هذه اضافة من احد الاخوان تؤيد كلامك يا أخي محمد
قال تعالى :
{ إن المصدقين والمصدقات وأقرضوا الله قرضا حسنا يضاعف لهم ولهم أجر كريم }
سورة الحديد
وهذه قصة اضافية
من شريط :
صانعات المآثر للشيخ خالد الصقعبي
تقول صاحبة القصة :
اسمعوني ولا تعجبوا ، فلي مع الصدقة شأنٌ عجيب ، إنني أعيش معها حياة الراحة واللذة والسعادة ، كم أحبها ، لا أعلم شيئاً يأنس الإنسان بتفريقه إلا الصدقة ، فأنسنا معشر الناس في الجمع لا التفريق..
لكنني مع الصدقة أجد الأمر بخلاف ذالك ، أنا لستُ بصاحبة أرصدة في البنوك ، وأسرتي ليست بذات الثراء ، حتى تسد حاجتي ، نعم ، أنا طالبة في الكلية ، قد تتعجبون لتقولوا بعد هذه المقدمة ، من أين لكِ المال ؟؟
لأقول لكم : إنها مكافأة الكلية على قلتها ، فأنا بحاجة إلى ما تحتاجه كل فتاة من ملابس ، ومذكرات ومصروف يومي ، وغير ذالك من متطلبات الفتاة ، إلا أن حبي للصدقة نحر كل رغبات الحياة ، نعم في نهاية كل شهر أنتظر هذه المكافأة على أحر من الجمر ، لدي قائمة لأسماء بعض الأسر الفقيرة ، أقتسم أنا وإياهم هذه المكافأة ..
نعم ، والله لقد كنتُ أقتفي أخبار اليتامى والمساكين ، كما يقتفي العطشان أثر الماء ، والذي نفوس الخلائق بيده ، إنني لا أملك نفسي إذا جاءني مسكين يمد يده ، أشعر حينها باضطراب حتى أسد خلته ، لقد استلفتُ في يوم من الأيام مبلغ من المال ، لأسدد إيجار منزل أسرة فقيرة ، وما كنت أعلم أن ورائي سوى هذه المكافأة ، في يوم من الأيام جاءتني مسكينة تمد يدها ، فلم أجد ما أعطيها إياه ، ضاقت علي الأرض بما رحبت ..
لجأتُ إلى ربي قائلة : يا الله ، قلبتُ نظري في سيرة القدوة والأسوة محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ،فإذا في سيرته أنه كان إذا عرض له محتاج آثره على نفسه ، تارةً بطعامه ، وتارةً بلباسه ..
وحينما وصلتً إلى هذا الحد ، تذكرتً ثوباً متواضعاً كنتً قد قمتً بتجهيزه لزواجِ أخي ، فسارعت إلى بيعه ثم قمتُ بدفع ثمنه كاملا لهذه السائلة ، كنتُ أعلم أن من سيرته عليه الصلاة والسلام ، أنه ربما نزع رداءه وتصدق به ، تمنيتُ حينها أن لو كنتُ ارتديتُ هذا الثوب ، لأنزعه لهذه المسكينة حتى تكتمل صورة الإقتداء ...
عمدتُ بعد ذالك إلى ثوبٍ من ثيابي السابقة ، ولبسته في زواج أخي ، وكنتُ أنظر إلى الفتياتِ في الحفل وأقول : آه لو ظفرتُ بثوبٍ من هذه الثياب ، لا لأرتديه ، ولكن ، حتى أبيعه وأتصدق بثمنه ..
لقد كنتُ أستلم مصروفي اليومي من والدي ، ثم أختلس لقيمات من إفطار البيت وآكلها ، ثم أتصدق بمصروفي ، ولا أذكر أنني تخلفتُ عن ذالك يوماً واحدا ، أقسمُ لكم بالله أني أجدُ لذةٍ لذالك لا تعادلها لذّة .
حتى تقول : هذه هي حكايتي مع الصدقة ، فأينكم يا أرباب الأموال ؟؟
جربوا هذا الطريق حينها ستجدون سعادةً هي أعظم من سعادة كثرة المال ..
اسال الله ان ينفعنا بما قرأنا
وسمعنا
ولكم تحياتي
المفضلات