لا تحزن ما دمت مؤمناً بالله
المقدمة :
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على رسوله الأمين، هادي البشرية ومنقذ الإنسانية، وعلى اله وصحابته الذين حملوا لواء الدعوة إلى الله فرفعوا راية الإسلام خفاقة في المشرق والمغرب حتى علت كلمة الله، وعلى من اهتدى بهديه واستن بسنته ودعا بدعوته إلى يوم الدين.
أما بعد:
هذا الكتاب إلى كل من له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، إلى القلب الذي ينزف دما ويبحث عن الطمأنينة، إلى العين التي تسكب الدمع وتبحث عن السكينة، إلى دعاة الصلاح والفلاح والنجاح إن أعظم أسباب السعادة والهدوء والسكينة وانشراح الصدر : فتح باب الأمل والتفاؤل والفرج ؛ ولا يكون إلا بتحقيق الإيمان بالله رب العالمين والعمل الصالح ، وفي هذين العنصرين تكمن السعادة في الحياة الدنيا والآخرة.
( لا تحزن واعرف هذه الحقيقة )
لقد خلق الله الإنسان لحياة خالدة باقية ، وان الدنيا هي دار عبور وممر لتلك الدار الباقية، هذه الحقيقة حين تستقر في نفس المؤمنة وفي قلب المؤمن الموصول بالله يصاحبه الشعور بالمسؤولية عن كل يفعل أو يترك.
(لا تحزن لان الأعمال بالخواتيم)
عن أبي عتبة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا أراد الله بعبد خيرا عسله؟ قالوا: وما عسله؟ قال: يوقفه لعمل صالح ثم يقبضه عليه)
وهؤلاء منهم من يوقظ قبل موته بمدة يتمكن فيها من التزود بعمل صالح سيختم بها عمره.
( لا تحزن ما دام بيتك ممتلئا سعادة ونورا )
أخي الحبيب هل تأملت ، هذه هي حياتهم ، لكنهم يشعرون أن بيتهم قد امتلأ سعادة وحبورا ونورا وسرورا ، إن قلوبهم تعيش البادئ الحقة التي بعث بها الرسول (صلى الله عليه وسلم) ولان الدنيا كانت في أيديهم ولم تكن في قلوبهم.
أين سعادة قارون ، وفرح وسرور وسكينة هامان فالأول مدفون والثاني ملعون . بل إن السعادة كانت عند بلال وسلمان وعمار .(أولئك الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا ونتجاوز عنهم سيئاتهم في أصحاب الجنة وعد الصدق الذي كانوا يوعدون ).
( لا تحزن لأنك في خير مادمت تتكلم بأحسن الكلام )
لا احد أحسن كلاما وطريقا وحالا ممن دعا الناس إلى طاعة الله وطاعة الرسول (صلى الله عليه وسلم) وذالك بتعليم جاهلهم ووعظ غافلهم ونصح معرضهم ، ومجادلة مبطلهم، بالأمر بعبادة الله بجميع أنواعها .
( لا تحزن ما دمت تحب للمؤمنين ما تحب لنفسك)
ينبغي للمؤمن أن يحب للمؤمنين ما تحب لنفسه، ويكره لهم ما يكره لنفسه، فان رأى من أخيه المسلم نقصا في دينه اجتهد في إصلاحه، فلا يكون المؤمن مؤمنا حقا حتى يرضى للناس ما يرضاه لنفسه.
( لا تحزن ما دمت مستجيبا لله وللرسول ( صلى الله عليه وسلم )
قال الله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله ولرسوله إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وانه إليه تحشرون )
فالحياة الحقيقة الطيبة : هي حياة من استجاب لله ورسوله ظاهرا وباطنا ؛ فهولاء هم الأحياء وان ماتوا ، وغيرهم أموات وان كانوا إحياء الأبدان ولهذا كان أكمل الناس حياة اكلمهم استجابة لدعوة الرسول (صلى الله عليه وسلم )فان كل ما دعا إليه ففيه الحياة .
( لا تحزن واستعن بالله ولا تعجز )
عن أبي هريرة( رضي الله عنه ) قال: قال الرسول الله صلى الله عليه وسلم ( المؤمن القوي أحب إلى الله من المؤمن الضعيف ، وفي كل خير، احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز، وإذا أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا كان كذا ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فان لو تفتح عمل الشيطان)
ولذالك تجد الناس يسخطون من القضاء والقدر لأنه عجزة لا يقومون بما طلب الله منهم،أما المؤمن الصادق: فموقفه من القضاء والقدر يدور حول مقامات:
أن يؤمن انه من عند الله
أن يشكر الله على النعمة
أن يحمد الله
(لا تحزن واعلم أثقل ما يوضع في الميزان)
عن أبي سعيد ألخدري (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : (قال موسى : يارب علمني شيئا أذكرك به ، وادعوك به؟ قال : قل يا موسى، لا اله إلا الله قال: يارب كل عبادك يقول هذا قال: قل: لا اله إلا الله ، قال: إنما أريد شيئا تخصني به، قال: يا موسى: لو أن أهل السماوات السبع والارضين السبع في كفة ولا اله إلا الله في كفة مالت بهم لا اله إلا الله).
(لا تحزن لان البلاء في صالحك )
اعلم أن البلاء والأمراض وغيرها من المؤذيات التي تصيب المؤمن ويصبر عليها تكون سببا لتطهيره من الذنوب ولذلك جاء في حديث النبي (صلى الله عليه وسلم) ما يؤكد ذلك .
عن أبي سعيد وأبي هريرة (رضي الله عنهما) عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال
ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولاحزن ولااذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه)
المفضلات