أخي الكاتب القدير / حماد أبو شامة
و بينما أقرأ موضوعكم الواقعي تذكرت مقولة /(إبراهيم الأسود)
(الفقر من قدر الأديب .. و لست أتهم القدر
من كان فوق الغيم كيف يصيبهـ جود المطر..!! )
لقد كانت أسرة الأديب الفرنسي جوستاف فروبيل
على حق حينما أصابتها الدهشة، وهي ترى صغيرها يخرج عن
تقاليد أسرة آل فروبيل، التي تتوارث مهنة الطب ليتجه إلى الأدب،
وكيف انهالت صرخاتهم عليه: «نحن آل فروبيل أسرة محترمة، ولا نحب
أن يكون بيننا شعراء بائسون».
و من أعجب ما قرأت أخي الفاضل عن حال بعض الأدباء
في باريس: أجبر الجوع الأديب أميل زولا على أن يقيم الفخاخ
على سطح غرفته المهملة ليصطاد العصافير..
وفي القاهرة: كان الشاعر الراحل العظيم أمل دنقل ـ كما يصفه
صديقه الدكتور المقالح ـ يذرع طرقات القاهرة بحثًا عن صديق
يدفع له ثمن الغداء.. وحينما مرض بالسرطان كان يقف
بالساعات بحثًا عن تاكسي يوصله إلى مشفاه.
وفي أميركا: أضطر الفقر قاصًا عبقريًا مثل ادجار ألن بو إلى أن يسكن
مع زوجته كوخًا حقيرًا ينامان فيه على فراش من قش، وحينما مرضت
زوجته لم يكن لديه قيمة الحطب الذي يضعه في المدفأة، فكان
يحمل قطته على النوم عند قدميها لتزيد من درجة حرارتها..
وفي روسيا كان الأديب العالمي مكسيم غوركي، من شدة بؤسه، يرتدي
سروالاً مصنوعًا من كيس الطحين، ويعمل خبازًا وحمالاً وحفارًا للقبور..
هذا هو واقع الكثير من الأدباء و قدرهم الذي لا مفر منه
طالما سخروا فكرهم لما هو أهم ...!!
دمتم بألف خير.
المفضلات