. حرب الهرفي: التوعية عامل مهم في المحافظة على الصحة.. وتوفير المال المهدر
![]()
أكد الدكتور حرب الهرفي استشاري أمراض الحساسية.. على أهمية "التوعية، وقال ان "التوعية" تصحح كثيراً من المفاهيم الخاطئة بالنسبة للمرضى او للعلاجات المستعملة.واضاف ان "التوعية" تساعد المريض على استخدام العلاج بطريقة "اقتصادية" وتجعله في وضع صحي جيد وتوفر على المريض كثرة التردد على العيادات وتوفر المال المهدر على الكشفيات وأثمان الأدوية وقد استهل حديثه قائلا:في العقود الأخيرة ازدادت حالات الحساسية والربو زيادة ملحوظة في جميع انحاء العالم.. وخاصة البلدان المتقدمة اقتصاديا، مما اقلق المهتمين بالحالة الصحية من اطباء ومسؤولين في الحكومات والهيئات الخاصة ومنظمة الصحة العالمية، واسباب ازدياد حالات الحساسية والربو في الآونة الأخيرة غير معروفة تماما ولكن هناك عدة اسباب ومؤثرات قد تفسرهذه الظاهرة الصحية، ومن هذه الاسباب ازدياد التلوث البيئي بالكيماويات والسموم،كثرة استهلاك المشروبات المعلبة والأطعمة المحضرة سريعا، وكثرة استخدام المضادات الحيوية في سن مبكرة، والضغوط النفسية لسكان المدن الكبرى، واخيرا تحسن المستوى المعيشي والنظافة الزائدة لسكان المدن (نظرية النظافة) وهذه العوامل بالاضافة الى عوامل الوراثة، مجتمعة أدت الى از
دياد حالات الربو والحساسية بشكل شبه وبائي، مما حدا بالمنظمات المتخصصة في مجال الحساسية والربو ومنظمة الصحة العالمية وغيرها بتخصيص يوم عالمي للتوعية بالربو، ماهو، كيفية التشخيص والعلاج والاسباب والوقاية وتجنيب المضاعفات واخذ العلاج بالطريق السليم حتى يستطيع الشخص المصاب ممارسة حياته اليومية بشكل طبيعي او قريب من الطبيعي ولهذا فقد خصص اليوم السابع من شهر مايو من كل عام للتوعية بالربو، وسمي "اليوم العالمي للربو" واهداف هذا اليوم هو قيام الاطباء المختصين في مجال الحساسية والربو وكافة القطاعات الخاصة والحكومية بالتوعية سواء على مستوى الاطباء او المرضى وأسرهم بأهمية العناية بمرضى الربو وتجنب المسببات والمثيرات ومختلف الجوانب التي تساعد الذين يعانون من الربو حتى يمارسوا حياتهم اليومية بشكل طبيعي.وبالملاحظة والتحليل لعدد كبير من مرضانا وموقفهم من الربو نجد مفاهيم خاطئة لدى معظم الناس وخاصة المريض الذي يعاني من الربو، وفي حالات كثيرة يهمل العلاج ولا يسعى المريض او الأهل لاستشارة طبيب مختص، مما يؤدي الى مضاعفات قد يصعب علاجها بسبب تغيرات دائمة تحدث في القصبات الهوائية، ومن بعض المفاهيم والممارسات الخاطئة هو ان كثيراً م
ن المرضى يظن انه لا يوجد علاج للربو ولهذا السبب لا يهتمون بمراجعة الاطباء المختصين، او ان مريض الربو يخاف من اخذ العلاج وخاصة اذا كان على شكل بخاخ لأنه يخشى من "الادمان على البخاخات" وبالتالي فانه يخاف ان يستمر عليها مدى الحياة.وحقيقة الأمر هو ان عدم العلاج الصحيح في الوقت المناسب يؤدي الى تصلب القصبات الهوائية نتيجة استمرار الالتهاب التحسسي، وبالتالي يلزم أخذ العلاج بشكل مستمر لان القصبات لم تعد في حالة يؤثر فيها العلاج واعادتها الى وضعها الطبيعي، بسبب عدم اخذ العلاج المناسب من البداية، وليس أخذ البخاخات هو السبب، ومن المفاهيم الخاطئة هو خوف المرضى الشديد ونفورهم من "الكورتيزون" دون الفهم ان هناك أنواعاً من الكورتيزون منها ما يؤدي الى مضاعفات اذا استخدم لفترات طويلة، مثل الحبوب والحقن (الابر) ولكنء هناك أنواع أخرى من الكورتيزون على شكل بخاخات تعمل موضعيا ولا تمتص في الدورة الدموية، وبالتالي فانها تعطي الفائدة دون المضاعفات او الاضرار، وحتى حبوب الكورتيزون او الحقن اذا اعطيت لفترة قصيرة وجرعات حسب وصفة المختص فانها تعطي الفائدة المرجوة دون مضاعفات بل هي تصبح ضرورية في حالات الربو الحادة والصدمات التحسسية. وهذ
ه المفاهيم الخاطئة لابد من تصحيحها والتوعية بأهمية معالجة الربو، واليوم العالمي للربو فرصة طيبة لتوعية الجمهور والمرضى وتصحيح كثير من المفاهيم الخاطئة سواء بالنسبة للمرض أو العلاجات المستعملة،وبما ان علاجات الربو تكون عادة عالية الأثمان فان التوعية الصحية لا تحسن صحةالمريض فقط بل تساعده على استخدام العلاج بطريقة اقتصادية تجعله في وضع صحي جيد، وبالتالي فان التعاون مع الطبيب والفهم الصحيح للحالة سوف يؤديان الى صحة افضل، واستعمال العلاج بطريقة صحيحة توفر على المريض كثرة التردد على العيادات، وتوفر المال، وعدم انفاقها على أدوية لا قيمة لها في علاج الربو من ادوية السعال "الكحة" من شراب او حبوب وغيرها، فالتوعية الصحية تفوق في أهميتها أخذ العلاج ووصفه.
http://www.alriyadh-np.com/Contents/28-08-2002/Economy/CustomerCare_911.php
المفضلات