الاخ الكريم البحر ... الاخ الغالي ابو رزان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هلا والله بالبحر وبمواضيعه الحلوة ... تسعدنا اطلالتك المباركة
ساشارك معك في هذا الموضوع


الابداع .... يعرف علي انه واحدة من العمليات الانسانية لحل المشكلات ، وبالتالي فهو استعداد يتوفر لكل انسان ، وهو استعداد كامن يمكن للبيئة التي ينشاْ فيها الفرد ان تنميه وتهذبه ، او تعمل علي خنقه وكبته ....

نلاحظ من هذا التعريف مدي التاثير البالغ للبيئة في خنق الابداع او تنميته لدي الفرد.. ولطالما ان الموضوع يتناول الابداع لدي الاطفال والتلاميذ يتوجب علينا اولا ان نحدد المؤسسات التربوية التي تشرف علي تربية وتنشئة الطفل في مجتمعنا العربي اذ تساهم في هذه العملية اربع مؤسسات رئيسة هي
1- الاسرة
2- المدرسة
3- جماعة الرفاق
4- المسجد " والمؤسسات الدينية والثقافية التي تعني بشؤن الطفل "

تتكامل ادوار هذه المؤسسات في النهاية ليستقي منها التلاميذ القيم الاولي في حياتهم والتي ترافقهم حتي نهاية حياتهم ، وهذه مرحلة تعتبر في غاية الاهمية من عمر الانسان اذ انه فيها يتشكل الاطار العام لحياته فيما بعد ويكون من الصعب بعدها اجراء تغييرات جوهرية علي نمط الحياة هذا

ما اود التطرق اليه هنا هو المناهج التربوية وطرق التعليم الشائعة في بلداننا والتي تغفل مدي الملكات والمواهب وتمنع التلميذ الكثير من الاشياء الصالحة له ، وتبلد ذهنه بما تحشره فيه من حقائق ومعاني مجردة ذلك انها تفرض عليه واجبات مملة وتنفره من المدرسة والمدرسين بشتي انواع التهديد وضروب العقاب
طرق التدريس القائمة علي الاستظهار هي الاصل في القلق والتراخي والسلبية وفي ضعف الحيلة وتعيق الترقي والنمو ، وهذه عيوب توصم بها العملية التربوية برمتها وفي مختلف مؤسساتها " وليس في المدرسة فقط " بحيث يصبح دور التلميذ هنا هو المتلقي السلبي الذي يحفظ ولا تنمي لديه القدرة والرغبة في البحث والتنقيب والاستنتاج ... والتي تقود في النهاية الي الابداع
يتوجب ان تسعي الجكومات الي تبني نظام شامل للتعليم مبني علي اسس علمية صحيحة تراعي قيم مجتمعنا المسلم ، فمثل هذا النظام هو شرط لازم لتقدم الامة ويتيح خير الفرص واحسنها للتمييز بين التربية الفاسدة والتربية الصالحة ، الامر الذي يوجب فحص نظم التربية وطرق ادارة المدارس في بلادنا
والمربي حسب هذا النظام يتوجب ان يسعي الي ايقاظ الميول الكامنة لدي التلاميذ ويوجه تلاميذه نحو غايات لم تكن تري لولا تدخله

كما ان هناك قضية هامة يتوجب اعادة النظر فيها وهي قضية العقاب ونظام التاديب السائد في بلداننا فنحن في مجتمعاتنا اجمالا سريعو العقاب ولا نعلم حقيقة ان العقاب يورث الطفل التحايل والجبن ويورث الانصياع ...الخ
وما يترتب علي عملية العقاب هو اشد خطرا بكثير من ترك الطفل بدون عقاب
من الافضل هنا ان نعلم الطفل من خلال وقع الاذي الذي يلحقه بالاخرين وان نبين له اثر القدوة الحسنة وقصص الحكايات التي تبين للطفل حماقة سلوكه والتي قد تكون اكثر اثرا من العقاب
ان يتبين التلميذ ويدرك عواقب اعماله بوضوح وملاءمة العقاب للذنب وعدم المبالغة فيه افضل اثرا من العقاب ولا نلجا للعقاب الا في حالات الضرورة القسوي
نحن نتعامل مع العقاب علي انه وسيلة تربوية ناجحة وحينما نمارسه بحق الابناء يمارس بطريقة عنفية مبالغ فيها ولا نعلم ان قضايا العنف في النهاية لا تؤدي الي نتائج ايجابية

باختصار اقول ان طرق التعليم السائدة عندنا وطرق التربية في مؤسساتنا المختلفة " الاسرة والمدرسة وغيرهما " تقوم علي مفاهيم كثيرة غير صحيحة ونتائجها في الغالب سلبية وتؤدي الي انتاج فرد سلبي في المجتمع لا يقوي علي الابداع " تدفن الابداع في اعماق اعماق الفرد "
ويجب ان لا نغفل ان ذلك يعطل مجمل النشاطات الانسانية التي تقود الي انبثاق الطاقات الانسانية والمشاركة مع الاخرين والهادفة الي البناء والتقدم وقبل ذلك ترسيخ مبدا امتلاك الشخص لنفسه وبالتالي تقوده الي تحقيق الذات الذي يعتبر العنوان الاساسي نحو الابداع
طرق التربية عندنا تخلق روح التنافس الاسقاطي "اي التنافس القائم علي التدمير المتبادل " وليس روح التنافس الانجازي " الذي يقوم علي تحقيق شيء ايجابي " الامر الذي يدفع المجتمع الي الخلف
هذا ناهيك عن الكثير من المصطلحات المتداولة خاصة في التعامل مع الاطفال والتلاميذ مثل الخوف والعيب و الحرام وووو.....الخ والتي تستخدم في كثير من الاحيان في غير محلها ، وننسي هنا القيم الدينية التي يتوجب مراعاتها اثناء تربية الابناء ، والتي لا تجيز القمع والاستبداد والقهر في التعامل مع الابناء

الامر في النهاية ينعكس علي المجتمع والامة اذ ينشا جيل من السلبيين الغير قادرين علي تحمل المسؤولية والغير قادرين علي المبادرة وتحقيق الانجازات
والقلة القليلة التي تستطيع ذلك نجدها لا تجد في بلداننا البيئة المناسبة لها وتهاجر الي البلاد الغربية وهذا ما نسميه بهجرة العقول العربية الي الخارج والتي بنظري تعتبر خسارة كبيرةجدا علي المستوي القومي

اسف علي الاطالة وعلي العموم هذه محاولة متواضعة مني اضعها بين اياديكم الطاهرة ... وننتظر مشاركات الاخوة الاعضاء وتعليقاتهم علي الموضوع
لكم تحياتي
ناصر