ضع إعلانك هنا



النتائج 1 إلى 6 من 29

الموضوع: أضواء على دور قبيلة بلي في الحضارة العربية الإسلامية

العرض المتطور

المشاركة السابقة المشاركة السابقة   المشاركة التالية المشاركة التالية
  1. #1
    رئيس مجلس الإدارة الصورة الرمزية موسى بن ربيع البلوي
    تاريخ التسجيل
    24 - 10 - 2001
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    26,593
    مقالات المدونة
    19
    معدل تقييم المستوى
    861

    افتراضي رد: أضواء على دور قبيلة بلي في الحضارة العربية الإسلامية ( متجدد )

    وعندما عزم البلوي على الرحيل عن بلده في رحلته التي دونها في تاج المفرق وذلك في ضحوة يوم السبت الثامن عشر لصفر من عام736هـ/ 1335م مودعاً للأهل والأصدقاء, نجده يتجرع آلام الفراق لا بل انه عندما غادر بلده وودع أهله كأنه فارق روحه ففي تلك اللحظات العاطفية الجياشة قال:
    ودعت قلبي يوم ودعتهم
    وقلت يا قلبي عليك السلام

    وقلت للنوم انصرف راشداً
    فإن عيني بعدهم لا تنام
    محرم يا عين ان ترقدي
    وليس في العالم نوم حرام
    وهاهو يعبر نثراً وشعراً عن هذا الموقف مرة أخرى فيقول: وقد أعدت الركاب, وطاشت الألباب, وحضر للوداع جميع الأحباب, وأنا أصبر كصبر ميت على النزاع, وأقول ما خلق الله من عذاب أشد من وقفة الوداع, أعالج السياق, وأعاين المنايا بين أخفاف النياق, ثم يقول:
    أقول لصحبي حين ساروا ترفقوا
    لعلي أرى من بالجناب الممنع
    وألثم أرضاً ينبت العز تربها
    وأسقي ثراها من سحائب أدمعي
    وينظرطرفي أين أترك مهجتي
    فقد أقسمت أن لا تسير غداً معي
    وما أنا إن خلفتها متأسفاً
    عليها وقد حلت بأكرم موضع
    ولنعش مع أشعار البلوي الشجية عندما ارتحل عن بلده, وأخذت تنازعه وساوس النفس, هل سيمتد به العمر ويعود مرة أخرى اليها, إنه شعور المسافر الذي لا يعلم ماذا يخبئ له القدر أثناء ترحاله, فقد عبر عن تلك الهواجس شعراً حين قال:
    ليت شعري أنلتقي بعد هذا
    أم وداعاً يكون هذا اللقاء
    فاذكروني وزودوني دعاء
    خير زاد تزودوني الدعاء
    وتتكرر الصورة في كل موقف وداع في معظم المناطق التي زارها في رحلته وهي كثيرة فقد أنشد أبياتاً معبرة عن الفراق حين قال :
    ماذا وقوفك والركاب تساق
    أين الجوى والمدمع المهراق
    ألغير هذا اليوم يخبأ أو ترى
    بخلت عليك بمائها الأماق
    حتى لقد رحلوا بقلبك والكرى
    إن النواظر لا الدموع تراق
    وتتدفق عاطفة البلوي الايمانية فياضة رقراقة عندما تتراءى له المدينه المنورة ، فتتوارد لدية الأفكار تجيش به العواطف المفعمه بحب المصطفى صلى الله علية وسلم ، فيا له من موقف مؤثر صوره أبو البقاء البلوي اجمل تصوير حين خط ببنانه ارتجالا قصيدة هي أشبة بلوحات عاطفيه مجسدة تصور لقاء المحبوب مع حبيبه ذلك اللقاء المفعم بالحرقة والشوق ، والاعتراف بالذنب لطول الفراق وعدم التعجيل بالقاء مع كبير الامل والرجاء بأن يصفح المحبوب الزله ويقيل العثرة فقد قال :
    الله أكبر حبذا إكباره لاح الهدى وبدت لا أنواره
    لاحت معالم يثرب وربوعها مثوى الرسول وداره وقراره
    هذا النخيل وطيبة ومحمد خير الورى طرا وها أنا جاره
    هذا المصلى والبقيع وهاهنا ربع الحبيب وهذه آثاره
    هذي منازله المقدسة التي جبريل ردد بينها تكراره
    هذا مواضع مهبط الوحي الذي تشفى الصدور من العمى أسطاره
    هذه مواطىء خير من وطىء الثرى وعلا على السبع العلا استقراره
    ملأ الوجود حقيقة أشراقه فأضاء منه ليله ونهاره
    والروضة الفيحاء هب نسيمها والبان بان ونم منه عراره
    وتعطرب سلع فسل عن طيبها لم لا تطيب وحولها مختاره
    بشرك يا قلبي فقد نلت المنى وبلغت ما تهوى وما تختاره
    قد أمكن الوصل الذي أملته وكذاك حبي أمكنت اسراره
    قد كان عندي لوعة قبل اللقاء فالآن ضاعف لوعتي ابصاره
    رفقاً قليلاً يا دموعي أقصري فالدمع يحسن في الهوى أقصاره
    قد كانت العين الكريمة في غنى عن أن يفيض بتربها تياره
    أيضيع من زار الحبيب وقد درى ان المزور بباله زواره
    أيخيب من قصد الكريم وعنده حسن الرجاء شعاره ودثاره
    أيؤم بابك مستقبل عاثر فيرد عنك ولا تقال عثاره
    حاشا وكلا أن تخيب آملا فيعود صفراً خيبت أسفاره
    يا سيد الارسال ظهري مثقل فعسى تخف بجاهكم أوقاره
    رحماك الصغار وقد تعاظم وزره والعفو تصغر عنده أوزاره
    شط المزار ولا قرار وشدما يلقي محب شط عنك مزاره
    وافى حماك يفر من زلاته واليك يا خير الانام فراره
    وأتاك يلتمس الشفاعة والرجا اقتاده وظنونه أنصاره
    والعبد معتذر ذليل خاضع ومقصر قد طولت أعذاره
    متسول قد اغرقته دموعه متنصل قد أحرقته ناره
    قذفت به في غربه أوطانه ورمت به لعلائكم أوطاره
    فامنن وسامح واعف واصفح واغتفر فلأنت ماح للخطا غفاره
    صلى عليك الله ما حيا الحيا روض الربا وترنمت أطياره
