الصنف السادس
الإمعه / الذي يقول مالا يفعل
كان أحمد من احسن الناس معرفة بالناس. كان طيب لدرجة أنه لم يقدر على قول لا. لذلك لم يقلها لأحد. وبدلا من ذلك كان يقول نعم لأي واحد ولأي شيْ. وكان يأمل صادقا أنَ هذا الأسلوب سوف يجعل كل فرد سعيد.
سأله خالد " هل ممكن أن تؤدي لي خدمه؟"
فأجاب أحمد "بالتأكيد"
فرجاه اسامه : " إذن أرسلي هذا الطرد نيابة عني".
أجاب أحمد " لا يوجد مانع لدي".
رجاه حسام : " هل يمكن أن تذكرني على الإجابه على هذه المكالمه؟"
فأجاب أحمد بسرور : "طبعا".
"أنجز هذا العمل قبل مغادرة المكتب" قال له المدير.
"بكل سرور سأنجزه!" أجاب أحمد فورا.
لكن أحمد لم يتذكر حسام ، ولم يؤدي خدمة الى خالد، ولم يرسل الطرد نيابة عن اسامه، ولم ينجز العمل الذي طلبه مديره. كان دائما ينتحل الأعذار والمبررات لتغطية فشله فيما يقول وفيما يفعل، ولدهشته، تبين له أنَ هذا الأسلوب لم يـف بالغرض.
عندما يفشل شخص بالوفاء بوعده يسبب إزعاجا للناس ويضعهم في موقف التصدي لإخفاقه. لذلك وقف كل من اسامه وخالد وحسام والمدير موقف مجابهه من أحمد وكل واحد بأسلوبه. لقد درسوا المشكله التي يعاني منها أحمد وقدموا له الحلول، وقد وافق أحمد على تلك الحلول دون مناقشه لأنه يريد تجنب المواجهه بأي ثمن. وعلى الرغم من أنه كان لطيف في ظاهره إلا أنَ عداء صامتا كان يغلي في داخله، ولذلك قرر عدم الوفاء بأي وعد لأي من هؤلاء الناس السيئين.
الإستنتاج:
في مسعى الإمعات من الناس لإرضاء أناس آخرين تجنبا للمواجهه معهم، يقول الإمعات دائما "نعم" دون التفكير بما يلزمون به أنفسهم من أعمال، وهم يستجيبون لجميع الطلبات على حساب وقتهم وعلى حساب التزاماتهم السابقه، ويحملون أنفسهم ما لا طاقة لهم به من الإلتزامات إلى أن يضيعوا ما لأنفسهم عليهم حق، وبذلك تصبح حياتهم نوعا من المآسي.
المفضلات