بقدر ما أثار استطلاع زوغبي انترناشيونال الأخير زوابع صفراء من التشكيك والنواح بقدر ما كشف وهتك ستر الكثيرين ممن يتشدقون بالعلم والمعرفة بدءاً بالكتاب والاعلاميين وانتهاء بأساتذة الجامعات.
سنتجاوز عن التشنج والنواح الذي كان عليه البروف طيلة اللقاء الى مساءلة الحقيقة العلمية التي كان يروج لها البروف، وهل يحمل كلامه أي مصداقية علمية.
السؤال كان ببساطة: هل حجم العينة التي استخدمتها شركة زوغبي كاف بالمقاييس الاحصائية العلمية؟
يقول البروف العقيل إن 2500 هو عدد قليل وغير كاف وهذا قمة التجني على العلم وقمة الجرأة في نشر الجهل عبر وسائل الاعلام، فأساسيات علم الاحصاء والبرامج الاحصائية من كبرى الشركات العالمية تثبت بالدليل القاطع أن عينة عشوائية من 2500 مشارك تكفي لدراسة مجتمع يبلغ سكانه ال 22 مليون وبنسبة خطا لا تتجاوز 2 % كما سيرى القاريء حيث قمت باستخدام جداول احصائية الكترونية من مواقع 4 شركات أميركية متخصصة في الاحصاء وأظهرت جميعها ذات النتيجة وهي ان عينة يبلغ حجمها 2500 هي أكثر من كافية لتمثيل المجتمع السعودي احصائياً.
فقد أظهرت البرامج الاحصائية الاليكترونية لشركات مثل كرييتف ريسرش سيستمز و راو سوفت انك و ماكور انك و أميركان ريسيرش قروب أن حجم هذه العينة يعطي نتائج موثقة احصائياً بنسبة 95% وهو المعدل الذي يستخدمه معظم الباحثين العلميين والذي تشترطه المجلات العلمية المحكمة للنشر مثل مجلات نيتشر وساينس وغيرهما.
انظر مواقع الشركات المذكورة:
http://americanresearchgroup.com/sams.html
http://www.surveysystem.com/sscalc.htm
http://www.ezsurvey.com/samplesize.html
http://www.macorr.com/ss_calculator.htm
وبإمكان القاريء الذهاب مباشرة الى مواقع تلك الشركات والتأكد بنفسه من مصداقية شركة زوغبي التي ذكرت من البداية أن نسبة الخطأ لا تتجاوز 2 % وان حجم العينة مناسب لتعداد المجتمع السعودي.
إن مقولة إن حجم العينة صغير وغير كاف هي إذاً مقولة متهافتة ولا تصمد أمام المنهج الاحصائي العلمي كما أثبتنا وبالصور، ولا أدري كيف سمح بروف العقيل لنفسه بنشر جهله على الهواء مدعماً جهله بمعلومة رددها كثيراً وهي اشرافه على الكثير من طلاب الماجستير والدكتوراة وكأن هذا يعفيه من المساءلة العلمية!!، وليت العقيل كان أذكى قليلاً ليتساءل مثلاً هل تم الاتصال بالمشاركين في الاستطلاع أثناء الدوام الرسمي أو بعده حتى يجد مخرجاً لاثبات أن هناك حيوداً أو Bias حصل في انتقاء العينة اذا ما ثبت على سبيل الافتراض فقط أن الاتصال كان وقت الدوام الرسمي وانه تم تجاهل الموظفين!
أن يقوم العقيل وهو الأستاذ الجامعي بالسخرية من شركة زوغبي العالمية لاستطلاعات الرأي واتهامها ببيع الاحصاء الأخير فهو حقاً أمر مثير للضحك فهو إما أنه يشكك في نزاهة الشركة وعليه أن يتحمل التبعات القانونية لذلك ، وإما انه يريد أن تقوم الشركة بذلك مجاناً وهي شركة استطلاعات رأي ربحية في الأساس. ولا أدري ماذا يقول الساخرون من شركة زوغبي اذا ما علموا أن قائمة عملاء الشركة تضم شركة مايكروسوفت العملاقة و هيئة الاحصاءات العامة للحكومة الأميريكية وغرفة التجارة الأمريكية ومنظمة الأمم المتحدة ووزارة العمل الأمريكية ووكالة أنباء رويتر فهل تحتاج زوغبي انترناشيونال الى تصديق مصداقيتها واحترافيتها من جديد في مكاتب عميد كلية الآداب البروف العقيل الذي تقع جامعته بكل أسف في أدنى المراتب العالمية على مستوى البحث العلمي!!
إن مأزق العقيل اذا ما أحسنا الظن يبدو في خلطه بين استطلاع الرأي وبين البحث الأكاديمي المعمق فهو يعامل استطلاعات الرأي معاملة بحوث الدكتوراة من حيث نقد المنهج وطرق جمع العينات وهي ممارسة خاطئة وغير عملية، فاستطلاع رأي ينفذ في اسبوعين على نحو ما تقوم به منظمات استطلاع الرأي العالمية له أدواته الخاصة الممنهجة و من غير الممكن ان يستخدم نفس أدوات البحث الأكاديمي الذي يستغرق سنوات، هذا فضلاً عن أن أكاديمياً أو باحثاً لا يستطيع أن يدرك حجم العينة الصحيح لأي دراسة بحثية وهو الأمر الذي يمكن فعله بنقرة زر حتى لغير المتخصصين لا يمكن لنا أن نثق به وهو يتحدث عن كون العينة المستخدمة لم تحقق شروطاً احصائية أخرى.
المفضلات