    أجل إن ما تقدم من اختبارات من شعر أبو البقاء البلوي تدل دلاله واضحه على شاعرية متمكنه ، وموهبه ملكت ناصية التعبير فانقادت لها الكلمات فتشكلت منها صور شعرية رائعة تنبض بالحياة والحركة .
    هذا ولم تتوقف مواهب البلوي عندما ذكرنا من جمعه لتلك المعارف بل كانت له يد طولى وشأن يذكر في الموشحات ونختم الحديث عن أبي البقاء بما ختم به المقري حين قال : ومحاسنه كثيرة وفي الرحلة منها جملة
    ومنهم الأديب الشاعر الأبرش البلوي ، عبدالله بن ابي العباس الأبرش البلوي ، من أهل باجة القمح ، وهو شاعر قديم معروف بحب الغريب من اللغة ، وله أراجيز كثيرة ومن نماذج شعره الذي يعتز فيه بقبيلته :
    وحول بيوت الحي جرد ترى لها إذا ما علا صوت الصريخ تحمحما
    وفي الحي فتيان تخال وجوههم إذا سفروا في ظلمة الليل أنجما
    زنود النهى سحب الندى أنجم الهى بدور السنا عرق الوفا أسد الحمى
    هم أقدم الاملاك ملكا وسؤددا ومجد وآلاء وفخراً ومسلما
    فمنهم زهير بن الجناب الذي سقى كؤوس الردى حي معد وأطعما
    وألبس لابني وائل ذلة وألزم دار الهون من كان أحزما
    فلما سطا الجبار أبرهه الذي يصول الردى إن صال يوماً وصمما
    ومنها :
    ونحن مننا بالقطاقط منة بأسرى تميم بعد حولي لأكثما
    معالي بني قحطان بيض زواهر يرى غيرهم بين السماكين معلما
    هم تركوا في ذلك اليوم هرقلاً وأشياعه للبيض نهباً مقسما
    وهم دافعوا عن نفس بهرام فارساً عداه بهم برواز لاذ وخيما
    إذا ماتتوجنا فلا ناس غيرنا ونمنع من شئناه أن يتعمما
    وكنا ذوي التيجان قبل محمد ومن بعده نلنا الفخار المعظما
    نصرنا وآوينا ونلنا بنصرنا له شرفاً ضخماً وعزاً مقدما
    فقل لمنايونا : صهٍإن عزنا جميع ملوك العجم والعرب أرغما
    ألسنا ضربنا بالسيوف وجوهكم على الدين حتى قد أبنتم عن العمى
    وقدناكم للحق قوداً وأنتم ترون الهدى غياً وجرماً محرما
    ونحن جعلنا للبهاليل منكم على الدين من فوق العذارين ميسما
    الى أن علا الاسلام وانتشر الهدى وأصبح دين الله أكرم منتهى
    وأشرقت الدنيا لأحمد وارتمت بنا همة الاسلام أبعد مرتمى
    ففاخر بقحطان بن هود ويعرب إذا أنت فاخرت امرءاً فهما هما
    ومن شعره أيضا :
    يا ذا الذي في خده جيشان من زنج وروم
    هذا يغير على القلو بـ وذا يغير على الجسوم
    إني وقفت من الهوى في موقف صعب عظيم
    كوقوف عارضك الذي قد حار في ماء النعيم
    صاح الجمال به فعرج خيفة كجناح جيم
    ويعد الشاعر الاديب احمد بن محمد بن فرج البلوي المعروف بالبساري من مشاهير شعراء قبيلة بلي في الاندلس في القرن الثالث وبالتحديد في عهد عبدالرحمن بن الحكم ( 206 – 238 هـ / 821 – 852 م ) ومن نماذج شعره تلك القصيدة التي هجا بها الوزير حامد بن محمد الرجالي :
    فعل اللئيم وليلته لم يفعل وأتى بفعل مثله لم يجمل
    ذبح الضفادع في الصنيع ولم يدع للنمل جارحة ولا للقمل
    وضع الطعام فلو علته ذبابة وقعت لتكمل شعبة لم تكمل
    وكأنما خرطت صحاف طعامه من دقة ودمامة من خردل
    وكأن فترة صحفه في البعد والإبطاء فترة مرسل
    ومن شعراء بلي الظرفاء الشاعر أبو بكر عبدالرحمن بن سليمان البلوي السبتي وهو أديب شاعر من اهل العلم له أشعار لطيفة في ممازحة الاصدقاء
    روى ابن حزم في طوق الحمامه انه كان يجتاز الطريق مع عبدالرحمن البلوي الشاعر السبتي فأنشده البلوي لنفسة :
    سريع الى ظهر الطريق وانه الى نقض اسباب الموده أسرع
    والى جانب هؤلاء الشعراء تذكر لنا المصادر أسماء بعض النسوة من هذه القبيلة ممن قرضن الشعر ومن هذه النسوة أم ضيغم البلويه ، وهي شاعرة من شواعر العرب ، قالت :
    وبتنا يقيناً ساقط الطل والندى من الليل برداً يمنه عطران
    نذود بذكر الله عنا من الشذى إذا كان قلبانا بنا يجفان
    وذكر عمر رضا كحال ايضا بأن خيرة بنت أبي ضيغم شاعرة من أظرف الشواعر .
    ومن الجدير بالملاحظة ان قبيلة بلي قد قدمت لنا علماء رواداً في حقل البلاغة والنثر ، فأهل البلاغة يذكرون بكل تقدير الكاتب البليغ البلوي الذي عاش في أوائل العصر العباسي الاول وعاصره ولاة أبي جعفر المنصور والمهدي وهارون الرشيد على بلاد اليمن التي عاش فيها .
    لقد نصب بشر البلوي نفسه لدفع ظلم الظالمين وفجور الفاجرين وتحيز المتحيزين ، فكتب عدة رسائل الى حكام وولاة الدولة العباسية ينهج فيها اسلوبا جديداً اعتمد فيه على اقتباس من القران الكريم فجاءت كلماته درراً لامعه تأسر من يقرأها وقد وصف بعض الأدباء بلاغته بأنها كانت تتهادى في البلاد وكان فيها مأخذ لم يسبقه اليه أحد ولم يلحق فيه ، وانه فيها أوحد ، وانه لا بشابه في بلاغته البلغاء ، وانه منفرد بحسن الاقتباس من آي الذكر الحكيم .
    هذا وقد نشرت هذه الرسائل اخيراً وصدرت في كتاب يحمل اسم رسائل بشر البلوي .
    هذا لمحة سريعة أردنا من خلالها ان نبرز بعض اسهامات هذه القبيله في الحياة الادبية في الدولة الاسلامية عبر ادوارها التاريخية ، علماً بأنه يوجد العديد من الشعراء والادباء الذين لم نعرج عليهم .

