مقامات البلوي (4) :: مقامة الـ ..

الملف الشخصي · 04-12-2007, 12:24 PM

.
.
وداخل المقدم أبا الغريب ..
لحين وقت فاصل .....
.
.
.
...

وعاد البث ..
وعاد أبو الغريب .. وما أن ابتدأ البث حتى أعاد اتكائته ..
لينسجم مع جو الحديث .. بانسكاب حثيث ..
وخاطبه المقدم :
وبعدُ يا أبا الغريب ؟!
فقال :
ثم إني ارتأيت استراحة لمحارب ..
بعد أن أمضيت ثلاثة أشهر في المتاعب ..
وإن كنت متعمدها ، وأقصدها .. ولم أندم أبداً عليها بعدها ..

فقلت ..
يا أبا الغريب فقد هاج الشوق ..
وزاد التوق ..
فالبدار البدار ..
إلى الديار ..

فؤادٌ على غصن الصبابة ساجعُ ... يرنم بالأشواق والقلب والعُ
فمن لي بها عوداً لبدءٍ وهل لذي الـ .... أمانيّ من قلب المشوق مطامع
فبالله يا ريح الصَبا خذ تحيّةً ..... لصبٍّ صبا لمّا تناءت مرابع
مرابع مر الانس فيها مع الصبا ... واثمار غصن العيش فيها يوانع
.
.

وأمر اختيار التطبيق في سنة الامتياز ..
أمر معقد .. تعقيد الخلايا العصبية في مخ إنسان دائم التفكير ..
ولكنه لي ميسر ..
وأمره مدبر ..
فما كان إلا أن اتصلت بالمسؤولة عن هذه المسؤولية ..
وقلت لها أحيلي أوراقي إلى مستشفى بلدي الموقر ..
واجعلي لي فيه من الزمن شهراً مقدر ..
فكان أن أرسلت ورقة انتظرها المدير عند الجهاز ليستلمها ..
ويوقع بالموافقة ويردها في دقيقة أو دقيقتين .. وهمت أيهما !!

وارتحلت إلى الديار ..
وارتحت واسترحت ...
ولم أفقد فائدة !!
بل وجدت الكثير المثير ..
وإنه لعجب .. كبير ..

وما أن انتهى الشهر ..
حتى عدت لبلد الدراسة ..
مشتاقاً ولهاً ..
لا إلى أرض لازلت أتهددها بأن تكون عما قريب
ذكرى أسامر طيفها في منأى عنها بعيد ..

وما شوقي – والله – لها أو لبحر ضمها !!
وإنما لأحباء فيها أحياء ..
قيل فيهم وفي حالي :
إليكم رحلنا لا لريع ومعهد.... فأنتم محلّ الأنس في كل مشهد
نتيه بقفر الوجد طوراً بحبكم .... وتحدو بنا الأشواق طوراً فنهتدى
إذا غرّدت في الأيك ورق حمائمٍ .... حننت إليكم لا لصوت المغرد

فلم أعد أحس بها باغتراب !!
بل لكأني سائح يخاتله الوقت بانتهاب ..
يقينه أن لكل ذهاب إياب ..

والأيام عجلى ..
وبالحوادث حبلى ..

فانتظروا ما خبأته لي ولكم ..
بعد الفاصل !!!

ثم صاح أبو الغريب ...

أيها المقدم قد بح الصوت ..
فافزع لي قبل الفوت ..

...