و هذا مقطع من قصة قصيرة ( لحنٌ على الماضي ) كتبتها قبل
خمس سنوات و قد سبق لي نشرها هنا ..
هذا الشيخ كان في وقفةٌ تأملية عميقة مع نفسه عندما أخذ يتذكر أمجاده
وبطولاته في شبابه ... عبق الماضي وذكرياته الجميلة التي لايكف عن ترديدها
على مسامع ابنائه وأحفاده ..
وشعوره بالفخر والاعتزاز كلما سأله أحدهم عن ماضٍ أو ذكرى تتعلق به ..
أو بطولة قام بها ..وبينما هو على هذا الحال بانغماسه في حديثه مع نفسه ...!
إذ أحدث الموج صوتا قوياً مدوياً جعلت الشيخ يصحو من غفوته ويتنبه فجأةٌ إلى
لحظته الحاضرة ... وإلى حقيقة عجزه عن مواصلة سيره إلى الجزيرة القريبة من
الشاطئ وشعوره بالحسرة والألم من جرّاء ذلك وهذا ماأدى به إلى أن يتذكر
شبابه في هذا الوقت بالذات ..
وتذكُره بأنه كان يصل إليها في نفس واحد و زمن قياسي ..
فأيقن في داخله أنه لايمكن للزمن أن يرجع إلى الوراء .. ومن المُحال أيضاً
أن يعود شبابه إليه وأن هذا هو حال البشر على هذه البسيطة
طفولة...وشباب ...وكهولة ...وشيخوخة .
عند ذلك بدأ بإستكمال سيره مُزيحًا هذه الأفكار من رأسه فأخذ يسير في نفس بطئ
و متقطع إلى أن وصل ماء البحر إلى وسطه فأحس بالماء يتسلل إلى كل ذرات جسده
حتى برد جسمه فشعر بالوهن و العجز و تحدث إلى نفسه بصوتٍ
هزيل(( ما الذي تحاول أن تفعله أيها العجوز وأنت في هذا السن ..!!!
هل تريد أن تفعل ماكنت تفعله قبل ثلاثون عاماً...؟.!))
المفضلات