انتظر التفاتة منها نحوه ابتسم في وجهها وأشار عليها أن يذهبا إلى مقصف الجامعة ليشربا شيئاً يبرد أعصابها الحارة .. فكرت أن تعتذر ولكنها عدلت عن ذلك وظلت صامتة .. نهض وانتظرها حتى نهضت .. في المقصف .. طلب فنجاني قهوة حست حسوة دون أن تتكلم وخطر ببالها الماضي .. لعنت في سرها زوجها الأول الذي كان ينعتها بأنها عنيدة
لا ترى صواباً إلا في الأفكار التي تنبت في دماغها .. (كلاب حمقى ومع ذلك يحكمون على الناس يحكمون على من يزن عقلها الجبال الرواسي ألا ... أين الرجل الذي يقدر هذا العقل المملوء حكمة ..)
قال أيوب :
- لننقل يا مدام سعاد إلى موضوع آخر فهذا الموضوع إنساني أخلاقي عاطفي ...
- نظرت إليه مستفسرة بعينيها دون أن تتكلم 0
- قال وهو يصوب بصره إلى جدار المقصف :
- أمي ..
- ولم تقل شيئاً فأكمل ..
- أمي في الثمانين من عمرها وهي سيدة وديعة لا تتدخل في شؤوننا فإذا كتب بيننا كانت في رعايتنا .. نظرت إليه مقطبة الجبين وقالت بحزم :
- لا يجمعني وامرأة أخرى سقف بيت واحد 0
- لكنها أمي وليست ضرة لك ؛
- حتى لو كانت جدتك فلا يؤمن الشر من واحدة من بنات حواء ؛
وكيف أقابل الناس إذا لم أضم أمي العجوز إلى رعايتي ؟
- يجب أن تهمك زوجتك – إن كنت صادقاً- ولا يهمك الناس 0
- وماذا أقول لربي الذي قرن بين عبادتنا له وإحساننا للأبوين ؟
- لماذا لا تتذكر ربنا إلا في هذا الجانب ؟
- أنا أتذكره في كل الجوانب .. تأكدي ..
- ادعاء كان يقول مثله ذلك الشاعر الملعون ..
أحس أن خطوط الاتصال تتقطع بينه وبينها جميلة .. بل ذات جمال بارع ولكنها مغلقة على أفكارها عدوانية معاكسة .. . لا يعرف التفاهم إلى نفسها سبيلاً.. وهل أريد شيطانة في جسد
ملاك ؟ لا ...امرأة عادية رضية النفس تتوق إلى التفاهم والحياة المطمئنة خير من هذه المرأة ذات الجمال البارع الذي يخفي خلفه مخالب وأنياباً لا لن أتخلى عن تطبيق الإسلام حتى في
في اللباس .. قرر أن يكون صريحاً حازما ًمعها .. كانت مطرقة مكفهرة الوجه ... رفع صوته ليسمعها حتى التفت الذين يجلسون فربها :
- يبدو أنك عنيدة .. أنانية ..
- انتفضت وقالت وهي تضع حقيبتها في كتفها :
- آه منكم جميعاً أيها الرجال ؛تباً لكم جميعاً.. تصرون على أفكاركم وتتهمون المرأة .. ثم انتفضت واقفة ومضت وهي تبربر بكلمات غير مفهومة .. تابعها بنظره . اصطدم كتفها في الباب وهي خارجة وأشار بيده نحوها وقال بصوت مسموع كأنه يخرج من شق صخرة :
- إلى حيث ألقت 00
............
تمت
المفضلات