اعتذر عن التاخير
إن المشاهد لحال المسلمين في هذا الزمان يجد أن واقع الكثير منهم مخالف للمأمول منه بصفته الإسلامية
1- لقد تحولت العبادة عند الكثير من المسلمين إلى عادة , فهو يصلي عادة لا عبادة , ويصوم لأن المجتمع من حوله يصوم
2- الكثير من المسلمين يضيع وقته في رمضان فيما لا يعود عليه بالنفع في الدنيا ولا في الآخرة , بل ربما انهمك في المحرمات .
ومن ذلك : أن الكثيرين يتسمرون أمام القنوات الفضائية لتلقف السموم التي تبثها تلك المحطات الشيطانية في هذا الشهر المبارك , فينتقل من تمثيلية مليئة بالصور المحرمة والأفكار الهدامة إلى أغنية ماجنة إلى مبارة إلى فوازير رمضان وإلى غير ذلك من البرامج السيئة .
فتفوته صلاة التراويح , وتفوته قراءة القرآن , وتفوته الأعمال الصالحة في هذا الشهر المبارك , بل تفوته ليلة هي خير من ألف شهر , يا حسرته , بل ربما قصر بعضهم في أداء الواجبات التي أوجبها الله عز وجل , ولا شك أنه بفعله هذا قد جرح صومه ونقص ثوابه .
ومن المسلمين من يُعِدُّون ملاعبا لكرة القدم أو استراحات للعب الورق وغيره , لإضاعة الوقت فيها , فتجدهم يجتمعون من بعد الإفطار ويبدؤون بالعبث من ذلك الوقت إلى وقت السحور , وربما امتد الأمر ببعضهم إلى ما بعد صلاة الفجر , ثم ينامون , وقليل منهم من يستيقظ لأداء الصلاة في أوقاتها ، أما أن يشغلوا وقتهم بقراءة القرآن والذكر والمكث في المساجد , فهذا ما لا يخطر لهم على بال , ولا حول ولا قوة إلا بالله .
ومنهم من يمضون أوقاتهم التي لو كانت تباع لاشتراها العقلاء بأغلى من الذهب والفضة يمضونها في التسكع في الأسواق , بل ربما كان بعضهم في أشرف زمان في شهر رمضان , وفي أشرف مكان في بلد الله الحرام وتراه يتسكع في الأسواق لفعل ما يغضب الله عز وجل من النظر المحرم , والكلام الحرام , والعلاقات المحرمة ، وقد قال الله تعالى : ( وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ) الحج / 25 .
3- عدم التلذذ بالعبادة , نجد أن الكثير من الناس ثقلت عليهم العبادات , وأصبحوا يطلبون الراحة منها , لا بها , ولا تحصل لهم بها أي لذة .
وقد كان عبد الواحد بن زيد يبكي كثيرا ويقول : فرق الموت بين المصلين ولذتهم في الصلاة , وبين الصائمين ولذتهم في الصيام . مختصر قيام الليل لابن نصر (ص:106) .
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن للصائم فرحتين , أما هؤلاء ففرحهم لسقوط حمل الصيام عنهم ومشقته ، والذي لا يجدون له أي لذة .
وهذا يرجع إلى الذنوب التي طمست القلوب , ولا حول ولا قوة إلا بالله , وقد سئل وهيب بن الورد : هل يجد طعم الإيمان من يعصي الله ؟ قال : لا , ولا من هَمَّ بالمعصية . وقال ذو النون : كما لا يجد الجسد لذة الطعام عند سقمه كذلك لا يجد القلب حلاوة العبادة مع الذنوب . "فتح الباري" لابن رجب (1/50) .
أسأل الله عز وجل أن يهدينا وسائر المسلمين لما يحبه ويرضاه , وأن يقينا شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا , وأن يمن علينا بتوبة نصوح من جميع الذنوب والخطايا , آمين , آمين , آمين
واعتذر على الاطالة
المفضلات