النتائج 1 إلى 6 من 22

الموضوع: سيرة أحمد بن حنبل (1)

مشاهدة المواضيع

المشاركة السابقة المشاركة السابقة   المشاركة التالية المشاركة التالية
  1. #12
    رحمه الله رحمة واسعة الصورة الرمزية محمد الجويبري
    تاريخ التسجيل
    6 - 11 - 2007
    الدولة
    المملكة العربية السعودية
    العمر
    40
    المشاركات
    18
    معدل تقييم المستوى
    0

    Post تابع سيرة أحمد بن حنبل 4

    نتابع سيرة الأمام أحمد بن حنبل


    خرج أحمد البطل إلى اليمن مستكملا رحلته المباركة الميمونة , للعلامة عبد الرزاق بن الهمام اليمني , صاحب الموسوعة الحديثية المسماة بالمصنف ..


    و هناك حاول الإمام الكريم عبد الرزاق أن يساعد طالب العلم , ابن السبيل أحمد بن حنبل بمال من معه , فأبى إمام أهل السنة , و أصر أن يتكسب عيشه من عمل يده لينفق على نفسه فى رحلته , فنعم النفس العيوفة العفيفة , و هى رسالة لكل عالم و طالب علم ( و مفكر ) ...


    و سافر أحمد متقصيا أثر علامة زمانه عبد الله ابن المبارك , ليتعلم منه العلم و الخلق و السلوك ... فقد كان ابن المبارك آية عالما عطر السيرة ...


    و أشفق ابن المبارك على الداعية الرحال المناضل , و أراد أن يساعده أيضا بمال , كما حاول قبله العلامة عبد الرزاق , و لكن الإمام أحمد اعتذر عن قبول المساعدة ...


    و قال :


    أنا ألزمك لفقهك وعلمك لا لمالك.


    حج الإمام أحمد خمس مرات إلى بيت الله تعالى ، منها ثلاث مرات ماشيا !


    لقلة ذات اليد .....


    فسبحان الله على النشاط و الجلد و الجدية فى العبادة , كما هى فى طلب العلم ....


    فليسمع من كبرت بطونهم و ترهلت أجسادهم من كثرة النوم و الأكل و الكسل ,


    و ممن وهنت عظامهم قبل أن يخوضوا غمار


    رحلة ربانية واحدة , ممن يأكلون الطرى و يشربون شرب الهيم ... عودوا أنفسكم الخشونة و الرجولة .. و أمامكم الطريق


    كما قال شوقى :


    هل علمتم أمة فى جهلها *** ظهرت فى المجد حسناء الرداء ؟


    باطن الأمة من ظاهرها *** إنما السائل من لون الإناء


    فخذوا العلم على أعلامه *** واطلبوا الحكمة عند الحكماء


    واقرؤوا تاريخكم ، واحتفظوا *** بفصيح جاءكم من فصحاء


    أنزل الله على ألسنتهم*** وحيه فى أعصر الوحى الوضاء


    واحكموا الدنيا بسلطان فما *** خلقت نضرتها للضعفاء

    عرف المعاصرون أحمد ابن حنبل بأنه محدث متمكن يروى الحديث و يحققه


    و بابن حنبل صحيح السند *** و كل شهم فى الورى مجتهد


    بما لنا قد أوضحوا من مسلك *** يرقى بساليكه أوج الفلك


    لكن أحمد كان أيضا فقيها نابها ....


    وما ميز فقهه أنه لم يكن يعمل بالقياس إلا نادرا , لأنه تيسر له من الأحاديث ما لم يجتمع لغيره , فلم يكن هناك ما يدعوه ليقيس و يبحث , و ليفتش عن تشابه حكم ليقيس عليه ،حيث انتقى كتابه ( المسند) من بين سبعمائة وخمسين ألف حديث عرفها ، بل كان يجمع ما أثر من قول الصحابة أو من قول تلاميذ الصحابة , و هم التابعين , فهم من تعلم من الصحابة تلاميذ النبى صلى الله عليه وسلم , فقولهم أولى و فهمهم أقرب ...


    من روضة العلم الصحيح *** وربوة الأدب السليم


    العاشقين العلم لا ***يألونه طلب الغريم


    المعرضين عن الصغائر *** و السعاية والنميم


    و لو لم يجد فى المسألة قولا للتابعين اجتهد و قاس ,


    و قد ترك مذهبا ثريا و كتب عنه طلابه آلاف المسائل الفقهية قيل بلغت ستين ألفا مدونة .


    و كان الإمام أحمد يتحرج من الفتوى فى أول الأمر حتى اجتمعت لديه ثروة كبيرة من نصوص السنة، وأقوال الصحابة رضوان الله عليهم. و لم يتصدر للحديث والفتوى إلا بعد أن بلغ سن الأربعين، وذلك عام (204 هـ) !



    و من شيوخه أيضا و أئمة عصره الذين أخذ عنهم العلم النافع ممن حفظ عن التابعين و الصحابة كل نصيحة العلم العلامة سليمان بن حرب بالبصرة سنة 194 هـ، و الإمام أبي النعمان عارم في تلك السنة،


    و من الإمام أبي عمر الحوضي أيضاً ، و الإمام علي بن هاشم بن البريد


    و العلم الفاضل الثقة سفيان بن عيينة وإسماعيل ابن علية.


    و الإمام عبد المؤمن العبسي سمع منه سنة 182 هـ.


    والإمام عبد الرحمن بن مهدي ، والعالم البطل أبو بكر بن عياش .



    وممن حدث عنهن أحمد بن حنبل


    من النساء !!


    الفاضلة أم عمر بنت حسان بن زيد الثقفي. فلم يكن ديننا متعصبا متحيزا و لم يمنع امرأة أن تصير محدثة !


    و دونك كتاب الزيانب لإبن حجر حيث جمع فيه جمعا طريفا فيه كل من اسمها زينب من الفاضلات المعلمات .... فالمرأة الفاضلة يزيدها الحق فضلا ... و لا يكبت طموحها ...



    هاهم أصحابه يقولون له , و هم يرونه دوما يطلب المزيد من العلم و دوما يحمل محبرته و أوراقه و لا يكل , كالنحلة تجنى الرحيق بلا ملل ..!



    يقولون كما فى السير :


    يا أبا عبد الله ، أنت قد بلغت هذا المبلغ، وأنت إمام المسلمين، حتى متى مع المحبرة ؟



    فقال: مع المحبرة إلى المقبرة.



    * و في مكة سُرِق متاعه وهو خارج البيت يطلب الحديث، و لما عاد قيل له ذلك، فلم يسأل عن شيء من المتاع ، وإنما بادر بالسؤال عن الألواح التي كتب فيها حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يطمئن إلا بعد أن وجدها.



    فلم يسخط مع الإختبار الربانى , و لم يتبرم ...


    و لم يشفق على الضائع من الفانية ... فأثبت أن الثمرة أينعت .. و أن الحديث ليس باللسان فقط .


    ها هو عبد الله بن الإمام أحمد يقول :



    خرج أبي إلى طرسوس ماشياً، وخرج إلى اليمن ماشياً.!



    وصف المعاصرون مجلسه فكأنما البركة تحيط و العناية تظلل , كان كثير التواضع له هيبة ووقار , و سكينة لا تفارق المكان أثناء الدرس ....
    التعديل الأخير تم بواسطة سعود الهرفي ; 11-20-2007 الساعة 01:22 PM
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
هذا الموقع برعاية
شبكة الوتين
تابعونا