لأنني لا أمسحُ الغبار عن أحذية القياصرة00 يشتمني الأقزامُ والسماسرةعُقٌولُ الرِّجالِ تحتَ أسِنّةِ أقلامِها![]()
أما كسرنا كؤوس الحبِ من زمنٍ
فكيف نبكي على كأسٍ كـســرناهُ ؟
رباهُ00 أشياؤه الصغرى تعذبني
فكيف أنجو من الأشياءِ00 ربّاهُ ؟
هنا جريدتُهُ في الركن مهملة.
هنا كتابٌ معاً0 كنّا قرأناهُ
على المقاعدِ بعض من سجائرهِ
وفي الزوايابقايا من بقاياهُ
براعة شاعر و ناقد ..
إليكم نموذج لنقد النابغة الذبياني لبيت حسان بن ثابت في سوق عكاظ
وكان حسان رضي الله عنه يفتخر بقوله لهذا البيت وسأل النابغة رأيه الذي جاء
مُخيبًا لظنه رضي الله عنه.. حيث قال حسان يفتخر بقومه : :
لنا الجفنات الغر يلمعن بالضحى *** وأسيافنا يقطرن من نجدة دما
ولدنا بني العنقاء وابنّي محرق *** فأكرم بنا خالا وأكرم بنا ابن ما
فقال له : يا بني إنك قلت لنا الجفنات فقللت عددك , وقلت يلمعن بالضحى
ولو قلت في الدجى لكان أفخر , لأن الضيفان يكثرون بالليل ,
وقللت عدد أسيافك وقلت يقطرن ولو قلت يجرين لكان أكثر للدم ,
وفخرت بمن ولدته , ولم تفخر بمن ولدك...
فاندهش حسان رضي الله عنه من براعة النابغة النقدية ..
إنْ تَلَبَّسَ قَلَمِيْ فِيْ يَوْمٍ مَاْ رِدَاْء الأَنَاْنِيْةِ 00سَأَكْسُرُه00( العَاصِفْة )
و بما أننا في النقد بودي أن اسألكم عن النقد الذي وجه
للشاعر / أحمد شوقي .. بقوله //
رمضان ولى هاتها ياساقي***مشتاقة تسعى إلى مشتاق ..!!
و بما برأ نفسه منه..؟؟؟
إنْ تَلَبَّسَ قَلَمِيْ فِيْ يَوْمٍ مَاْ رِدَاْء الأَنَاْنِيْةِ 00سَأَكْسُرُه00( العَاصِفْة )
النقد الذي وجه لأحمد شوقي هو أنه تحدث عن الخمر وكأنه فرح بانقضاء رمضان للرجوع لممارسة شرب الخمر , وقد يكون برّأ نفسه بأن يقول أنه ليس شاربا للخمر وإنما هو يتكلم على لسان شاربي الخمر. وقد عارضه أحد الشعراء بقوله:
رمضانُ ودَّع وهـو فـي الآمـاق***يا ليتـه قـد دام دون فـراقِ
مـا كـان أقصَـرَه علـى أُلاَّفِـه***أحبَّـه فـي طـاعـةِ الـخـلاق
زرع النفـوسَ هدايـةً ومحـبـة***فأتـى الثمـارَ أطايـبَ الأخـلاق
«اقرأ» به نزلتْ، ففاض سناؤُهـا***عطرًا علـى الهضبـات والآفـاق
ولِليلـةِ القـدْر العظيمـةِ فضلُهـا***عن ألفِ شهـر بالهـدى الدفَّـاق
فيهـا الملائـكُ والأميـنُ تنزَّلـوا***حتـى مطـالـعِ فجـرِهـا الألاق
في العامِ يأتـي مـرةً .. لكنّـه ..***فاق الشهورَ بـه علـى الإطـلاق
شهرُ العبـادةِ والتـلاوةِ والتُّقَـى***شهـرُ الزكـاةِ، وطيـبِ الإنفـاق
لا يا أمير الشِّعر ما ولَّـى الـذي***آثـاره فـي أعمـقِ الأعـمـاق
نـورٌ مـن اللهِ الكريـمِ وحكمـةٌ***علويـةُ الإيـقـاعِ والإشــراق
