سبل إنهاء النزاع والخصومات


اقصد من هذا الموضوع تعريف القارئ بطرق أفضل من القضاء في حل الخصومات.
فالقضاء كما هو معلوم من أهم الطرق لإنهاء الخصومة وقطع النزاع وتأدية الحقوق إلى أهلها في كثير من الحالات؛ ولكن هذا السبيل محصور في فئة القضاة ولا يسمح به إلا لهم وعددهم قليل وقضاياهم لا حصر لها ولا مجال للتطوع فيه أو المبادرات .
كمان أن القضاء له أماكن معينة وإجراءات كثيرة وعلانية غير محببة التي بسببها قد يفضل المتخاصمين القطيعة أو الهجر وإبقاء الخصومة وتأجيل المصالحة أو أية سبل أخرى على رفع أمرهم إلى القضاء .

و كثيرا ما يكون رفع الخصومة إلى القضاء من أسباب القطيعة خاصة بين الأقارب أو الجيران قال عمر رضي الله عنه(ردوا لخصوم حتى يصطلحوا فإن فصل القضاء يحدث بين القوم الضغائن ).

كما أن القاضي لا يتدخل ولا ينظر في القضايا إلا بعد رفع الدعاوى من أحد الخصوم أما قبل ذلك فلا وكما هو معلوم ليس كل العداوات والخصومات ترفع إلى القضاء .

فإذا حدثت خصومة أو عداوة بين أقاربك أو جيرانك أو أصدقاءك من حولك وخفت تفاقم الأمر واستفحال الخطب وساءك ما ترى وحرصت على تصفية القلوب و لم تكن قاضيا وأردت سبيلا للتدخل بستر ومراعاة لخصوصية البيوت والأشخاص فعليك بسبيل المصلحين هذا السبيل الذي في متناول الجميع وليس محصور بأحد ولا يرد عنه راغب سواء كان قريبا أو جارا أو صديقا أو أيا كان ....
فتستطيع التدخل بسرية ومراعاة للخصوصية متسلحا بالكلمة الطيبة والموعظة الحسنة والنصيحة الصادقة فتلطف الأجواء وتصفي القلوب وتزيل أسباب الخصام وتوفق بين الآراء حتى يكون الاتفاق ويحل الوفاق ويتم التراضي .
وهذا السبيل سبيل المصلحين له أثار أفضل على المتخاصمين في إنهاء الخصومة بالتراضي افضل بكثير من القضاء في كثير من الحالات وله إلزامية الحكم ونفوذه مثل حكم القاضي إذا اتفقوا وتراضوا بشرط بعد التصالح إذا كانت هناك استحقاقات أن تصدق من قبل القاضي فقط .