحوهُ مكنهُ منهُ أو طلب عفوهُ , وإن كانت غيبةً
استحلهُ منها . ويجـــــــــــب أن يتوب من جميع الذنوب , فإن تاب من بعضها صحت توبتهُ عند أهل الحق
من ذلك الذنب , وبقي عليه الباقي .
وقد تظاهرت دلائل الكتاب , والسنة , وإجماع الأمة على وجوب التــــــــــوبة :
قالى الله تعالى (( وتــــــوبوا إلى الله جميعاً أيُها المؤمنون لعلكم تُفلحون )) النورـ 31 ..
2ـ وعن أبي هُريرة ( رضي الله عنهُ ) قال : سمعتُ رسول الله![]()
يقول (( والله إني لأستغفرُ الله , وأتوبُ إليه في اليومِ , أكثر من سبعين مرةً )) صحيح. رواه البخاري
3- وعن أبي سعيدٍ سعد بن مالك بن سنان الخُدري ( رضي الله عنه ) أن نبي الله
قال : (( كان فيمن كان قبلكُم رجلٌ قتل تِسعةً وتسعين نفساً , فسأل عن أعلَم أهل الأرض فدُل على
راهبٍ , فأتاهُ فقال : إنـــهُ قَتَل تِسعةً وتسعين نفساً , فهل لهُ توبةٍ ؟ فقال : لا , فقتلهُ فكمل بهِ مائةً ثم
سألَ عن أعـــــــلم أهل الأرضِ , فدُل على رجلٍ عالـــــــــمٍ فقال : إنه قتل مائة نفسٍ فهل لهُ من توبةٍ؟
فقال : نعم ومن يحول بينهُ وبين التوبة ؟ انطلق إلى أرض كذا وكذا , فإن بها أُناساً يعبُدون الله تعالى
فاعبد الله معهم , ولاترجع إلى أرضك فإنها أرض سوءٍ , فانطلق حتى إذا نصف الطريق أتاهُ الموتُ
فاختصمت فيه ملائكةُ الرحمة وملائكةُ العذاب . فقالت ملائكة الرحمة : جاء تائباً مُقبلاً بقلبه إلى الله
تعالى , وقالت ملائكةُ العذاب : إنهُ لـــــم يعمل خيراً قط , فأتاهم ملكٌ في صورة آدمي , فجعلوه بينهم
أي حكماً ــ فقال : قيسوا مابين الأرضين فإلى أيتهما كــــــان أدنى , فهو له , فقاسوا فوجدوه أدنى إلى
الأرض التي أراد , فقبضتهُ ملائكة الرحمة)) صحيح .
رواه البخاري ومسلم وصححه الشيخ الالباني.
4- وعن أبي موسى عبدالله بن قيس الأشعري ( رضي الله عنه ) عن النبي![]()
قال : (( إن الله تعالى يبسطُ يدهُ بالليل ليتوب مُسيءُ النهار ويبسطُ يدهُ بالنهار ليتوب مُسيءُ الليل
حتى تطلع الشمسُ من مغربها )) صحيح . رواه مسلم . وصححه الشيخ الألباني .
رياض الصالحين.. للإمام النووي ..ص 15
المفضلات