  2. #2
    رئيس مجلس الإدارة الصورة الرمزية موسى بن ربيع البلوي
    تاريخ التسجيل
    24 - 10 - 2001
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    26,593
    مقالات المدونة
    19
    معدل تقييم المستوى
    861

    افتراضي رد: أضواء على دور قبيلة بلي في الحضارة العربية الإسلامية ( متجدد )

    الفصل الثالث :

    إسهامات قبيلة بلي في علوم اللغة

    لقد كان أبناء هذة القبيله شديدي الاعتزاز بلغتهم وتمسكهم بمفرداتها مهما نالت أماكن وجودهم وهذا ما لاحظة المؤرخون كما تقدم في صدر هذا الكتاب ، لذا ليس مستغرباً ان ينبغ أبناء هذه القبيله في علوم اللغة وما يتفرع منها من علوم وآداب
    ومة العلماء الذين خدموا لغة القران في الاندلس ووصلت الينا مؤلفاتهم العلم الفحل أبو الحجاج يوسف بن محمد بن عبدالله البلوي ، بابن الشيخ ( 527 – 604 هـ / 1133- 1208 م ) المولود بمدينه مالقة في الاندلس ، وهوأديب ولغوي وفقيه ، وقد اولع باللزوم في شعره .
    كان من المعاصرين لصلاح الدين الايوبي ، واشترك معه في الحروب الصليبية مجاهداً كما اشترك مع المنصور الموحدي في غزواته ضد الافرنج . ولم تفته غزوه في البر ولا في البحر .
    لقد انحدر ابو الحجاج البلوي من احد بيوتات مالقة الدينية التي تولى الخطابة التي تولى الخطابة بها فعرف بالورع والتصوف والزهد في الدنيا ، فأقبل على أعمال الخير والبر فبنى ببلده مالقة خمسة وعشرين مسجداً من صميم ماله ، وعمل فيها بيده ، وحفر بيده آباراً عدة ازيد من خمسين بئراً ، وكان يلبس الخشن من الثياب .
    ومن أبرز شيوخة السهيلي المالقي ، وابن قرقول وابن دحمان وغيوهم . ومن الواضح ان الجانب الادبي هو الغالب على ثقافته وان الطابع الديني من روع وزهد هو الغالب على شخصيته .
    وقد ذكر له اثنان من المؤلفات :
    1 – ألف باء
    2- وتكميل الأبيات وتتميم الحكايات مما اختصر للأدباء في ألف باء ، وقد أحال في ثنايا كتابه ألف باء اكثر من مرة ، مما يرجح عمله في الكتابين في آن واحد ، وهو كتاب ادبي فيه تاريخ وأدب وشعر ووعظ توسع فيه أوجز في ألف وباء من أخبار وأشعار ، وهو مفقود ، كما أن له رحلة الى المشرق حج فيه وذلك فيما بين ( 560 – 562 هـ / 1164- 1166 م ) وفي كتابه ألف باء الكثير من الاشارات الى حياته ورحلته ومن لقيه من العلماء وأحوال المجالس العلمية في عصره .
    لقد كان أبو الحجاج حريصاً على تدوين العلم منذ فتره مبكرة من حياته وقد ذكر ذلك صراحة حين قال : ( ....... إني كنت في سن الحداثة ، وزمن الطلب أسمع الحكاية من الشيخ فتعجبني فأكتبها عنه وأحفظها ، فلما صرت في حد من يقرأ الكتب ويطالعها كنت أرى تلك الحكاية في الكتاب فأقول من
    هاهنا أخذها ثم اجدها بعينها في كتاب آخر وفي آخر...).
    وسنحاول في الصفحات التالية أن نعرض لكتاب أبو الحجاج البلوي والذي وصل الينا كاملاً وهو كتاب ألف باء الذي وضعه لتأديب ابنه عبدالرحيم ، فوضع في هذا الكتاب عصارة فكرة ، وما حوته ذاكرتة من معلومات / وما جمعتة مكتبته وتجاربة فجاء أشبة بموسوعة علمية في اطار لغوي وأدبي فريد ، وسنحاول أن نبرز بعض الجوانب التي تميز بها ، والاضافاعت العلمية التي اضافها .
    كتاب ألف باء :
    يعد هذا الكتاب من عيون كتب التراث ذات النهج الموسوعي فقد جمع فيه معارف عصره من رحلة ، وفقه وحكايات وطرائف ، وأدب ولغة وما إلى ذلك ، ولكنه يعتمد في عرض كل هذه المعلومات على اساس المعجمي في بنائه . إن البلوي أراد من خلال هذا الكتاب أن يخدم عدة قضايا من أبرزها الذب عن العرب والعربية ، ويتضح ذلك من خلال رده على رسالة ابن غرسية في تفضيل العجم على العرب وهي رسالة تفيض بالتحامل على العرب ةتمجيد العجم .
    لقد عقد ابة الحجاج لهذه القضيه في كتابة ألف باء . وذلك بعد قرنين تقريباً من صدور رسالة ابن غرسية فصلاً خاصاً عن فضل العرب ، وما يمسب لهم من الفروسية والشجاعة ، وحب الحرية والاباء والجود ، وفصاحة اللسان والشاعرية وغير ذلك من الخلال المأثورة ثم يعطف على رسالة أبي عامر بن غرسية ويقول : ( انه قد فسق في رسالتة ، وبدع وسب بسببها وجدع ) ثم يبدي دهشته من تسامح أهل عصره وتركهم لابن غرسية وأمثاله دون عقاب ويقول : والعجب من أهل ذلك الزمن كيف استقروا على هذه الفتن ، وأقروا هذه المجتري على هذا الاجراء ، وما جاء به من الافتراء ، أم كيف أبلغوه ريقه وأوسعوا له طريقة ولم يهلكوه وفريقه .
    إن البلوي الذي يفصله من الناحية الزمنية ما يقارب من قرنين من الزمان عن ابن غرسية كما تقدم ورغم كثرة من رد على ابن غرسية من العلماء ، الا انه رأى من الواجب أن يتصدى لهده الرساله ليؤكد مكانه العرب ، وتفضيلهم على غيرهم بفضل اختيارهم شهداء على الناس باختيار خاتم الانبياء منهم .
    لقد بدأ البلوي كتابه ألف باء بمقدمة طويله تنتهي في الصفحة 245 من الكتاب ، أوضح فيها الهدف من هذا التأليف ، وشرح منهجه في التأليف بشكل مفصل ، واورد مجموعه فوائد اخرى لبعضها اتصال وثيق باللغة .
    ثم أخذ البلوي بعد تلك المقدمه بالتعليق على أبيات قصيدته التي جعلها عماد الكتاب ومركز فصوله ، وفي فصول الكتاب التالية . فنجد دائماً بين أيدينا مادة لغويه تعقبها فوائد هي عباره عن مجموعه أخبار وروايات وتعليقات تدفعه الى ذكرها إشارات أو اسماء , وردت خلال المادة اللغوية المذكورة فبلها .
