ابناء بلي جوهر الثقافه الاصيله
الخطاب الديني والخطاب الثقافي... القيادة لمن؟
تعاني الساحة المعاصرة من فوضى في الخطاب لا تكاد تخطئها عين ذي بصيرة وتبرز هذه الفوضى في الأزمات التي تمر بها المجتمعات الإسلامية ولنبدأ في تحرير القضية بإلغاء نظرة على عهده صلى الله عليه وسلم في ذلك الوقت كان هناك خمسة أنواع من الخطاب داخل الدائرة الإسلامية.
الأول: الخطاب الديني متمثلا في الوحي (القرآن الكريم وكلامه عليه الصلاة والسلام) وكان أبرز سمات ذلك الخطاب القدسية والمطلق أي أنه صواب مطلق وحكمة مطلقة وحكم مطلق.
الثاني: هو الخطاب الصائب وهو ذلك الذي يأتي متوافقا مع الخطاب الديني وكان رائده عمر بن الخطاب رضي الله عنه في موافقاته المشهورة في السيرة.
الثالث: هو الخطاب الخاطئ اجتهادا ويمثله آحاد الصحابة رضي الله عنهم في أطروحاتهم وآرائهم التي كان يصححها الوحي.
الرابع: الخطاب المنافق بريادة عبدالله بن أبي سلول ولهذا الخطاب سمات عامة تحتاج إلى مزيد من الإيضاح ولعله يكون في مقال لا حق.
الخامس: هو الخطاب المبتدع ويمثله نواة الخوارج في القصة المعروفة (اعدل يا محمد).
بعد هذا العرض يأتي السؤال عن طبيعة العلاقة بين الخطاب الديني وما عداه بسائر أطيافه؟ لقد كان الخطاب الديني هو المحكم وسواه وهو المتشابه الذي يعود إليه فيمارس الديني معه الموافقة أو التصحيح أو الرفض.
لننقل هذه الصورة بملامحها العامة إلى واقعنا المعاصر ونطرح هذه التساؤلات.
من الذي يجب عليه تمثيل الخطاب الديني؟
هل للخطاب الديني المعاصر الحق في ممارسة حقه المشروع - الإقصاء - مثلا للخطاب المنافق؟؟ هل يحق للخطاب الثقافي ندية الخطاب الديني على اختلاف المرجعية الفكرية؟
هل تقنين العلاقة وأد للإبداع أم ضبط للفكر؟
ماذا لو قال قائل: إن الرسول عليه الصلاة والسلام وهو قائد للدولة الإسلامية كان يجمع بين الخطاب الديني والخطاب السياسي؟
ماذا لو لم يحدث التآخي بين الديني والسياسي كما في كثير من الدول الإسلامية؟
هل نحن في اتجاه الضبط للواقع الديني - الثقافي بغية ترشيد الفكر أم نحن في منحدر الفوضى؟
هل سيأتي يوم يقال لنا فيه إذ كان الحلال رأياً فإن الحرام رأي آخر؟
الدكتور طارق علي العرادي - تبوك
المفضلات