الأخت الفاضلة: عاصفة الشمال

ليس بوسعنا أن نضيف مايجاري قلمكم المبدع لأنه كما قيل : لاعطر بعد عروس.

ولكن أود أن أضيف شيئا يتعلق ببيت أبي القاسم الذي يقول فيه:

إذا الشعب يوما أراد الحياة نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي فلا بد أن يستجيب القدر

ففي هذا البيت مخالفة شرعية , وانحراف في الإيمان بالقدر , إذ أنه جعل استجابة القدر لابد منها ( عنوة ) وخاصة إذا الشعب أراد الحياة وكافح , ولكن قد يريد الشعب الحياة أحيانا ولكن القدر لايستجيب لأنه من أمر الله وغيبياته.

وإليكم مايختص ببعض مخالفات الشعراء للشرع:

من مخالفات الشعراء للشرع:
1ـ دعاء غير الله ، ومنه قول البوصيري:
يا أشرف الخلق ما لي من ألوذ به سواك عند حدوث الحادث العمم
2ـ الغلو في الصالحين:
فإن من جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم
3ـ سب الدهر والزمان:
أشاب الصغير وأفنى الكبير كر الغداة ومر العشي
رماني الدهر بالأرزاء حتى فؤادي في غشاء من نبال
وكنت إذا أصابتني سهام تكسرت النصال على النصال
لحا الله ذي الدنيا مناخا لراكب فكل بعيد الهم فيها معذب
4ـ الانحراف في الإيمان بالقدر:
إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر
ولا بد لليل أن ينجلي ولا بد للقيد أن ينكسر
5ـ الانحراف في الولاء والبراء:
هبوني عيدًا يجعل العرب وحدة وسيروا بجثماني على دين برهم ( )
6ـ في الممدوح:
ما شئت لا ما شاءت الأقدار فاحكم فأنت الواحد القهار
لو يسمعون كما سمعت حديثها خروا لعزة ركعا وسجودا ( )
7ـ القدح في حكمة الله تعالى:
يد بخمس مئين عسجد وُدِيَت ما بالها قطعت في ربع دينار
8ـ التعيير والهجاء، وهو إما أن يكون التعيير بالنسب أو بالوالدين ، ومنه:
ما أنصف القوم ضبة وأمه الطُّرُّطُبَّــة
وما يشق على الكلب لأن يكون ابن كلبة
قوم إذا استنبح الأضياف كلبهم قالوا لأمهم بولي على النار
فتمنع البول شحاً لا تجود به ولا تبول لهم إلا بمقدار
وإما أن يكون لشكل المهجو كلونه أو تركيبة جسمه، ومنه قول القائل:
قل لعباس أخينا يا ثقيل الثقلاء
أنت في الأرض ثقيل وثقيل في السماء ( )
وقيل للعجاج:إنك لا تحسن الهجاء، فقال: إن لنا أحلاماً تمنعنا من أن نظلم، وأحساباً تمنعنا من أن نُظلم. وهل رأيت بانياً لا يحسن أن يهدم . ولما هجا الحطيئة الزبرقان بن بدر سجنه عمر رضي الله عنه، فاستعطفه بأبيات وشفع له ابن عوف وعمرو بن العاص رضي الله عنهما فأخرجه عمر وهدده بقطع لسانه إن عاد يهجو أحدًا ( ).
9ـ الاقتباس من آية كريمة في معنى هزل، ومنه قول ابن النبيه:
قمت ليل الصدود إلا قليلا ثم رتلت ذكركم ترتيلا
قال الثعالبي: نعوذ بالله من ذلك فإنه في الشرع من موارد الكفر وإن كان الشعر من دقائق السحر ( ).
10ـ الحلف بغير الله:
فلا وأبيك ما في العيش خير ولا الدنيا إذا ذهب الحياء
11ـ مدح ما ذمه الشرع:
دع عنك لومي إن اللوم إغراء وداوني باللتي كانت هي الداء
خليلي َّ قد طاب الشراب المورد وقد عدت بعد النسك والعود أحمد
رمضان ولى هاتها يا ساقي مشتاقة ترنو إلى مشتاقِ
12ـ لتغزل والتشبيب بما لا يحل من النساء والغلمان،وقد أوعد عمر بن الخطاب ? من يشبب من الشعراء عقوبة، فأخذ حميد بن ثور الهلالي يشبب بالسرحة تورية وإنما يريد امرأة، ومما قال حميد:
أقول لعبدالله بيني وبينه لك الخير خبرني فأنت صديق
تراني إن عللت نفسي بسرحة من السرح موجودًا علي طريق ( )
13ـ التفاخر بالأحساب، وأمثلته أكثر من أن تحصى، ويرجع سبب ذلك: إلى الإعجاب بالنسب أو بشرف الآباء،ولو تفكر العبد لوجد أن الناس كلهم ولد آدم الذي خلقه الله تعالى بيده وأسكنه جنته وأسجد له ملائكته وما أقل نفعه قيهم وفيهم كل عيب وكل فاسق، والعامة تقول في أمثال هذا المعجب بآبائه: كالخصي يُزهـى بذكر أبيه، وأبو لهب من هو في قربه وشرف نسبه ولم ينفعه ذلك، وأبو إبراهيم وابن نوح لم ينفعهما شرف نسبهما وقربهما من أنبياء الله. والإعجاب بالنسب لا يدفع جوعا ولا يستر عورة ولا ينفع في الآخرة، فهو بحق ضعف عقل وقلة دين.( ) وقد قال شيخ الإسلام: فإن كان الرجل من الطائفة الفاضلة فلا يكون حظه استشعار فضل نفسه والنظر إلى ذلك فإنه مخطئ في هذا لأن فضل الجنس لا يستلزم فضل الشخص، فرب حبشي أفضل عند الله من جمهور قريش( ). وقد روى ابن عمر ? قال: قال صلى الله عليه وسلم :" فتنة الأحلاس هرب وحرب ثم فتنة السراء دخنها من تحت قدم رجل من أهل بيتي يزعم أنه مني وليس مني وإنما أوليائي المتقون..." ( )، فشرف النسب لا يدل على شرف الشخص.
أسأل الله أن يجعلنا مفاتيح للخير مغاليق للشر والحمد لله رب العالمين.