صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 6 من 8

الموضوع: قصتي مع الرافعي.....عندما كنت طالباً في الجامعة

  1. #1
    عضو جديد
    تاريخ التسجيل
    27 - 11 - 2007
    المشاركات
    34
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي قصتي مع الرافعي.....عندما كنت طالباً في الجامعة

    عدت إلى غرفتي مثقلاً بالمتاعب .. وقد بلغ بي التعب والإعياء مبلغه .. كنت أشعر أنني أسحب الجبل من خلفي..بل قولوا إن سمح لكم الخيال أنني كنت أحاول زحزة برج جامعة الملك فهد للبترول والمعادن من مكانه من شدة ما أنا فيه من النصب .. لم أكن أتوقع أن حالي ستكون هكذا في ذلك اليوم بعد انقطاع عن الدراسة دام سبعة أشهر قضيتها في فترة التدريب العملي..
    نعود حيث كنا.. فتحت باب غرفتي و وجدت أمامي ما كنت أتمناه في تلك اللحظة.. بالطبع لم يكن زميلي في الغرفة.. وإنما فراشي..!!
    ألقيت بجسدي المنهك على فراشي وسقطت بكل ثـقـلي ممتداً لا أستطيع الحراك.. وحدث ما كان في خيالكم سابقاً أن برج الجامعة قد سقط معي ولكن سقوطه كان أخف من سقوطي..

    وبينما أن في ذلك السكون الذي خيم على المكان إذ بعيني اليمنى تنظر بخـفـية وحذر لكي لا تراها اليسرى .. تنظر و ترجع النظر كرةً أخرى إلى مكتبتي تتقنص الكتب وتنظر أيها تريد قبل أن تشعر بها عيني اليسرى التي لم تطق أن تختلس النظر ولو النظرة الأولى...

    استمرت عيني اليمنى بتكرار البصر في المكتبة وحدها تتقلب .. بين كتاب وآخر..وفجأة ودون أي مقدمات وقعت عيني على أحد تلك الكتب..وكان ذلكم الكتاب..

    صفوة المؤلفات الكاملة للأديب الكبير مصطفى صادق الرافعي..

    مددت يدي إليه وأنا مازلت ممتمداً على فراشي وأخرجته من المكتبة..طبعاً فراشي جنب مكتبتي..
    أخذته وأنا أحدث نفسي وأقول..آااااه منذ زمن لم أقرأ لك يارافعي..لقد غلبني الشوق والكتاب بين يدي..وقلت مرةً أخرى ..وأخيراً ..عدت إليك يارافعي ..فتحت الكتاب عشوائياً
    وحينها تفتحت عيني اليسرى وسبقت بالنظر اليمنى ووقعت على بيتين للرافعي يقول فيهما:

    ولما الـتقـينا ضمنا الحب ضـمةً
    بـها كل مافي مهجتينا من الحبِّ
    وشد الهوى صدراً لصدرٍ كأنما
    يريـد الهوى إنفاذ قـلبٍ إلى قـلبِ

    إنه مصطفى صادق الرافعي..أديب اللغة وفارس الكلمة وأمير الحرف..

    هو مصطفى: لأنه يصطفي من الحروف أنسبها ومن الكلمات أروعها ومن العبارات أبلغها .. تتراقص الحروف أمام قلمه مترقبةً أيها سيحوز شرف السبْق .. فيصطفيه مصطفى ليكون في مركز الحدث حيث تحدق العينان ويترجم العقل ذلكم التركيز برسالةٍ غريبة ألا وهي ابتسامة الإعجاب وتنصت من حولك قليلاً إذ تصفق له بكلتا يديك دون إرادة منك....هذا ماحدث معي..

    هو صادق: لأنك تشعر أن الكلمة خرجت من أعماق قلبه..وقد مكثت هنالك طويلاً حتى تخرج وتجد التصديق لأن الصادق مصدوق..صدقه نابع من إيمانه أن الكلمة هي السهم الذي يصيب به قلب من أراد.. سواءً أراد به الحياة أو أراد به القتل...


    هو رافعي: لأنه يرتفع بك في سمو العبارة و نقاء الفكر..يحلق بك في سماء الإبداع وكأنك طائر في فضاءٍ فسيح هو اللغة العربية بجمال كوكبها وضياء نجومها .. ويغوص بك حتى يوشك بك الغرق في أحشاء البحر يفتش لك عن الدرر واللآليء.. لا مايزين به المعصم والعنق بل ماتزين به لسانك وفكرك.. ومن أراد أن يتزين فليقرأ لمصطفى صادق الرفعي...

    لست هنا في مقام المدح والتبجيل وإنما في مقام تقديم الشكر والدعاء بالرحمة والرضا لذلكم الرجل الذي أفنى حياته وكرس علمه وفكره لخدمة لغة القرآن الكريم..ونافح بكل مايملك من قدرات دفاعاً عن اللغة في وجه من أراد أن يطمس معالمها في زمن تحتضر فيه..
    فحقٌ له علينا أن ننشر ما كتب لللإستفادة و الإفادة ...

  2. #2
    عضو جديد الصورة الرمزية محمد العصباني
    تاريخ التسجيل
    26 - 7 - 2007
    الدولة
    المملكة العربية السعودية
    المشاركات
    6,561
    معدل تقييم المستوى
    656

    افتراضي رد: قصتي مع الرافعي.....عندما كنت طالباً في الجامعة

    رحمه الله رحمةً واسعه .

    فعلاً كان منافحًا عن كتاب الله وخاصةً كتابه (تحت راية القرآن) والمتصدي للتيارات العلمانية والتغريبية المتجهه لبلاد المسلمين.

    أخي أبو ياسين . كل التقدير لك على هذا المقال والتذكير بمؤلفات الرافعي .

    سبحان الله / والحمد لله / ولا إله إلا الله / والله أكبر / ولاحول ولاقوة الا بالله
    .

  3. #3
    غير معرف ( اذهب لمنتدى الشكاوي وعرف بنفسك )
    تاريخ التسجيل
    6 - 2 - 2008
    العمر
    37
    المشاركات
    14
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي رد: قصتي مع الرافعي.....عندما كنت طالباً في الجامعة

    الله يرحمه ويسكنه فسيح جناته ..

    الآن مارح يفيده الا الدعـــاء له بالرحمه والمغفره ..

    وعــافااك اخوي على الطرح الرائع ..

    وتقبل مروري
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #4
    عضو جديد الصورة الرمزية مشعل العصباني
    تاريخ التسجيل
    4 - 5 - 2005
    المشاركات
    7,588
    معدل تقييم المستوى
    738

    افتراضي رد: قصتي مع الرافعي.....عندما كنت طالباً في الجامعة

    فعلا
    الرافعي كان أعجوبة زمانه

    رحمه الله

  5. #5
    كاتبة مميزة الصورة الرمزية عاصفة الشمال
    تاريخ التسجيل
    15 - 1 - 2006
    المشاركات
    6,828
    مقالات المدونة
    1
    معدل تقييم المستوى
    713

    افتراضي رد: قصتي مع الرافعي.....عندما كنت طالباً في الجامعة




    أجل هو كاتب فذّ و لغوي رائع خدم الأدب ..و دافع عن الأمة بمقالات عدة

    قد كان صادقًا عندما قال عن نفسه(( سيأتي يوم إذا ذُكر فيه الرافعي قال

    الناس : هو الحكمة العالية مصوغة في أجمل قالب من البيان ))


    مما قرأت له ( سبحان من علم آدم الأسماء كلها لينطق بها

    و علمك أنت من دون ابنائه و بناته السكوت ..

    و السلام عليك في أزلية جفائك التي لا تنتهي ..!!! )



    مع جزيل الشكر لكم .





    إنْ تَلَبَّسَ قَلَمِيْ فِيْ يَوْمٍ مَاْ رِدَاْء الأَنَاْنِيْةِ 00
    سَأَكْسُرُه00
    ( العَاصِفْة )

  6. #6
    عضو جديد
    تاريخ التسجيل
    27 - 11 - 2007
    المشاركات
    34
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي رد: قصتي مع الرافعي.....عندما كنت طالباً في الجامعة

    الإخوة الفضلاء:

    محمد العصباني
    جيسيكا ويدلعوني زليخــه
    الفتى العصباني
    عاصفة الشمال

    أرحب بكم بكل الود والمحبة وشرفني مروركم ...
    رحم الله الرافعي وجعل قبره روضة من رياض الجنة..
    لقد تأثرت كثير بالرافعي حتى أني أبحث عن كل مؤلف من مؤلفاته ولا أتركه حتى أسبر أغوراه وأتامل مفرداته..

    رحمه الله حيث قال::

    ((أنا لا أعبأ بالمظاهر والأعراض التي يأتي بها يوم وينسخها يوم اخر، والقبلة التي اتجه إليها في الأدب إنما هي النفس الشرقية في دينها وفضائلها، فلا أكتب إلا ما يبعثها حية، ويزيد في حياتها وسمو غايتها، ويمكن لفضائلها وخصائصها في الحياة، ولذا لا أمسّ‏ُ من الاداب كلها إلا نواحيها العليا، ثم يُخيّل إليّ دائماً أني رسول لغوي بُعثتُ للدفاع عن القران ولغته وبيانه، فأنا أبداً في موقف الجيش تحت السلاح، له ما يعانيه، وما يكلّفه، وما يحاوله ويعني به، وما يتحاماه ويتحفّظ فيه. وتاريخ نصرة، وهزيمته في أعماله دون سواها، وكيف اعترضت الجيش رأيته فنّ‏َ نفسه لا فنَّك أنت ولا فنّ‏َ سواك، إذ هو لطريقته وغايته وما يتأدّى به للحياة والتاريخ))

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
هذا الموقع برعاية
شبكة الوتين
تابعونا