مساعد مدير الرخص الطبية بجدة : %70 من المحلات لاتتقيد بأنشطتها
لاتساهل مع التركيبات المخالفة

محمد داوود (جدة)
نفى مساعد مدير صحة جدة للرخص الطبية والتفتيش العلاجي والصيدلة الدكتور محمد عبدالجواد ان تكون ادارته متساهلة مع «العطارات» التي تروج التركيبات العشبية الممنوعة. وقال في مواجهة معه ان غياب الوعي لدى البعض يشجع محلات العطارة المخالفة لممارسة نشاطها في الخفاء. وكشف د. عبدالجواد ان مراكز الاعمال الطبية (بأجر) داخل المستشفيات التابعة لوزارة الصحة وجدت للاطباء السعوديين وان عملهم في القطاع الخاص يعد مخالفة تستوجب التحقيق وتغريم المنشأة بمبلغ (100) الف ريال. وفيما يلي نص الحوار:
استشراء ظاهرة اغلاق محلات العطارة والاعشاب اصبحت لافتة للنظر، ألا ترون ان ضعف الرقابة من قبل اللجان المتخصصة ادى الى ممارسة انشطة بيع التركيبات الممنوعة من قبل هذه المحلات؟
-ليس هناك اي تساهل أو ضعف رقابة من قبل لجان التفتيش على المؤسسات الصحية الخاصة ومحلات العطارة، ومايجسد ويؤكد ذلك حجم الاغلاقات التي تنفذها هذه اللجان، وللاسف الشديد (70%) من هذه المحلات لاتتقيد بالانشطة المخصصة لها في بيع الاعشاب وانما تتجاوز ذلك في بيع تركيبات عشبية بادعاءات طبية مجهولة المصدر وغير معروفة في الصحة تشكل اضرارا خطيرة على مستهلكيها وهي مخالفات يتم التعامل معها حسب حجم ونوع المخالفة تبدأ بمصادرة التركيبات واتلافها واغلاق المحل، وخلال عام واحد اغلقنا عددا كبيرا من محلات الاعشاب والعطارة في مختلف احياء جدة فيما تراوحت الغرامات المالية بين 10-100 الف ريال حسب نوع وحجم المخالفة.
اشرتم الى جولاتكم المكثفة لمحلات الاعشاب، كيف ترون تجاوب هذه المحلات مع فرق التفتيش؟
- النسبة العظمى من هذه المحلات تتقيد بالتعليمات ولاتعود لممارسة النشاط مرة اخرى، ومع ذلك توجد محلات يتم التفتيش عليها مرة اخرى ونجدها مرتكبة نفس المخالفة التي تتمثل في بيع التركيبات الممنوعة وهنا يتم اغلاق المحل مرة اخرى ومضاعفة الغرامة وان استدعى الامر يمنع المحل من ممارسة نشاطه وسحب ترخيصه نهائياً من قبل الجهات المختصة.
وما سبب عودة هذه المحلات لممارسة نفس النشاط؟
-هناك ثلاث نقاط اود ان اوضحها في هذا الجانب:
اولا: ان هذه المحلات وجدت اقبالا كبيرا من المستهلكين لهذه التركيبات الممنوعة رغم انها مجهولة المصدر و 80% منها تركيبات جنسية ذات الربح الكبير والاقبال عليها كبير من قبل الذي يبحثون عن اي بارقة امل لعلاج مرضهم.
ثانيا: اكثر هذه التركيبات تأخذ ادعاءات علاجية لامراض منتشرة كالسكري وضغط الدم والربو والقولون وغير ذلك والاهم والاخطر العقم والضعف الجنسي للرجال والبرود الجنسي للنساء، وكل هذه التركيبات يتم تغليفها في عبوات «انيقة» ومحكمة وبأغلفة براقة وبالتالي فإن هذا الدور النفسي يشجع المرضى على شرائها مهما كانت التكلفة.
ثالثا: المريض مهما كان مستوى وعيه فانه يبحث عن اي عقار او دواء يخلصه من علته خاصة انه يعيش في حالة نفسية سيئة لكنه في الاخير يكتشف ان المنتج الذي قام بشرائه مجرد وهم، و لهذا فان الوعي يلعب دورا هاما في تكريس المفاهيم الصحية لدى شرائح المجتمع بمعرفة خطورة تناول مثل هذه التركيبات، فعدد كبير من الشكاوى التي تردنا هي من المرضى الذين استعملوا مثل هذه التركيبات الممنوعة.
وكيف يتم التعامل مع التركيبات العشبية التي تتم مصادرتها من قبل لجنة التفتيش؟
-تتلف وقت مصادرتها عبر سيارات الامانة الضاغطة امام مرأى اصحاب المحلات مع العلم ان اللجنة تشارك فيها (3) جهات اخرى بجانب الصحة وهي الامانة والتجارة والشرطة.
بين حين وآخر تتناول الصحف حالات الاخطاء الطبية التي يذهب ضحيتها بعض المرضى، ماتعليقكم؟
-يجب ان نفرق بين الخطأ الطبي بمفهومه العلمي وبين المضاعفات التي تحدث للمريض بعد اجراء العملية لان هذه المضاعفات واردة الحدوث في اي وقت، اما عن الاخطاء الطبية فيتم التعامل معها من قبل اللجنة التي يتم تشكيلها لدراسة ملف المريض وهذه اللجنة تتكون من اطباء استشاريين من مختلف المستشفيات ومن ثم تحال القضية الى اللجنة الطبية الشرعية التي تبت في الامر وتصدر حكمها النهائي، واؤكد ان الصحة لاتتساهل مع اية حالة تعرضت للخطأ الطبي ويتم تطبيق اقصى العقوبات بحق المستشفى والطبيب، وتكون الخطوة الاولى منع سفر الطبيب والمتسببين الى الخارج ضمانا لوجود جميع الاطراف المعنية.
يرغب معظم الاطباء العاملين في وزارة الصحة بالعمل في القطاع الصحي الخاص في فترات المساء الا ان الصحة وضعت قرارا صارما يمنع ذلك، ماتعليقكم؟
التعليمات في هذا الشأن واضحة، فلايسمح لطبيب الصحة ان يعمل في اي قطاع صحي خاص، ووزير الصحة اكد على تشديد العقوبات على المؤسسات الصحية الخاصة التي تستقطب هؤلاء الاطباء حيث تصل العقوبة المادية المفروضة على هذه المؤسسات الى 100 الف ريال عن كل حالة مخالفة، ومنذ شهر محرم وبتوجيهات من معاليه تم تكثيف الجولات على المؤسسات الصحية الخاصة لرصد اطباء الصحة الذين يعملون في الخفاء.
خاصة ان الوزارة قامت بإيجاد مراكز الاعمال بأجر داخل المستشفيات الحكومية وذلك حتى يتمكن الطبيب السعودي من استثمار وقته في فترات المساء والعمل في هذه المراكز وفق الانظمة المنصوص عليها.
http://www.okaz.com.sa/okaz/osf/2007...7022390091.htm