رايته صامتا يعلوه الهم
والحيرة تكتنفه وشارد الذهن تارة وتارة اخرى يتأفف..........
حزين....
مابك يا عبدالله...؟؟؟ سالته باستغراب
اجاب فورا
.... سيكبسون سيارتي وتصبح مربعه او مستطيله اومكعبه او بشكل صندوق آآآآخ
المهم انهم سيكبسونها من جميع الجوانب
قلت سلامات ......لماذا...؟؟
هل حصل لك حادث ...؟؟
قااااااااال لاااااا للأسف؟؟
استغربت وقلت لماذا للاسف...
قل يا اخي الحمد لله...
قال الحمدلله الذي لايحمد على مكروه سوااااااه
........زادني حيره وزادني قلقاً
وبدأت تدور عيناي يمنة ويسره
وقلت مجددا ....
عبد الله يا اخي بالله عليك فهمني مالمشكله...
قال بصوت حزيييييييين وبآآآآآآآآآهات كادت ان تشق صدري قبل صدره (لاحول ولاقوة الابالله يالله عساه خيراقوله انا)
وبدأ يذرف الدموع ...
اخي احمد
احببتها ...
(قلت في نفسي قبح الله عدوك لقد وقع في الحب)
اجبته
طيب طيب
وما علاقة السياره يا عبد الله ثم هون عليك ولكل مشكلة حل...
قال اخي احمد لاتستعجل بارك الله فيك...
وقال مرة اخرى لقد احببتها منذ كنت صغيراً
اشترى لي اياها ابي حفظه الله ايام الثانوي...
ثم تنهد قليلا ووضع جبهته على يديه مطأطأً راسه..
(اها قلت الحمد لله بدأت افك اللغز قليلا وعرفت انه يقصد السياره)
واكمل قائلا..
ايام الثانويه يا احمد وذكرياتي فيها ...
لا انساها ...
(انا لله وانا اليه راجعون والله اني بدات اتفاعل معه قبح الله عدوه)
قلت له سيارتك ...
قال نعم ،نعم يا احمد..
قلت اكمل اكمل ياعبد الله ثم ماذا...
قال ودرست الجامعه وهي معي وكنت اسافر بها...
كل خميس وجمعه الى اهلي...
واعود ادراجي الى الجامعه...
كم ذهبت بها الى مطعم الجامعه يا احمد..
كم اسرعت بها لالحق محاضراتي يا احمد
كم مرة ومره صحبت اصدقائي وتمشينا..
آآآآآآآآآه يااااا احمد..
قلت له وماذا بعد اكمل...
ماذا اكمل...
لقد اعياها المرض وانا في الجامعه...
قلت تقصد السياره..
قال نعم اقصدها..
وماذا فعلت..
قال لم اترك طبيبا الا وحملتها اليه...
آسف اقصد مهندس
وهل اصلحتها
قال لا...
ولماذا ؟؟
كانت صعبة الاصلاح..
ولا يستطيع اصلاحها الا وكالتها..
ولم استطيع ادخالها الوكاله لاسيما وان قطع غيارها مرتفع السعر..
ماذا فعلت اذا ؟؟؟
اخذتها الى البيت وبدأت عبثاً احاول اصلاحها بنفسي..
حتى نجحت بمعاونة احد المهندسين...
قلت ممتاز رائع انت عجيب !!!
وسألته وكيف صارت معك بعد ذلك ...
قال ممتازه..
وزالت عللها والحمد لله
بعد فترة من الزمن تزوجت والحمد لله
وحملت زوجتي فيها في يوم عرسي
الى الفندق...
وكنت اتمشى انا وعروستي وسيارتي...
لافرق الله بيننا..
والمحبه متبادلة من الجميع..
قلت وماذا بعد يا عبد الله
قال يا احمد بعد فترة من الزمن اشتريت سيارة اخرى ..
وبدأت اهمل حبيبتي ..
سيارتي الاولى ...
حتى جائني احدهم وقال دعني اذهب بها الى مهندس يصلحها
فوافقت...
ولكن اللذي حدث ان هذا المهندس فشل فشلا ذريعا في اصلاحها..
بل عطلها عن السير...
فأصبحت لاتمشي وتحتاج اصلاح من نوع آخر...
قلت اكمل يا عبد الله وماذا فعلت بعد ذلك..؟؟
ماذا فعلت يا اخي احمد ، لقد اضطررت ان اسحبها الى امام المنزل..
وكان هناك مواقف مظلله..
بقيت على هذا الحال شهورا..
وهي قريبة من قلبي اراها في احسن حال..
وامتع ناظري بها كل ما دخلت وكلما خرجت...
ولكن الحال لايدوم دائما...
فقد جاء امر من البلديه بإزالة جميع المواقف التي في الاحيااااء
وكان نصيب موقفي مع الركب..
وازيل مع بقية المواقف...
قلت له طيب يا عبدالله وهل بقيت سيارتك بلا ظلال...
قال احمد نعم ..
لقد بقيت بلا ظلال
وبدأت التعرية تأثر في ملامحها..
وانا مكتوف الايدي..
ااجل اصلاحها لكي يتوفر لي مبلغا افضل..
ومرت سنة وهي على هذا الحال...
واصبحت اراها فينقبض قلبي...
والكل يبكتني ويزجرني..
أرمِ هذه السياره
اسحبها الى الزباله...
والكل ينهش من هنا ومن هناك...
وما دروا انهم ينهشون قلبي...
ويعتصر الالم في قلبي..
فهم لايعرفون مكانتها...
ازدادت الحالة سؤا...
مع زيادة الوقت..
ومع الامطار...
والرياح...
إزدادت حالتها سؤا...
تجمع الصبية عليها..
اوسعوها ضربا...
بالحجارة..
خدشوا زجاجها وهشموا بعضه..
ارتخت كفراتها...
وما باليد حيلة..
والعين بصيره ولكن الله المستعاااان...
قاطعته اخي عبد الله هون عليك غفر الله لك...
اكمل عبد الله...
وقال لم اتحمل هذه المناظر...
وحزنت كثيرا..
وذهبت لاتصل ..
على مكان للتشليح..
وقلت في نفسي..
اهون من هذا الحال البائس..
تشلح وتكون اعضائها ...
موزعة في سيارات اخرى..
معززة مكرمة..
حملت الجوال ويدي ترتجف...
ضربت الارقام وانا لا اشعر...
كلمت بصوت مختنق...
اجاب حالا سنأتيك..
وماهي الا دقائق...
واذا بفريق متكامل امام المنزل...
يدورون حول سيارتي...
خرجت بدون شعور وانا اصرخ ...
لالالالالالا
خرج ابي ...
معي .....
وسحبني ...
وسالني الم تتصل بهم ..؟
قلت نعم
قال ولماذا انت تصرخ..؟
قلت اعتقدت انهم سياخذون القطع فقط ...
قال ابي وماذا سيفعلون..؟
يقولون انهم سيكبسونها لتكون مربعه ...؟؟؟
ويبيعونها على مصنع الحديد...
قال لي ابي لقد بعت السياره ولاتستطيع التراجع...
قاطعته وقلت عوضك الله خيرا يا عبد الله...
قا ل اسمعني يا احمد...
لقد حملوها وانا ارى ..
امام عيني...
لا اتصور ابدا انهم سيكبسونها...
ويهشمونها ...
ويحطمونها...
حبيبتي وغاليتي وعزيزتي...
واجهش بالبكاء...
فما تمالكت نفسي وبكيت مع عبد الله
حزنا على سيارته...
وتقديرا لوفاءه...