    وخلاصة طريقته انه كرر الالف مع سائر حروف المعجم مثل أب و أت و أث ، ثم ساق معكوس ذلك مثل : با و تا وثا ، ثم مقلوبه ألف بين حرفين مثل باب وتاب وثاب ، ثم مقلوبه أيضا : حرف بين ألفين مثل أبا وأتا و أثا . وللحصول على قافية واحده جعل نهاية كل بيت كلمة فيها الحلارف المعجمي مع اللام . وساق في الشرح كل ما يتبادر الى ذهنه من المواد اللغوية المتعلقة بهذه الكلمات والتقاليب والاشكال . وأوضح الصعوبات التي واجهته في نظم أبيات قصيدته تلك وتأيف مفرداتها .
    وحروف المعجم فيه مرنبه على ترتيب المغاربة للحروف الابجدية :
    ( أ ، ب ، ت ، ث ، ج ، ح ، خ ، د ، ذ ، ر ، ز ، ط ، ظ ، ك ، ل ، م ، ص ، ض ، ع ، غ ، ف ، ق ، س ، ش ، هـ ، و ، ي ) .
    وقال عن صنيعه في تفسير الالفاظ : ثم أفسر اللفظة بما أدرية ، وما وجدته في كتب اللغة وما ذكرة العلماء ، وقد عنى الالفاظ هذه ومعكوسها ومقلوبها هي وما يوحي به شكلها وربما جلبت فائدة ثانيه وعكساً آخر يفيد علماً زائدا ً .
    وقد وقف في نهاية كل فصل عند الحرف – أو الاحرف – المذكورة فيه ، ذاكراً المخرج والصفه ، وما يوحي به شكل الحرف ومقلوبه ومعكوسة من استعمالات لغوية .
    والقسم الثاني لكل فصل هو الفوائد والحكايات التي يسوقها مجموعه ، ولم يكتف بذلك بل كان باستمرار الى ما يكلمها ويعزز في كتابه الآخر : تكتميل الابيات وتتميم الحكايات ، مما اختصر للألباء في ألف باء .
    ومن الموضوعات التي تطرق لها في مقدمته : اللحن ومعانية ومبحث النقط والشكل وترتيب الحروف ومعنى الحرف في اللغة ، وحروف المعجم ، ومعرفة الحروف المقطعه في اللغة وأسالحرف في اللغة ، وحروف المعجم ، ومعرفة الحروف المقطعه في اللغة وأسماء الله الحسنى .
    وهي موضوعات كما هو ملاحظ في غاية التخصص ، ويتضح تخصصه الدقيق في اللغة عندما يخوض في علم الصوتيات فانظر على سبيل المثال عندما يورد فوائد لغوية صوتية كقوله عند مخرج الصاد : ( ويشركها في هذا المخرج السين والزاي ، واشتركوا في البدل في كلمه واحده مثل : سراط ، وصراط ، وزراط ، ذكر هذا ابن دريد وقال : ليس هذا في كل كلام ألا تراهم لا يقولون : سبغت الثوب في معنى صبغت ، ولا صوق في معنى سوق ، إلا ان يونس بن حبيب ذكر انه سمع من العرب الصوق بالصاد . وهو يستدر في هذا المثال على رأي ابن دريد .
    أجل ان البلوي لا يقف متفرجاً على القضايا التي يناقشها بل نجده يتخذ موقفاً لتأكيد بعض الأراء ، فقد جاء عند الكلام على الوضوء وقال : ( وبين علماء اللغة في هذه اللفظه خلاف منهم من يقول الوضوء بالفتح المصدر ، ومنهم من يجعله الماء ومنهم من يقول الوضوء بالضم هو المصدر ، والذي جاء في الحديث ، وذكره مالك رحمه الله في الموطأ : فأتى رسول الله صلى الله علية وسلم بوضوء في إناء ، وهو هنا الماء لا غيره ، وبالفتح قرأناه عل الأشياخ لاغير )
    لابل انه ربما أورد ملاحظات في الدلاله وتطويرها ، وأصل الالفاظ من ذلك : ( والألص : المجتمع المنكبين يكادان أن يمسا أذنية ، ولصص بنيانه مثل رصص ، ومنه سمي اللص لصاً ، لانه يجمع نفسه ويلاصص شخصه ليستتر بذلك ) ومن ذلك ايضاً الى المترادفات مثل : ويقال اللص ايضاً الشص .
    هذا وللبلوي رأي شخصي في الاستشهاد فيقول : ( واستشهد على ذلك بما أحفظه من الشعر ، وبما قالته العرب ، وربما ذكرت ما قاله غيرهم من المولدين المشهورين ، وربما كرت شعر من لقيته من أشياخي ، ون لم يكن في ذلك حجه ففيه أنس ، مع الثقه بعرفتهم وفضل التقدم علينا في كل أمرهم )
    ولم يكتف البلوي بالبحث اللغوي بل استطرد الى ذكر تفضيلات أدبية وتاريخية تخدم الغرض الي من اجله كتب الكتاب وهو تزويد ولده عبدالرحيم بمعلومات في مختلف العلوم انطلاقاً من اللغة وبالتالي هو يهدف الى خدمه اللغة العربية والثقافه العربية بابراز مثل هذه المعلومات اتستفيد منها الامه .
    وحتى تكتمل الفائده ونتعرف على منهج البلوي في هذه الدراسة الموسوعية التي كتبها في حدود عام 603 ه ـ / 1206 م ) نورد نموذجاً من مادة الكتاب اللغوية وليكن الفصل الخاص بمادة ( الألف مع الصاد وأختها الضاد).
    وهذا الفصل يعتمد على بيت واحد من قصيدته التي هي عماد هذا الكتاب, والبيت هو:
    وأصّ وأصّ وأضّ واض وصل وضل
    والمادة اللغوية تنقسم إلى الأقسام الأربعة الأساسية التالية: الألف مع الصاد- الألف مع الضاد- القافية: صل وضل- الصاد والضاد. أما عرض المفردات فيها فيرتكز إلى: المفردات- معكوس الكلمة- مقلوب الكلمة: ألف بين حرفين, وحرف بين ألفين, وماهو من شكل الكلمة.
    وتقع مادة الألف مع الصاد في صفحة واحدة, وقد بدأها بقوله: الأصّ والأصّ واحد, وهو الأصل.
    ثم زاد فائدة بأن أورد صيغة الجمعة, مستشهداً لها برجز لم يسم قائله,( والجمع آصاص, قال الراجز:
    قلال مجد فرّعت آصاصا وغرةً قعاء لن تناصى
    ثم استطرد لشرح مفردة وردت في هذا الشاهد:
    معنى تناصى: تنال من ناصيته, أي حاذيت ناصيته, وتناصى الرجلان: أخذ كل منهما بناصية صاحبه.
    ثم قفز إلى مفردة جديدة: والصأصأة: تحريك الجرو عينيه قبل التفتيح.
    وهذا يعني انه انتقل إلى بناء جديد, وهو معكوس الألف مع الصاد, ولم يجد له استعمالاً غير هذا البناء المضاعف غير انه في مادة ضئضئ التالية أورد الحديث الشريف: ( يخرج من ضئضئ هذا قوم يمرقون من الدين.. الحديث) وهذا الحديث مروي باللغتين, الضاد والصاد, وإن كانت الأولى أعرف.
