قصيدة (في حب رسول الله صلى الله عليه وسلم)
الشاعرة شريفة السيد
نُورٌ أَضاءَ بَصِيَرتي فَأضاءَني=لمَّا تَذَكرَتُ الحَبيبَ مُحَمَّدَا
وكَأنَّما سَطَعَتْ شُمُوسٌ في دَمِي=وكأنَّما قَمَرُ السَمَاءِ تَعَدَّدا
هُوَ بالرِّسَالةِ والهدَايةِ قَدْ أتى=شَرُفَتْ بِه الدُنيا وكَانَ مُكَمَّلا
مِنْ بَعْدِ شّقِّ الصَّدْرِ وُجِّهَ قَلبُهُ=للغَارِ ، مُعتَكِفَاً غَدا مُتَأمِّلا
حَتى بَدا جِبريلُ قَالَ اقرأ وقُلْ=فَكأنَّهُ في العِلمِ كَانَ الأوَّلا
عَرَفَتْ قُريشٌ أنَّهُ قَمَرُ الدُجَى=وَقَرينُ صِدقِ القَولِ تِلكَ صِفَاتُه
في النَّاسِ كانَ رَشيدَ حِسٍّ باسماً=كالأُقْحُوانِ تألَّقَتْ وَجَنَاتُهُ
صَلَّى عَليهِ اللهُ، والرُسلُ، الملائِكُ=في العُلا وَصَلاتُهُ سَعدٌ وَوَعْدْ
صَلَّى عَليهِ اللهُ والأُمَمُ التيجَاء=تْوَرَاحَتْ والتي لمْ تَأتِ بَعدْ
صَلَّى عَليهِ الطَّيرُ والأشجَارُ=والجُدرَانُ والأنهَارُ في قُرْبٍ وَبُعْدْ
يا لِيلَةَ الإسرَاءِ قُولي أَفصِحي=للمَسجِدِ الأقصَى سَرى بَلْ أُكْرِما
بمَدَارجِ الفَلَكِ العَلِيَّةِ بَعدَمَا=بالمُرسَلينَ جَميعِهِمْ صَلَّى، سَما
في المنُتهى خُطُواتُ جِبرِيلِ انثَنَتْ=ودَعَا مُحَمَّدَنَا لأنْ يَتَقَدَّما
سَبعُونَ أَلفَاً مِنْ حِجَابٍ أُخرِقَتْ=لمُحَمَّدٍ ، مِنْ بَعدِ صَمتٍ غَلَّفَا
قَد هَمَّ يَخلَعُ نَعلَهُ لَكِنْ بَدَا=نُورٌ عَلى نُورٍ عَلى نُورٍ طَفا
نَادَاهُ رَبُّ العَاَلمينَ مُؤكِداً=أَنْ يَا مُحَمَّدُ أَنتَ أَنتَ المُصطفى
وَلتَشهدي يَا لَيْلَةً هَجَرَ الرَّسُولُ=بِلادَهُ فِيها بِأَمْرِ اللهِ لَهْ
هَلْ عَشَّشَتْ تِلكَ الحَمَائِمُ صُدْفَةً=والعَنكَبوتُ بِخَيْطِهِ قَد ظَلَّلَهْ
واللهِ لا .. فالعَنكَبوتُ يُحِبُّهُ=والطَّيرُ أَيضاً أمرُ رَبى أَرسَلهْ
كَمْ سَاءَلوني مَنْ تحُِبُ عَلى المَدَى=قُلْتُ الإلهُ الوَاحِدُ الفَردُ الصَمَدْ
كَمْ سَاءَلوني مَنْ تحُِبُّ لأجلِهِ=قُلتُ المكَمَّلُ في الصِفَاتِ المُعْتَمَدْ
لَو سَاءَلوني عَنْ مَحَبَّةِ آلِهِ=سَأَقُولُ هُمْ في القَلبِ عِشقٌ لا يُرَدْ
تَبكِى عُيوني حِينَ أنْطِقُ اسمَهُ=وَيَميلُ قلبي رَاهِباً يَتَعبَّدُ
وتَظلُّ أَحْرُفُهُ الكَريمَةُ في فَمينُ=وراً يُبَدِّدُ ظُلمَتي يَتَجدَّدُ
وأَطيرُ عُصْفُوراً طَليقاً في السَما=وتَروقُني نَجواه فَهْوَ مُحَمَّدُ
أنا ما أَتيتُكَ يا حَبيبي مَادحاً=يَكفِيكَ مَدحُ اللهِ والتَمجِيدُ
فَصِفَاتُ خَلقِكَ في الكِتَابِ كَثيرَةٌ=لَيستْ لها حَدٌ ولا تَحديدُ
أنا هَائمٌ في نُورِ حُبِّكَ ذَائِبٌ=فَأَظلُّ أَبكى والغَرَامُ يَزِيدُ
عَجَباً لهاتِيكَ الحُرُوفِ تَضَاءَلتْ=حَجَمًا أَمَامَكَ يا مُحَمَّدُ تَشهَدُ
عَرَفَتْ مَقَامَكَ يا حَبيبي فانبَرتْ=تُوفِيكَ حَقَّكَ ، تَحتَفي وتُؤيِّدُ
طَارتْ لِكُلِّ العَالمينَ تُزيدُهُمْ=فَرَحَاً بِنُورِ اسمِ النَّبي تُمَجِّدُ
كُنْ يا حَبيبي لي شَفِيعاً عِندَما=تَفني الحياةُ ويَنتَهي التَشييدُ
لَكَ يا ابنَ عَبْد اللهِ في حَلاوةٌ=فالقَلبُ يَنطِقُ واللِّسانُ يُعِيدُ
فَأذَنْ لَنَا أَنْ نَذْكُرَ اسمَكَ دَائِماً=فَبِنورِ ذِكرِكَ يَعذُبُ التَرديدُ
نقلا عن شاعر العرب - محمد ظاهر الميهوبي
المفضلات