اشكرك اخوي ابو نادر علي المرور الكريم
والحقيقة ان العرب يدورون في فراغ ما داموا على ما هم فيه، وسيبقى كتابها ومثقفوها يلعقون ويبتلعون تفاؤلاتهم ويستترون عن الأعين لعدم صحة توقعاتهم. القمة العربية في شرم الشيخ ليست حاسمة وليست تاريخية وليست على مستوى المسؤولية ولن تساهم في تقدم الأمة العربية أو مواجهة التحديات أو ردع الأعداء أو تخويفهم، وهي كغيرها من القمم التي خيبت الآمال وكثر فيها المنمق من الكلام غير المتبوع بحسن الأفعال. وإذا كان لأحد أن يبحث فيما كتبته أقلام العرب أو صرحت به الأفواه حول قمم سابقة فإنه لن يجد عناء في التأكد من التكرار لآمال لا تستند على فكر وعلم بقدر ما تستند على تمنيات ثبت أنها بعيدة المنال.
في بعض لحظات «الإحباط» أرى أمتي كتلة متسخة من اللحم يدحرجها أصحاب المصالح في طرقات الأمم ويعفرها بعض أبنائها بالتراب وهم يركضون أمام أصحاب المصالح أولئك ليدلوهم على مكب نفايات اللحم المتفسخ لقاء ما يعطونهم إياه من فتات.
إذا كان لنا أن نتعلم من تاريخنا فلنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة. كان محمد بن عبد الله رسولاً مؤيداً من الله سبحانه وتعالى ولكنه لم يستأثر برأي ولم يستبد ولم ينهب خيرات الأمة أو أموال الناس، وكانت الأمور مفتوحة أمام أبناء الأمة وخالية من الدسائس والتآمر والإرهاب. وعلى الرغم من إمكانية الاستناد على السماء إلا أنه عمل على ترسيخ منهج الشورى والاستنارة بالرأي. لقد حرص عليه السلام على تفاعل الآراء لأن في ذلك حيوية الأمة المليئة بالنشاط والأخذ والرد والجدل والنقاش، وفي ذلك في النهاية الصواب وتحمل المسؤولية عن طيب خاطر. ولنا في السيرة النبوية أمثلة كثيرة على الأخذ بآراء واجتهادات. ولم يخف الله سبحانه وتعالى عدم صواب الرأي بخصوص الأسرى وليس في ذلك ما ينتقص من قدر النبوة أو شأن الرسول. اكتسبت الأمة قوة عظيمة وعزة عندما صدق القائد مواطنيه وعندما بادله مواطنوه الصدق والغيرة على الأمة، ولو لم يكن القائد قدوة لضاع الرجاء وتبدد الأمل.
المفضلات