    ورغم ان (آص) غير مستعمل, وهذا ما لم ينص عليه في البيت أو في الشرح وإن أهمل ذكره, فإنه ينتقل إلى ايراد معكوسه ومعكوس آص صاء:
    وقدم لهذا البناء ثلاثة استعمالات, أولاها: يقال: صاءت الفأرة تصيء صأيا وصئيا: صاحت, وكذلك السنور, والكلب, والطير, وفي مثل ( جاء بما صاء وصمت) يعني: بما نطق وصمت, فاهتم بايراد مضارع الفعل, وصيغتي مصدره- وهذا مما لم يلتزم به دائماً- واهتم بايراد فائدة, وهي تعداد الحيوانات التي ينسب إليها هذا الصوت, وأورد شاهداً على هذا الاستعمال وهو مثل هنا.
    وثاني هذه الاستعمالات وهو اسم: ( والصاء : الماء الذي يكون في السلى. يقال: ألقت الشاة صاءتها, وهو ما يخرج بعد الولادة من القذى وجمعها صاء قال المدرك الفقعسي:
    مقطعة الصديد يجيء منها على الرجلين صاء كالخراج
    ثم قطع تسلسل العرض وأتى بمواد جديدة:
    وأصاءة اللسان: حصانته ورزانته, وهذا ينبغي ان يأتي في مادة الصاد بين حرفين أصا التالية.
    والأصية حساء يصنع بالتمر. ثم ذكر الاستعمال الثالث لبناء صاء وهو فعل, ويقال: صاء فلان رأسه إذا غسله فلم ينقه, ويستمر في متابعة الأبنية التي يهتم بها, مقلوبه: ألف بين حرفين: صاص, مهمل تنص على كون البناء مهملاً, وانتقل إلى الشكل الآخر من التقليب .
    وكذلك ( أي مهمل ) حرف بين ألفين ( أصا ) إلا إن دخلت همزة الاستفهام على صاء واللجوء إلى الاهتمام بشكل الكلمة بادخال ماليس فيها تمحل درج عليه في كتابه مثل عدة واو العطف في الكلمة . وبدل اللجوء إلى الاعتكاز على همزة الاستفهام كان بامكانه الاشارة إلى اصاءة اللسان التي أوردها في غير موضوعها .
    وفي مادة الألف مع الضاد تناول المواد : أض ، وآض ، وأيضاً، والضئضيء، والضوة ، والضوة ، والضوضاة ، وضاء( معكوس آض) وضاء بجعل الواو أصلية ، وضاض ( مهمل )، وأضا: بكل مايوحي به شكلها من استعمالات.
    الصاد والضاد : ليس بينهما من تناسب إلا في الشكل والصوره وإنهما معاً من الحروف الرخوة ، ومن حروف الإطباق .
    والضاد هي أخت الظاء في الإطباق ، وأما في المخارج فيختلفان مخرج الضاد من اول حافة اللسان وما يليها من الأضراس ، ومخرج الطاء قد تقدم في بابها فأغنى عن إعادته ( ج2 ،ص367) ولا أعلم فيها كلاماً أكثر من انه يجيء من شكلها كذا معربة : ضاد فلان فلاناً، كما تقول شاقة وأحادة وهو معلوم ، ومقلوب ضاد: ضدا . وفي القرآن : ( ويكونون عليهم ضداً).
    ويبقى انه ينبغي ان يفرق بينهما وبين الظاء في النطق لئلا تنقلب المعاني في مثل : ظل، وضل ، نعم وربما أشبه ذل ، ومثل : محظور، ومحضوراً، ومحذوراً، فبالمخارج يتبين المعنى .
    وبهذا تنتهي المادة اللغوية المعجمية الخاصة بهذا الفصل .
    ويسوق رضا عبد الجليل الطيار بعض الملاحظات العامة على هذه المادة كأنموذج لبقية المواد الواردة في الكتاب فقال إن البلوي في المادة اللغوية السابقة أورد عشرة شواهد من القرآن ، منها قراءتان ، وعشرة شواهد من الحديث ، وثلاثة أمثال ، وشاهداً واحداًمن أقوال الفصحاء ، وأورد اربعة وعشرين شاهداً من الشعر والرجز ، تسعة منها منسوبة وهي لاتخرج عن عصور الاستشهاد المعروفة .
    ولا نعدم ان نجده يتخذ موقفاص خاصاً بتاييده لأحد الآراء وربما وردت لديه ملاحظات في الدلالة وتطورها وأصل الألفاظ ولكنها ملاحظات ترد عرضاًـ كما هو الحال في معظم المعاجم الاخرى ـ وهي قليلة ماخوذة من المصادر المتقدمة . ومن ذلك ايضاً اشاراته إلى المترادف ، وربما أورد فوائد لغوية أخرى مثل ذكره للغات أخرى في المفردة ، ومثل ايراده لفوائد صوتية كقوله عن مخرج الصاد ، ويشركها في هذا المخرج السين والزاي ... وربما استطرد إلى ذكر تصيلات ادبية أو تاريخية رغم وجود قسم طويل في كل فصل للفوائد .
    وبعد فكاتب ألف باء بحق يعد من المصادر القيمة في تراثنا العربي الإسلامي ، فهو معجم للباحثين في اللغة يجدون فيه فوائد قيمة ، وايضاً لايعدم الباحث في الأدب ، والتاريخ ، والعلوم الشرعية فوائد يقتنصها من خلال تعليقات البلوي التي تنم عن فكر اصيل ، ومحبة للغة القرآن الكريم ، وثقافة موسوعية يلاحظها بشكل واضح المتعامل مع كتاب ألف باء، فضلاً عن ذلك فإن الكتاب من تأليف عالم عامل ، فهو مجاهد يشارك في الذب عن حياض ديار المسلمين ، إلى جانب عنايته باستكمال جوانب ثقافته ، فهو إنموذج بحق للمسلم الذي فهم دينه بشكل جيد ففجر طاقاته ، واستغل وقته بكل ماهو نافع .
    هذا وقد أثنى المستشرق الأسباني آنخل جنثالث بالنثيا على البلوي مؤلف كتاب ألف باء ، واوضح بأنه المصدر الوحيد الذي قدم لنا وصفاً دقيقاً لمنارة الاسكندرية وذكر أيضاً بان البلوي تكلم في كتابه هذا عن موضوعات في الحساب والطبيعة والنبات والحيوان ، وتحدث في علم الاجتماع والشريعة والأديان والمذاهب وفقه اللغة ومخارج الحروف والنحو ومعاجم اللغة وعلم الصرف والشعر والحكايات والاساطير واكد ان الكتاب عبارة عن موسوعة مختصرة تجمع ثقافة أواسط الناس في عصره وتجعله في متناول قارئه .
    هذا وقد أثمرت توجيهات البلوي لابنه عبد الرحيم (592ـ863هـ/1196ـ1240م) وغدا من علماء الاندلس فقد روى عن أبيه ، واجاز هو العالم المشهور ابن الابار كل ما رواه .



