رفــــع الله قدرك أخي الفاضل لـِـ تطرقكم لهذا الموضوع الذي


يهمني و يهم كل أخت من داخل المنتدى و خارجهـ ...


و الأخ و الأخت لا غنى لهما عن بعض حتى و إن فرقتهما مشاغل الحياة


من زواج و عائلة و غيرهـ ..


مع العلم أنني أعرف فتيات ليس هناكـ أي حوار بينها و بين أخيها و كلمتها دائماً


( لا أتجرأ على الحديث معه ) لأنه قد تكوّن بينهما حاجز مع مرور السنين صَعُبَ


عليهما إجتيازهـ....


و اسمح لي أخي الفاضل أن أضيف لموضوعكم هذه الرسالة التي كتبتها منذ زمن

تحت تأثير موقفٍ ما ..أبعث بها لكل أخ



وقبل تسطيرها دار في ذهني تساؤل وهو / هل في يومٍ ما ستتمكن الغربة


من العلاقات الأخوية التي تجمع الفرد بأخوته ليصبح كل منهما

غريب عن الآخر ؟؟؟؟

الله أعلــــــــــم .. ولاحول ولا قوة إلا بالله

فليتخيل كل منكم أن هذه رسالة موجهة له من أخته فيبحر في معانيها

ويلتقـــــــــــط أنفاسه عند مطباتها فلا هي ظلمتهـ ولاهو أنصفهـــــــــا

أترككم معها ....






(( أخــــــــي الحبيب /


ابن أمي وأبي ..

عندما اتألم أو أشكو من علةٍ ما أهتف بلا شعور ( أخٍ .. أخ ..))

فهل توقفت قليلاً عند هذان الحرفان ..!!!

أخــــــــــي /

يؤسفني أن أخبرك بأن الأيام قد سرقتكـ مني .. فأصبحت أمتطي

جواد الحياة لوحدي فتـــــارةٌ أقع بين أنيابها فأبحث عن يداك لتلتقطني ..

وانادي بصوتي الُمتحشرج فيعود إليّ يجر أذيال الخيبة والخسران



وتـــــــــارةٌ أخرى أتحاشى السقوط وأنتصـــــــر ومن ثم أبحث عنك

لأخبرك بكل ذلك فمــــــــا أجدك...!!!


أخـــــــي الحبيب /

أتـــــــــذكر عندما همست لي ذات مرةٍ : ...... أنتِ لست مجرد أخت أنتِ

صديقتي وعزيزةٌ على قلبي وما بيننا ياأختاه لن يتغير حتى لو تزوجت

(حتى لو تزوجت...! ) (لاتزال هذه العبارة ترن في أذني )


كنت تُفضفض لي بكل ما يجول في خاطرك فرحكـ وحُزنك

فأُشـــــــــاطرك ذلك كله بلا كللٍ أو ملل رغم أنني أصغرك سناً

إلا أنك بتواضعك و طيبة خلقك أزلت كل هذه الفوارق والحواجز ...

قد جعلت مني فتاة تعي بكل ماحولها جعلتني اتجاوز سني مبكراً

منحتني الثقة في نفسي وقدراتي ...(ولازلت أحمل لك ذلك في قلبي)


أخـــــــــــــي الحبيب /


أتذكر... فرحتي بيوم زواجك برغم أنه خالج نفسي خوف مجهول الهوية

أحاول أن أهرب منه وهو أن تبتعد عني وتأخذك حياتك الجديدة من أخوةً

قوية صنعناها سوياً وتعاهدنا عليها وخصوصاً عندما أتذكر نبضك

الأخوي الصادق وحنانك وإهتمامكــ بكل مايعنيني من عبثي على

الأوراق بشطحات كنت أكتبها ..

وقوفك الدائم بجــــــانبي بكل موقف صعب كنت أمر به و......و.......


تزوجت ورحلت ... بقيت كما عهــــــــــدتك في البداية ومع مرور الشهور

والسنوات بدأ الوضع يتغير نوعاً مـــــا ...قلة إتصالاتك .. فتر سؤالك

عني .. بردت ضحكاتك معي .. والأدهى من ذلك أنك بدأت تقسو عليّ


لا ألومكــ فحياتك الجديدة ربما كانت أولى مني في الإهتمام بالنسبة لك

... ومشاغلك.. وعائلتك كل ذلك صـــــــرفك عني

ربمــــــــا لم تنقطع عني .. لكن عهدنا لم يعد كسابقه ...

أنت استغنيت عني بوجود زوجتــــــــــــك وأطفالك


أما أنا فلا زلـــــــــــــت محتاجةٌ إليك ..!


(( لحظة صمت تخالجها الدموع فتتوقف قليلاً عن الكتابة ))


فالزوجة قد تتعوض ... لكـــــــــــن الأخت قد لاتجد لها بديلاً

لاأطالبك بالتخلي عن زوجتك ولكن امنحني بعضاً من وقتك

واجعلني جزءٌ من إهتمــــــــاماتك


ربمـــــــا رأيتني قويةٌ وصامتةٌ ولكن في داخلي إحساس ضعيف يجعلني

أهـــــــــتف إليك أن لاتنســـــــــاني يا أخي ...

عـُــــــــــد إليّ لنقطف زهور ذكرياتنا سوياً

لتسألني عن أشيائي وإهتماماتي وهمــــــــومي التي كنت

تحتـــــــويها بقلبك الفيّاض بالحب والحنان..

عُــــــد إليّ لنعـــــــــزف معاً على عهدٍ قد مضى ..

عُـــــــد إليّ لتخرج الضحكة من الأعماق قبل أن تموت في صدري..

عُـــــــد إليّ .. لتهتم بي من جديد


فالمشـــــــــوار لايزال أمامي طويلاً وغامضاً ... وليس لي بعد الله سواك

كي تنتشلنـــــــــــي من زحمةٍ مجهولة المصير ..


وهمــــــــــسة أخيرةٌ إلى قلبك /

ســــــــــأبقى أختك التي عِهدتها

لكــــــــن .. عُــد إلــــــيّ بصورةٌ سابقة أحببتك في يومٍ بها .. ))


عاصفة الشمال .