حوار مع "جدار"

إنعدام ثقافة الحوار

حينما تكون تتحدث وأمامك جدار فهذا شأن . .

ربما له سبب يحدده ذلك المتحدث أمام نفس الجدار ،

أما حينما تتحدث وأمامك إنسان جداري العقل

فهذا شؤم قد وقعت به أسأل الله أن يعينك عليه ويلهمك الصبر

والحلم و التؤده .

ما ألهمني كتابة هذا المقال هو بسبب


حوار دار بيني وبين أحد الأصدقاء القدامى حين شاءت الأقدار

أن نجتمع سويا ، بالحقيقه قد كان الحوار دائرا بينه و بينه


و لم أكن سوى شبه منصت أقذف بكلمه واحده بين كل مائة

كلمه وكلمه يحشوني أياها هو ،

بلا أي نصف فرصه ليرتد طرف حرفي

معانقا سيلا جارفا ممتلأ بالغث من كلماته ،

لقد دار الحوار بينه وبينه وبينه وبيني

مايقارب أكثر من ساعتان وهو يحاول بشتى الطرق

أن يكسوني بما لديه من علم

عن موضوع نقاشنا الدائر ويحاول جديا أن يجبرني على أن

أقتنع بفكرته بأي طريقه كانت .


لم أتذكر إلا مقولة برنارد شو حين قال
" لو أن الناس لم يتحدثوا إلا فيما يفهمونه لبلغ السكوت حداً لا يطاق "


هكذا كان حالنا حتى تظاهرت بأنني أقتنعت بفكره وفكرته

و إنني أصغي بكامل جوارحي و أنهمك بروعة تفكيره كي أرضي

غرور حواره

فلقد واجهت شخصاً متحجر الفكر

لايرضى بأن أنبس بأي حرف يخالف رؤاه

حول الموضوع لذا أحتفظت برأيي

في نهاية الأمر رافعاً راية المجامله بحنق يعتصر صدري

بهدوء ظاهر يبطن الحنق الشديد

من طريقة الحوار تلك .

إننا نواجه الكثير ممن يفتقد لأبسط مقومات ثقافة الحوار

و فن الإستماع للآخرين و هذا ديدن قديم لا أقبله

بصفتي غيور على هذا المجتمع بشكل عام . .

لقد واجهت ماواجهت و حصل ما حصل فلربما أخطأت

أنا و ربما أصبت فيما فعلت ولكن برأيكم إن كنت بمعمعة حوار

و أكتشفت أن الحوار أصبح مع جدار . . فماذا تفعل ؟



لكم خالص حياتي
قويعاني سكاكا