كيفية انكار المنكر بالقلب
من المعلوم قطعا أن الإنكار بالقلب فرض على كل مسلم بكل حال ، قال ابن رجب : (( إن الإنكار بالقلب فرض على كل مسلم في كل حال ، وأما الإنكار باليد واللسان فبحسب القدرة ))
ما معنى الإنكار بالقلب ، وكيف يكون ، وماذا يلزم له ؟
يقول أهل العلم : يكون الإنكار بالقلب بأن لا يرضى المحتسب بالمنكر الذي رآه ، وينكر في باطنه على من قارفه ، وعلى هذا يكون تغييراً معنوياً ، فإذا كره المحتسب المنكر ونوى بقلبه أنه لو قدر على تغييره لَغَيَّرَهُ ، وبهذا يكون في قوة التغيير له لكن حال دون ذلك قدرته وكما هو معلوم فإن مَن هَمَّ بحسنة ولم يعلمها كتبت له حسنة ، وإن عملها كتبت له بعشر حسنات .
ولو استطاع المحتسب أن يظهر كرهه لذلك المنكر وإظهار الإنكار بعبوس الوجه أو تقطيب الجبين ونحو ذلك ؛ فهو أمر حسن ودليل على صدق الإنكار القلبي ، كما يقول ابن مسعود : (( جاهدوا المنافقين بأيديكم فإن لم تستطيعوا ، فبألسنتكم ، فإن لم تستطيعوا إلا أن تكْفَهِرُّوا في وجوههم فاكْفَهِرُّوا ))
وقال ابن النحاس : (( أن من لم يستطع الإنكار باللسان وأمكنه إظهار الإنكار بالتعبيس وتقطيب الوجه ؛ وجب عليه ذلك))
فتغير ملامح الوجه مشعر بما قام في قلب المرء من كره لذلك المنكر ، فالواجب على المسلم : الإنكار وإظهاره بأي شكل ولو على أضعف الوجوه .
ويلزم لإنكار المنكر بالقلب عدم مخالطة صاحب المنكر ، وعدم الجلوس معه حال مواقعة المنكر خصوصاً ، ولا يجوز الجلوس في مكان فيه منكر بل يجب مفارقته
المفضلات