  3. #3
    رئيس مجلس الإدارة الصورة الرمزية موسى بن ربيع البلوي
    تاريخ التسجيل
    24 - 10 - 2001
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    26,593
    مقالات المدونة
    19
    معدل تقييم المستوى
    861

    افتراضي رد: أضواء على دور قبيلة بلي في الحضارة العربية الإسلامية

    الفصل الرابع :

    إسهامات قبيلة بلي في التاريخ والرحلة والعلوم الأخرى
    لقد كان لأبناء قبيلة بلي إسهامات جيدة في حقل الدراسات التاريخية ، ومن أبرز مؤرخي هذه القبيلة:
    أبو محمد عبد الله بن محمد المديني البلوي (ت حوالي منتصف القرن الرابع الهجري ) ولا نعرف على وجه التحديد متى ولد . له كتاب : سيرة احمد بن طولون ، مطبوع في دمشق سنة 1939م تحقيق محمد كرد علي .
    وليس لدينا مايشير إلى سبب تأليفه هذا الكتاب سوى مقاله في مقدمته بأنه طلب منه ان يكتب في سيرة آل طولون كتابا يكون أوفى وأكمل وأفضل تبويباً من كتاب أحمد بن يوسف المعروف بابن الداية:
    ولكنه لايسمى الجهة التي التمست منه الكتابة في هذا الموضوع ولا السبب الذي حدا بها لأن تطلب منه هذا الطلب وقد قام البلوي بعمله العلمي هذا في الثلث الثاني من القرن الرابع الهجري ، ويبدو أنه تمفي قبل أن يكمله ، إذ انه وعد في خاتمة كتابة أن يكون شاملا لسيرة الطولونيين جميعهم ، ولكن الذي بين أيدينا يقتصر على سيرة أحمد بن طولون وحده .
    وقد نقل البلوي كثيرا من معلوماته إن يكن معظمها مع زيادات واضافات عن سلفه ابن الداية ، لكن يوردنصوصا ومراسلات مأخوذة من ديوان الرسائل لابن طولون في مصر ، كما يورد مراسلات ابن طولون مع الموفق شقيق الخليفة العباسي ، ومع ابنه العباس الثائر عليه في برقة مما يوحي بان المؤلف كان من كتاب الديوان ، وانه لهذا استطاع الاستفادة من محفوظات الدولة ووثائقها.
    أما أبو عامر البلوي محمد بن أحمد بن عمر السالمي نسبة الى مدينة سالم في الاندلس ، كذلك عاش في مدينة طرطوشة الاندلسية فنعت أيضا بالطرطوشي ، كذلك نجده يتنقل مابين مرسية واشبيلية.
    لقد كان أبو عامر البلوي من أصحاب الثقافة الموسوعية فقد كان طبيبا، ومؤرخا، ورحالة ، وأديبا. فقد مدحه صاحب بغية الملتمس بقوله :" هو محمد بن أحمد البلوي ثم السالمي فقيه أديب له كتاب جمع فيه علوما وجدد من الدهر آثارا ورسوما سماه ( كتاب السلك المنظوم والمسك المختوم ) .
    كما ان له كتاباً بعنوان : ( درر القلائد وغرر الفوئد في أخبار الأندلس وأمرائها وطبقات علمائها وشعرائها ) توفي عام 559هـ/1164م".
    وله جملة مصنفات منها : انموذج العلوم ، والتشبيهات وله كذلك في الطب كتاب سماه : ( الشفاء في الطب ) .
    ومن المؤرخين الذين نبغوا من هذه القبيلة عبد الله بن محفوظ الانصاري البلوي ، صاحب أبي زيد عمارة بن زيد المدني .
    ويعتبر أبو البقاء خالد بن عيسى البلوي من أشهر الرجالة الذين عرفتهم حضارتنا الإسلامية ، فقد دون رحلته خلال ترحاله مما اعطاها مصداقية كبيرة عند العلماء فضلا عن انه عرضها على مجموعة كبيرة من علماء عصره.
    إن رحلة البلوي ( تاج المفرق في تحلية علماء المشرق ) ذات قيمة كبرى سواء من الوجهة التاريخية أو الأدبية أو الاجتماعية أو العلمية ، فقد كان يسجل مذكراتتة بضبط تام وبدقة ولا يعتمد على ذاكرته ، وقد أتيح له بفضل لباقته ودرايته أن يتصل بمشاهير علماء عصره في أهم حواضر الإسلام ، فيعتبر البلوي أول من حمل إلى الأندلس والمغرب ديوان ابن نباته ، ومجموعة أشعار شهاب الدين بن أبي الثناء الحلبي وعددا عديدا من الكتب .
    لقد بدأ البلوي رحلته من بلدة قنتورية ( (Cantoria
    غحدى المدن الأندلسية التابعة لمدينة المرية يوم الأحد 7جمادي الأولى سنة 735هـ/1334م قاصدا المشرق لأداء فريضة الحج وطلب العلم وكان خط سيره على النحو التالي قتنورية >المرية > هنين وتلمسان والجزائر > بجاية >قسطنطينة >العناب > بونة > تونس > قوسرة >مالطة > قبرص > الأسكندرية > القاهرة > غزة > الخليل >القدس >الكرك> تبوك > العلاء> هدية> وادي القرى> المدينة المنورة > ذي الحليفة > وادي الصفراء > رابغ > خليص > بطن مر > مكة المكرمة .

    أما في رحلة العودة فكان خط سيره على النحو التالي :

    مكة المكرمة >وادي العقيق> المدينة المنورة> ينبوع> عقبة ايليه> القدس> الرملة> غضة> عسقلان> قاطية> الاسكندرية> الغماري> ثم رجع الى الاسكندرية> طبرق وتونس > باجه> العناب> قسطنطينة> بجاية> جبل الزاب > الجزائر> تلمسان> هنين> المرية> قنتورية.

    لقد كانت رحلة البلوي الى المشرق رحلة جميلة وممتعة، وكان البلوي محل احترام وتقدير كل من لقيه من علماء عصره لا بل من حكام عصره ، فقد شغل وظيفة سلطانية سامية في تونس ، إلا أن رحلة البلوي لم تكن تخلو من صعاب فقد تعرض للعديد من المحن أثناء الطريق فسلمه الله منها .
    وبعد أن استقر البلوي في بلدة عكف على مراجعه رحلته التي وضعها أثناء حجة فأكملها في اليوم الأخير من شهر ربيع الأول عام 767هـ/1365هـ وأضاف عليها تقريظ العلماء والأدباء الذين أطلعوا عليها ، ثم أخرجها حفيده خالد ابن أحمد بن خالد بعد أن انتسخها من مبيضة جده ، وأتمها بمدينة ببرشانة في الأندلس في الحادي والعشرين من شهر صفر سنة 819هـ/1416م.
    إن الناظر لرحلة البلوي ورحلة ابن بطوطة يلاحظ أنهماسافرا معا في وقت متقارب من الاندلس ، فقد دخل ابن بطوطةتلمسان سنة 725هـ/1324م، بينما دخلها البلوي سنة 736هـ/1335م، ودخل ابن بطوطة مكة للمرة الثانية سنة 732هـ/1331م، ودخلها البلوي سنة 737هـ /1336م،ورغم ذلك لم يكتب ان اتصل احدهما بالآخر .
    ومن وجوه المفارقات ان ابن بطوطة لم يسجل رحلته ، وانما أملاها من ذاكرته مما عرضه لكثير من الأخطاء ، اما البلوي ، فقد سجل رحلته في اثناء سفره ، ولم يقع في أية أخطاء جغرافية أو غيرها .
    ويلاحظ أن ابن بطوطة رحل قبل البلوي ، غير أن رحلته كتبت في زمن متأخر عن رحلة البلوي الذي دون رحلته أثناء تنقلاته التي أتمها سنة740هـ/ 1339م وأكمل مراجعتها سنة767هـ/ 1365م. بينما رحلة ابن بطوطة دونت في سنة 755هـ/ 1355م.
    لذا ليس ستغرباً بأن نجد علماء التراجم وكتاب الرحلات يفضلونها على رحلة ابن بطوطة, وينقلون عنها في ثقة وتقدير لمؤلفها الذي عرف بأمانة الرواية, وعدم أخذه رواياته إلا من العلماءالمعروفين بأمانتهم العلمية, فهو رحمه الله حريص على ايراد السند.
    لقد حظيت رحلة البلوي باهتمام العلماء في مختلف العصور, فقرظها جهابذة علماء عصره, وقد أثنوا عليها جميعا وقدروا منهجه وثقة نقله, وظلت هذه الرحلة حية تتناقلها الخزائن ويتهافت عليها الوراقون لذلك تعددت نسخها, وجود خطها, وقلما خلت منها خزانة اديب من أدباء عصره.
    ومن ا لعلماء الذين أثنوا على البلوي ورحلته الشيخ الفقيه القاضي العالم المحدث الثقة ابو القاسم بن سلمون بن علي ابن سلمون الكناني ( 688- 767هـ/ 1289- 1365م) الذي نظم قصيدة في البلوي ورحلته منها:
    باروضة من جنان الخلد يانعة
    أتي بها خالد تندي أزاهرها
    تحوي غرائب من شعر ومن أدب
    ومن علوم بانت سرائرها
    فيالها رحلة أو حلية بهرت
    لأهل فضل بهم جلت مفاخرها
    صيغت قلائد من بحر البيان لهم
    فيالها حلية فاقت جوارها
    وحق للشرق أن يزهى بطلعتها
    إذ هي شمس أنار الأفق باهرها
    وللمعارف ان تسمو بمطلعها
    أبي البقاء خالد إذ هو ماهرها
    أجل لقد كان البلوي كما ذكر ابن سلمون ملماً بثقافة عصره ويتضح ذلك من خلال إشارته في رحلته إلى عدة كتب, وإجازات, وفهارس, وأسانيد, ودواوين, وقصائد, وأراجيز, وتخريجات, ومختصرات.
    كما نظم الفقيه القاضي أبو عبدالله محمد بن سعد المعروف بابن النجار قصيدة رائعة يمتدح فيها البلوي ورحلته منها:
    خلدت يا خالد فوق السماك
    بهذه الرحلة قدرا علاك
    سميتــها تاجاً تحلـــت بــه
    مفارق الأعلام دراً ثناك
    ألست صدراً في القضاة العدول
    أقتبست أنوارها من سناك
    فأنت مــــــا حليتهم إنمـــــــا
    قسمت بالعدل عليهم حلاك
    فبارك الله تعالــــــــى اسمه
    فيما به من ذي المعالي حباك
    ودمت لا تمـــد للثم فــــي
    أندية التعظيم إلا يـــــــداك
    أما الفقيه أبو جعفر أحمد بن زرقاله فقد قال مادحاً البلوي ورحلته:

    وشيت التاج يا تاج المعالي
    فجل على المفارق والرؤوس
    رقمت جهاته ورشقت فيها
    بمسك الخبر كافور الطروس
    فلم أر قبله في الطرس تاجراً
    يرصع عاجه بالأبنـــــوس
    كما نظم كل من الفقيه ابو عبدالله محمد بن ابراهيم بن سلمة الغرناطي, والفقيه يوسف بن علي بن محمد بن علي ابن محمد الخولاني وغيرهم قصائد في مدح البلوي ورحلته .
    ومن حسن الحظ ان هذه الرحلة قد كتب لها أن ترى النور اخيرا على يد العلامة المغربي الحسن السائح وبدعم من صندوق احياء التراث الاسلامي المشترك بين حكومة المملكة المغربيةوحكومة الامارات العربية المتحدة ، فصدرت بعنوان ( تاج المفرق في تحلية علماء المشرق ) في مجدلين ، فجزا الله المحقق على ما بذله من جهد خير الجزاء ، والشكر موصول لصندوق احياء التراث الاسلامي المشترك على دعمه للدراسات التراثية التي تسهم في تنمية الاعتزاز بتراث العروبة والاسلام .
    والسؤال الذي يطرح نفسه في نهاية هذا المبحث هو : لماذا اشتهرت رحلة ابن بطوطة أكثر من رحلة البلوي ؟ عن الإجابة عن هذا السؤال في منتهى البساطة ، وهو أن رحلة إبن بطوطه حققت ونشرت في عام 1346 هـ / 1928م أي قبل تحقيق ونشر رحلت البلوي بستين عاما بقيت خلالها رحلت البلوي حبيسة دور المخطوطات حتى فك عقالها الاستاذ الفاضل حسن السائح، وما أن إنتشرت حتى أخذت مكانها في فكر المثقفين والمهتمين بالدراسات العربيه .
    وقد توج علماء قبيلة بلي جهودهم العلميه بتأليف مؤلفات تتعلق بالفهرسه ، لحفظ التراث ، وتقديم حصر لاشهر العلماء الذين كانوا في عصرهم ، وهذا النوع من الدراسات يدل على نضج حضاري ، ومنهج علمي راق ، إذ ان أوروبا لم تعرف هذا اللون من المؤلفات إلافي فترة متأخره من تاريخها ومشاركة علماء قبيلة بلي في هذا اللون من الدراسات يعد مساهمة علمية لها وزنها ، فقد ألف ابو يزيد خالد بن عيسى بن أحمد البلوي ( حوالي 713-قبل 780هـ /1313-1378م ) برنامجا لمروياته وهو مفقود والبرنامج هو كتاب يسجل فيه العالم ما قرأه من مؤلفات في مختلف العلوم ذاكراً عنوان الكتاب واسم مؤلفه والشيخ الذي قرأه عليه ، وربما ذكره مكان وتاريخ الدرس وتاريخ الانتهاء من الدراسة .
    ويعد كتاب ثبت أبي جعفرأحمد بن علي بن احمد بن علي بن احمد بن عبد الرحمن بن داود البلوي الوادي آشي الغرناطي الاندلسي (ت938هـ/1532م) من اشهر واهم الكتب في الفهرسه التي وصلتنا عن آخر فترة من حياة الإسلام بالاندلس حيث حررت بعض فصولة في العقد الاخير من القرن التاسع الهجري .
    والثبت في اللغة يعني الحجة والبينة والبرهان ، أما في الإصطلاح فالثبت هو الكتاب الذي يترجم فيه مؤلفة لحياة أساتذته العلمية ، ذاكراً أسانيدهم ومروياتهم وإيجازتهم له وما إلى ذلك .
    وتتلخص طريقة البلوي في ثبته بانه ذكر أسماء شيوخه وألقابهم وكناهم كاملة فقدم للعلم بذلك خدمه جليله لانه صحح لنا بذلك الكثير من الاسماء التي أتت مقتضبه او محرفه في بعض المصادر وكتب التراجم ، ثم تكلم في غير ترتيب ملزم عن حياتهم باختصار ذاكرا شيوخهم واسانيدهم وتأليفهم ، وما درسه عليهم ، أو تلقاه عنهم باحدى طرق التلقي المعروفه ، واستجازته لهم وإجازتهم له ، علماً بأن ثبت البلوي يتضمن ألواناً من المعارف والعلوم قد لانجدها مجتمعة ال فية وهو أيضاً كتاب علمي تغلب عليه الصبغة الموضوعية .
    ومما تجدر الإشارة إليه أن مؤلف الثبت كان محل تقدير وثناء العلماء, لا بل انه يعد من اشهر علماء عصره, وهذا يتضح من كثرة الألقاب التي اصبغها عليه العلماء عند الحديث عن ترجمته, وهي القاب لها قيمتها ذلك ان العلماء في ذلك الوقت لم يكونوا في الغالب يطلقون الكلام على عواهنه بل كانوا يقصدون ما يقولون, ويهتمون بما يسمونه " التحلية" وهي فن إلصاق بعض الأوصاف العلمية بشخصية علمية ماتستحق هذه الألقاب, فهذا علامة المغرب أبو العباس احمد بن احمد المسوفي التنبكتي المعروف بأحمد بابا( 963- 1032هـ/ 1556- 1633م) يثني في كتابه( نيل الابتهاج بتطريز الديباج) على البلوي بقوله: (".. الفقيه المتفنن المشارك الحجة الجامع الضابط الناظم الناثر البليغ الأكمل الأدرى") وأضاف محمد بن محمد بن مخلوف في كتابه ( شجرة النور الزكية في طبقات المالكية للألقاب السابقة الماهر الألمعي . ولعل خير شاهد على علو مكانة البلوي العلمية فضلاً عن شهادات اصحاب كتب التراجم له, ان علماء كباراً امثال المقري صاحب( نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب) يستشهد بأقوال البلوي خصوصاً في القضايا المتعلقة بالأندلس في آخر ايامه.
    أجل ان ثبت البلوي يعد آخر مخطوط وصلنا من الأندلس قبل سقوطها في يد النصارى الأسبان , وهو يمثل بالنسبة لبحثنا آخر مبحث في هذا الكتاب المتواضع الذي يعتذر لقرائه عن عدم استيعاب كل ما يتعلق بتاريخ هذه القبيلة التي أهتم بدراسة تاريخها الأسبان قبل العرب والمغاربه قبل المشارقة ، ولكن حسبي إني اجتهدت في تصليط بعض الأضواء على تاريخ هذه القبيلة ، ولم أقصد الاستقصاء لأن الاستقصاء مطلب عسير يصعب على بحث صغير كهذا استيعابه ، والأ مل كل الأمل أن يمتد بنا العمر لنسد الخلل ونكمل النقص لتكتمل الصورة عن هذه القبيلة التي كانت محل تقدير ورعاية الدول المتعاقبة منذا زمن بعيد قبل بعثة المصطفى r الى سقوط الدولة العثمانية .



  4. #4
    رئيس مجلس الإدارة الصورة الرمزية موسى بن ربيع البلوي
    تاريخ التسجيل
    24 - 10 - 2001
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    26,593
    مقالات المدونة
    19
    معدل تقييم المستوى
    861

    افتراضي رد: أضواء على دور قبيلة بلي في الحضارة العربية الإسلامية ( متجدد )

    الخاتمة
    إن الدراس لتاريخ هذه القبيلة العريقة يخرج بالملاحظات التالية:
    اولاً: ان هذه القبيلة لم تغب عن مسرح الأحداث منذ العصر الجاهلي وحتى نهاية الحكم العثماني للبلاد العربية.
    ثانياً: إن ابناء قبيلة بلي من أوائل من لبوا نداء الإسلام فشهدوا بيعتي العقبة الأولى, والثانية, ولم يتخلفوا عن غزاة غزاها رسول الله r لا بل انهم سطروا بدماءهم الزكية صفحات من نور تقرأها الأجيال بكل فخر واعتزاز.
    ثالثاً: إن ابناء هذه القبيلة كانوا( وما زالوا) يعتزون بعروبتهم وبلسانهم العربي في أي مكان حلوا فيه, مما كان مثار إعجاب المؤرخين المسلمين بهم, فسجلوا هذه الملاحظة في مؤلفاتهم, فأبناء هذه القبيلة لم تذب شخصيتهم في البلاد المفتوحة كما حدث لغيرهم.
    رابعاً: إن هذه القبيلة من القبائل القليلة التي بقيت متشبثة بدينها ولم ترتد بعد وفاة المصطفى r, لا بل ان ابناءها شاركوا مشاركة فاعلة في اخضاع القبائل المرتدة.
    خامساً: يسجل تاريخنا الإسلامي في سجله الخالدة اسماء كوكبة من القادة من أبناء هذه القبيلة ممن سقطوا شهداء في حركة الفتح الإسلامي على بعد آلاف الأميال من موطنهم الأصلي.
    سادساً :إن هذه القبيلة كانت من القبائل المناصرة للدولة الاموية ،فكانت محل ثقه خلفاء بني أمية ، ولعل من مظاهر هذه الثقه والتقدير تلك الاقطاعات العديدة التي منحتها الدولة الاموية لابناء هذه القبيلة في الأندلس .
    سابعاً: ساهم أبناء قبيلة بلي مساهمة واضحة في الحركة العلمية في الدولة الاسلامية عبر تاريخها الطويل ، فبرز من أبناء هذه القبيلة جمع غفير من العلماء الذين تركوا بصمات واضحه في مختلف عقول المعرفة ، ومن حسن الحظ انه وصل إلينا العديد من نتاج هؤلاء العلماء الذي منه على سبيل المثال لا الحصر : ثبت البلوي ، ورحلة البلوي ، وألف باء ، ورسائل بشر البلوي ...هذا ومن الجديد بالملاحظة أن قسماً كبيراًمن علماء بلي في المغرب والأندلس قد رحلوا الى المشرق من أجل طلب العلم ولمزيد من التخصص العلمي ، وطلب السند العالي ، فضلا عن رغبتهم في نشر ما لديهم من علوم ومؤلفات ومن خلال تدريسهم في مراكز الاشعاع الحضاري في المشرق .
    ثامناً : إن الدول الاسلامية المتعاقبة قدرت كفاءة أبناء هذه القبيلة العلمية ، فاسندت العديد منهم بعض المناصب الادارية وبشكل خاص منصب القضاء في الأندلس .
    تاسعاً : إن المتأمل لكتب التاريخ والتراجم يجد أماكن توزع ابناء هذه القبيلة بشكل رئيسي في الحجاز ، وبلاد الشام ، ومصر ، والمغرب ، والأندلس ، علما بأن هذا التوزع حكمته ظروف سياسيه واقتصاديه ونفسيه ، فالمؤرخون لاحظوا بأن أبناء هذه القبيلة يمتازون بحساسية مفرطه ، تجاه الظلم ، فهم لايقيمون في مكان فيه ظلم ولو كلفهم ذلك هجر الاحبه والارض التي درجوا عليها وتحمل أجمل ذكرياتهم ، وما زالت هذه الصفه ملازمه لهم حتى اليوم .
    عاشرا:الاخلاص صفة ملازمه لابناء هذه القبيله في كل مكان حلوا فيه ، فأبناء هذه القبيلة لم يتذبذب ولاؤهم حسب الظروف السياسية المتقلبة ، فعندما أسلموا أخلصوا للاسلام ، ولم يرتدوا عندما أرتد الناس ، وعندما سقطت الدوله الأموية في المشرق بقوا مخلصين لها وناصروها رغم أن جمهرة القبائل اليمانية ناصرت الدولة العباسية ، واستمروا على هذا الولاء والإخلاص حتى سقوط الدولة الاموية في الأندلس ، وعندما أسندت إليهم المناصب الادارية والعسكرية والدينية ، كانوا محل تقدير وثناء المسلمين بشكل عام ، لابل إن أبناء هذه القبيلة نزهوا أنفسهم بشكل عام عن المشاركة في المؤامرات والثورات على مر فترات التاريخ فحفظوا حرمتهم واحترامهم عند جمهور المسلمين .


معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
هذا الموقع برعاية
شبكة الوتين
تابعونا