كان أبو القاسم الشابي ضعيف البنية نحيف الجسم مديد القامة ،

ثم زاده المرض في إبان النمو الطبيعي نحولاً وضعفاً.

وكذلك كان ذكياً حاد الذهن سريع الانفعال. وكان فوق ذلك رضي الخلق

بشوشاً قانعاً بما وصل اليه من عرض الحياة الدنيا. متواضعاً خجولاً كثير

التسامح في معاملة أصدقائه وخصومه ، رقيق الطبع لطيف المعشر خافت الصوت

عند التحدث ، قليل التكلف في حياته الخاصه وحياته العامه.


وقد كانت تعلو وجهه دائماً مسحه من الكآبة والوجوم ، برغم المرح الذي

كان يحاول اصطناعه في جميع الأحوال والأحيان.



ذكر الخليوي انه زار الشابي مرة برفقة مصطفى خريف فلقيا منه ملاطفه

وإيناساً برغم انه كان في ذلك الحين يصارع الموت ويغالب الآم النزع...


و يتجلى لنا حزنه و ألمه هنا ...



ليـت لـي أن أعيـش فـي هــذه الدنـيـا

ســعيــداً بــوحــدتــي وانفــرادي

أصرف العمر في الجبال وفـي الغابـات

بـيــن الــصــنوبـر المـــيّـادِ

ليس لي من شواغل العيش ما يصرف

نـفـســي عــــن اسـتـمــاع فــــؤادي

أرقـــب الــمــوت والـحـيــاة و اصــغــي

لحـديــث الآزال والآبــاد

وأُغـنّــي مـــع الـبـلابـل فـــي الـغــاب

وأُصــغــي إلى خـرير الـوادي

وأُنـاجـي الـنـجـوم و الـفـجـر و الأطـيــار

والــنهـــر و الــضيـاء الـهـادي..!!