فالنفسُ بالصوم الزكـي تطهـرتْ***مـن مأثـم ومَجانـةٍ وشـقـاقِ
لا يا «أميرَ الشعر» ليـس بمسلـمٍ***مَن صامَ فى رمضانَ صومَ نفـاقِ
(الله غفـار الذنـوب جميعـهـا)***إنْ كان ثَمّ من الذنوبِ بواقـي
عجبًا!! أيَضْلَع في المعاصِي آثـمٌ؟***لينـالَ معفـرةً.. بـلا استحقـاقِ
أنسيتَ يومَ الهـولِ يـومَ حسابِـه***حينَ التفاف الساقِ فوقَ السـاقِ؟
لا يا «أمير الشعر» ما صام الـذي***رمضانُـه فـي زُمْـرة الفـسَّـاق
لا يا «أمير الشعر» ما صام الـذي***منع الطعام، وهمـه فـي الساقـي
من كان يهوى الخمرَ عاش أسيرَها***وكأنَّـه عبـدٌ بــلا .. إعـتـاق
الصومُ تربيةٌ تـدومُ مـع التُّقَـى***ليكونَ لـلأدواءِ أنجـعَ راقـي
هو جُنةٌ للنفـس مـن شيطانِهـا***ومن الصغائرِ والكبائرِ واقـي
الصومُ – يا شوقي إذا لم تـدْرِه –***نورٌ وتقْوى وانبعـاثٌ راقـي
واسمع – أيا من أمَّروهُ بشعـره –***ليـس الأميـرُ بمفـسـدِ الأذواق
إن الإمـارةَ قــدوةٌ وفضيـلـةٌ***ونسيجُهـا مـن أكـرمِ الأخـلاق
والشعرُ نبضُ القلبِ فـي إشراقِـهِ***لا دعـوةٌ للفسـقِ .. والفسَّـاق
والشعر من روح الحقيقـة ناهـلٌ***ومعبِّـرٌ عـن طاهـرِ الأشـواقِ
فإذا بَغَـى الباغـي بـدتْ كلماتُـه***كالساعِـرِ المتضـرِم .. الحـرَّاق
وإذا دعتْه إلـى الجمـال بواعـثٌ***أزْرى على زريابَ أو إسحـاقِ
لكنّه يبقـى عفيفًـا .. طاهـرًا ..***كالشّهدِ يحلـو عنـد كـلِّ مـذاق
رمضانُ – يا شوقى - ربيعُ قلوبنا***فيها يُشيـعُ أطأيـبَ الأعبـاق
إن يمْضِ عشنـا أوفيـاءَ لذكِـره***ويظـلُّ فينـا طيّـبَ الأعْــراق
لأنني لا أمسحُ الغبار عن أحذية القياصرة00 يشتمني الأقزامُ والسماسرةعُقٌولُ الرِّجالِ تحتَ أسِنّةِ أقلامِها![]()
أما كسرنا كؤوس الحبِ من زمنٍ
فكيف نبكي على كأسٍ كـســرناهُ ؟
رباهُ00 أشياؤه الصغرى تعذبني
فكيف أنجو من الأشياءِ00 ربّاهُ ؟
هنا جريدتُهُ في الركن مهملة.
هنا كتابٌ معاً0 كنّا قرأناهُ
على المقاعدِ بعض من سجائرهِ
وفي الزوايابقايا من بقاياهُ
إجابة صحيحة أخي الكريم ... إنما أريد أن أضيف لإستنكاره شرب الخمر
في تبرئته لنفســـــــه ..
أنه قال هذا البيت و ضحك ثم قرأ : قوله تعالى (( والشعراء يتبعهم الغاوون *
ألم تر أنّهم في كل وادٍ يهيمون * وأنّهم يقولون مالا يفعلون )) الشعراء آية (226)
و كأنه أراد أن يتدارك هذا العيب ..
و تأكيد بأنه يقول مالايفعل (شرب الخمر) كما في البيت ..
إنْ تَلَبَّسَ قَلَمِيْ فِيْ يَوْمٍ مَاْ رِدَاْء الأَنَاْنِيْةِ 00سَأَكْسُرُه00( العَاصِفْة )
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات