اليوم بنواصل الحديث عن مفهوم العمل التطوعى
وفى الجزء الأول من الموضوع أخذنا فكرة مبسطة عن مفهوم العمل التطوعى وفى رأيى إنه لن ينهض أى مجتمع إلا إن اهتم أن يكون لكل فرد فيه عمل تطوعى بجانب وظيفته ولا يلزم أن يكون العمل التطوعى كل يوم ولكن ممكن أن تستقطع من وقتك يومين فى الأسبوع أو يوم أو حتى ساعة كل يوم
وأى دولة فى العالم مهما كان مستواها الإقتصادى مرتفع لن تستطيع أن تغطى احتياجات أفرادها إلا بالإستعانة بالله ثم بالجمعيات الأهلية وتوفير المال للفرد ليس هو الهدف ولكن أيضا الفرد محتاج لتوعية دينية وطبية وبيئية وغيرها
وهذا مشاهد وكلكم لا يخفى عليه مثلا حزب الخضر فى أوروبا وهو جماعة تهتم بالمحافظة على البيئة وعلى الحيوانات أيضا فيه جمعيات فى أمريكا بتضغط على الحكومة لدرجة إنها أجبرت وزارة الصحة على سحب دواء كان له تأثير مدملر على الصحة
واليوم بحكى لكم عن جمعية لا هى أوروبية ولا أمريكية ولكنها مصرية فى عام 1999 تكونت فى كلية هندسة جامعة القاهرة أسرة جديدة من أسر النشاط الجامعى أطلق عليها أسرة (رسالة )
وانطلقت ولا تزال تحت رعاية دكتور مصرى قادم من كندا بعد حصوله على الدكتوراه عمره لا يزيد يومئذ عن 35 سنة وكان تخصصه كمبيوتر واتصالات وهو الدكتور شريف عبد العظيم
كان هدف هذه الأسرة هو رفع راية الخدمة التطوعية فى المجتمع
وبدأنشاط الأسرة بالإهتمام بالأمور العادية مثل تجميل الكلية والبيئة المحيطة بها ثم بدأوا بالدم الذى فى عروقهم وهذا عمل لا يحتاج إلى تكاليف عاية ولا امكانيات فيسجل المتطوع نفسه منهم وفصيلة دمه وأسرع وسيلة اتصال به وتدرج القائمة وتقدم إلى المستشفيلت الحكومية المجانية لتكون تحت الطلب لإسعاف الفقراء والمحتاجين
ثم تنوعت خدماتهم فبدأجزء منهم يتجه لدور الملاجىء والمسنين ومن يشارك فى اقامة دورات للمحتاجين بدون مقابل ومن يجمع الملابس وتفرز وعملوا معرض دائم تباع فيه الملابس للفقراء بأسعار رمزية
وبلغ الطموح فى انشاء دار للأيتام ولكن من أين الأموال
عرضت احدى الطالبات أن لها قريب عنده قطعة أرض بطريق فيصل بالهرم ويريد أن يتبرع بها ومن هنا بدأنصف المشروع ولكن لابد أن يكون لهم جمعية مشهرة حتى يتمكنوا من جمع التبرعات وبالفعل أشهروا جمعيتهم باسم رسالة وتسلموا الأرض فى عام 2وجاء طالب آخر خاله عنده مصنع سيراميك فأمدهم بكل احتياجات المبنى من السيراميك وأما البناء ذاته فقاموا بسوعدهم فمنهم المهندس ومنهم من حمل الطوب ووقفوا على السقالات وارتفع المبنى أربعة أدوار وتم البناء كاملا فى ستة أشهر فقط
وكان هذا الدار مختلف فى رعايته للأيتام عن دار أخر فكل طالب منهم تحول إلى أخ أكبر ليتيم وكل طالبة تحولت إلى أخت لطفلة يتيمة يكون كل مسئول عنه مسئولية تامة معنوية اختيارية بانتظام المهم أن يشعر كل طفل أنه محل رعاية مخصوصة من شخص معين أو أشخاص لكل طفل كيان مستقل وليس رقما ولا فردا بين جموع وينقسم المبنى إلى شقق وفى كل شقة عائلة ذات أربعة أو خمسة أطفال يأكلون وينامون فى سراير بأدوار ولكل منهم ملابسه الخاصة به وقد انضم لهم طلبة وطالبات من مختلف الكليات
وانضم لهم رجال أعمال وافتتحوا دار تانية فى الدقى يدفع لها رجل أعمال 17 ألف جنيه ايجار شهرى
وبدأوا أيضا فى انشاء مستوصفات علاجية بأسعار رمزية يأتى فيها أساتذة الطب المهرة بأسعار أقل من خمس ما يتقاضوه فى عيادتهم الخاصة
وهم الأن يستعدون لافتتاح مستشفى رسالة تتسع 3سرير بها جميع التخصصات العلاجية
وكفاية عليكم كده أخشى تكونوا شعرتم بالملل
وفى الحلقة القادمة سوف أتناول نبذة عن الجمعية التى أعمل بها وهى
(جمعية رحاب القرءان)
أختكم
أم حبيبة البريكى البلوى
القاهرة
المفضلات