وها أنا أعود لهذا النص المميز .
أخي بندر لعلك تلتمس لي العذر بسبب بعض الظروف الطارئة التي يمر بها عمي ولملازمتي له بالمستشفى . وأعتذر عن تأخري للرد .
أخي بندر نحن نتقن مسألة تحميل الأخطاء للآخرين أنا لا أنكر أن على الدولة الإسلامية أن تهتم بكل شبر يخضع للخلافة الإسلامية وأن لاتهمله على حساب بلد آخر .
وأما بالنسبة لإهمالها للجزيرة العربية فمن الطبيعي أن نتساءل لماذا لم تخضع للإستعمار وإنما طال مصر وبلاد الشام . الحقيقة والإجابة تكمن في طبيعة الأرض وتوفر موارد الحياة فلا توجد في الجزيرة العربية آنذاك وحتى اليوم أنهارٌ أوطبيعة تستدعي إهتمامًا زائدًا عن بقية البلاد الأخرى .
إذن فمن الطبيعي أن لاتلاقي الإهتمام التي تصرفه الدولة للواحات الغنّاء والأراضي الخضراء الخصبة . من نشرٍ للعلم ودعمٍ للعلماء وإنشاء دور التعليم ومتابعتها بالمعلمين .
النقطة الثانية ويوم عرفنا طبيعة ارض الجزيرة العربية فماذا نريد أن تخرج لنا هذه الأرض الجدباء من نتاج فكري وأدبي . حقيقةً هناك نتاج ولكنه (شعبي) (على قد الحال) تفرزه ضغوطات الحياة القاسية والإشكال كل الإشكال في تدوينه .
فلجميع مشغول طوال يومة في الكد والتعب على من يعول وحمايتهم أيضًا فلا تجد إحتكاكهم إلا مع قباءل لاتختلف عنهم كثيرًا كما أن البحث وطلب الرزق حدا بهم لأن يقتتلوا من أجل تأمين لقمة العيش .وانتشار الجهل أيضًا له دورٌ فعال فيها . بخلاف بلاد الشام كما قلنا فالتمدن حول المناطق الصالحة للسكن وقبل ذلك للحياة يجعل سكانها يتفرغون لطلب العلم والتنور منه بخلاف سكان الجزيرة العربية .
هذا ما اردت أن أوضحه من ربط للمسكن والموطن في عملية التفرغ للأدب وانتاجه .
أجزم أنني لم آتي بما أناراضٍ عنه ولكن لأنني قرأت ردك وأثارني كي أرد .
كل المحبة والتقدير على هذا الإبداع .
والسلام عليكم
المفضلات