
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سليمان بن معتق القرعاني البلوي
قرأت الموضوع وعددا من الردود
وبذلك سأقدم شكري للأستاذ القدير بشير على هذا الموضوع
والذي سمح لنا ان نرى ان هذه العينة البسيطة من المجتمع (اصحاب الردود)
مما اوضح ان لكل منهم ردة فعل تجاه السجين التائب
مختلفة عن الآخر لها مايبررها
لن استعرض انواع ولا مبررات ردود الأفعال
ولكن ساشارك بالموضوع بفكرة بسيطة جدا ومتواضعة فأبد بإسم الله
خلق الله الخلق ليبتليهم بالخير والشر وبالسراء والضراء
وقدر عليهم اقدارهم ... وكتبها في اللوح المحفوظ
ثم كتب على نفسه الرحمة ....وتوعد من يحيد عن الصراط بالعذاب الأليم
كل هذه الأمور من المفروض انها تبعث في نفوس الناس رحمة وطمأنينة وخوف ورجاء
فعند تعاملهم مع السجين تحديدا
تذكر ان الله ابتلاه وعافاك ....
وتذكر ان الله حرمه من نعمة واعطاك اياها ....
تذكر ان الله رحيم وغفور وتواب ... فأرحم واغفر وتب ...
تذكر ان تاخذ بيد السجين الى مستقبل جديد وتنسى ماضيه ...
فكلنا لديه ماااضي ... لكن ستر الله ورحمته سترتك وفضحت السجين ...
السجين ... انسان ... يحس ويشعر ..ويحب ويبغض ... يغضب ويحلم ...
السجين ان لم تاخذ بيده صحبة صالحة ناصحة ... فسيكون المكان شاغرا لغيرهم
حقيقة كثير منا سجناء لأنانيتنا وغرورنا ...
وان لم نفعل ونقدم لسجنائنا خيراً ... فلنمنع شرنا عنهم ... وسيأخذ بيدهم خالقهم
كاتبنا القدير سليمان
حقيقة يحق لي أن اعتز بتكرمكم بهذه المشاركة القيمة المثرية
التي تراعي حاضر السجين التائب وتحتفي به وتأخذ بيده ليكمل مسيرة البناء
داخل مجتمع هو ابن بيئته وربيب عاداته وقالب صهرت فيه تقاليده
وهذا ما يدعم الثقة لدى العائد الجديد الذي برمج نفسه على حب الخير والسعي لكتساب الفضيلة 0
كم هو حري بالعقلاء أن لايكونوا عونا للشيطان على أخيهم
الذي خرج خجولا كسيرا وفي داخله فرحة عارمة لا يحدها نطاق ولا يسعها مكان
فصدم بالنظرة المجتمعية المحطمة0
مشكلة المجتمع أنه لا يؤمن بأمثلة يرددها كثيرا حينما يناقضها بموقف معادي في نفس الوقت
فكم سمعنا أن السجن للرجال
يا ما في السجن مظاليم
ثم إذا خرج السجين يلفظه المجتمع ويرشقه بأمثال أخرى مغايرة
هاهو خريج السجون 0
هذا من أرباب السوابق0
أنني يوم طرقت هذا الموضوع أردت أن لا نشمل السجين التائب
بذات الحكم الذي يصدق على العتاة المجرمين
الذي يجري دم الفساد في اوردتهم ويتجذر الشر في مخيلاتهم ويعشش فيها0
لماذا نجعل السجين التائب يسجن مرتين ويعاني مرارا
ثم نتركه في المرة الثالثه يسجن مشاعره الجياشه داخل قفصه الصدري
الذي يذكره بارتصاص أضلاعه صورة تلك القضبان الحديدية التي عايش واقعها الأليم
حتى أصبح يفقه جيدا تصريف مادة حبس واحتبس واحتباس وحابس ومحبوس
ويعلم العلاقة الطردية بينها وبين اليأس والبؤس
حتى بات لا يلام يوم صار يتوجس خيفة من كل كلمة أخرها حرف السين0
ليتنا نخف الوطئ ونترفق بالعائد الجديد0
بوركت أخي سليمان على هذه المداخلة التي جلت مكنون الفكر النير
الذي عرفتم به طرحا ورؤية ونهجا وكتابة
لكم خالص تقديري0
المفضلات