الصنف الأول

الدبابه المدرعه

كان يوما جميلا، سماؤه صافيه، وكان "جيم" يستطيع سماع تغريد الطيور خارج شباك غرفته وهو يقوم بتنفيذ مشروعه، وكان طنين حركة النشاط وعمل الفريق يملأ المكتب، وفجأة سمع صوتا مألوفا لا يمكن الهروب منه! ذلك الصوت ذكَر جيم بصوت سـير دبابه يقعقع قي مدخل رواق البيت. وقد بدأ كما لو أنَ الأرض تهتز، وبدا لجيم أيضا أنه يكاد يسمع صوت أزيز الرادار على المدى البعيد حين ينشط الرادار بالعمل. وعندما أصغى "جيم" جيدا قام "جو" الذي كان بمثابة سائق الدبابه بالآلتفاف حول الركن ثم ظهر للعيان رافعا يده كما لوكانت مدفعا مركَبا على برج الدبابه، فصوبها باتجاه "جيم" الذي أحسَ بأنَ مؤشر موجة المدفع قد انطبق على الهدف، ولم يكن الهدف غير "جيم" نفسه!

وفي حالة من اليأس رفع "جيم" علما أبيض إيذانا بالإستسلام، غير أنَ الدبابه استمرت في تقدمها تجاه الهدف. وعندما حملق فزعا في الإصبع الشبيه بالمدفع الموجَه إلى وجهه، أطلق عليه بنتر سيلا من التهم والشتائم قائلا:

"أنت غبي وأبله ومغفل...أنت غير مؤهل وتفتقر إلى الكفاءه، وتشكل عائقا على درب العنصر البشري! ثم، لابد أنك كنت غلطه جينيَه... لقد مضى عليك أسبوعان تعمل في هذا المشروع وما زلت متأخرا ثلاثة أسابيع عن إنجازه... لن أستمع بعد الآن إلى أي من الأعذار التي تنتحلها... انتبه! لأنَ هذا ما يجب عليك عمله!...."

وعندما نظر "جيم" بطرف عينه، رأى أنَ كل شخص من الموجودين في المكتب إما قد هرب طلبا للحمايه، أو وقف جامدا مشلولا من الخوف. وانفجر بنتر مصدرا أوامره بصوت عال كهدير رعد آت من بعيد. وبعدئذ انتهت عملية الإقتحام بنفس المفاجأه التي بدأت بها. وأخذ بنتر يتحرك بعيدا باتجاه جديد، بينما جلس "جيم" وسط حطام أفضل جهوده وأطيب نيَاته.

الإستنتاج:
إن الدبابه هي سلاح مجابه وتحد وتصويت وغضب وهي ذروة الضغط والسلوك العدواني

لقد صور الكاتبان هذا النوع من البشر فعلا كالدبابه بحركاتها واقتحامها الأهداف وصوتها المرعب والحاق الأذى بالأخرين في غاية من الدقه والله يحمينا من دمار الدبابات