إسمع أصلحك الله
لم أتكلم عن جهاز الهيئة, مع أنني أعتبره كأي جهاز حكومي آخر له إيجابياته وله سلبياته, وإذا أردنا محاسبة جهاز الهيئة فعلينا محاسبة الأجهزة الأخرى.
جهاز الحسبة تطور عن سابق عهده تطورا كبيرا وملحوظا, وهذا التطور نحو التقدم والرقي بهذا الجهاز. يعود سبب التطور في نظري إلى الإعلام لأنه نقل مايحدث إلى أرض الواقع, فأطلع عليه الكل, وبسبب الإنتقادات وضعت آلية التطوير.
هناك حرب معلنة وغير معلنة, بين جهاز الحسبة وأجهزة الدولة الأخرى خاصة القطاع الإعلامي, ويحسب للإعلام بإبراز مساوئ رجال الهيئة التي كانت تدور في المجالس إلى العلن, وفي نفس الوقت يقوم الإعلام نفسه بدور جيد في إبراز محاسن الجهاز.
لكن رجال الهيئة لم يأخذوا إلا الجانب السئ, فأصبحت الحرب بينهم معلنة, وأصبح كل جهاز يتربص بلآخر, تربص لن يخدم القطاعين.
هنا رد الشيخ أتى في وقت غضب, وبالأصح قال هي فرصة لأن أنقض على السديري بما أن أغلب الجمهور يستمعون إلى رجل الدين وكأنه " مقدس ", لايأتيه الخطأ من بين يديه أو خلفه.
أنظر أصلحك الله إلى لغة الحوار, هو أصلا لم يكن حوارا, لأن السديري إنتقد فعلا إن لم تنتقده الصحافة فمن يتنتقده وهي لسان المجتمع. إذا كنت من المعجبين بفعل الهيئة فأعلم أن فعلهم لم يعجب غيرك, حتى من رجال الدين أنفسهم.
أنظر إلى مدخل المقال لتعلم أنه يرد بشكل شخصي حاقد على علم من أعلام الصحافة, حتى وإن لم يعجب الأغلبية وهم من مؤيدي الهيئة بدون التفكير في أفعالهم بما أنهم يعملون بإسم الدين " الشماعة ".
يدعي بأن السديري إما أنه كاذب أو مخرف, في كلتا الحالتين أرى أن تهجم بما لايدري, فهو لايعلم إذا ماكان السديري كاذب لأنه لايعرف الصدق, ويدعي بأن السديري خرف, فهل تم الكشف على السديري ليعرف الحقيقة.
يقول إذ كيف يمكن أن تكون نسبة خمسة آلاف طالبة تقعد في مقاعد الدراسة المختلطة كما يزعم- وإن كنت أعتقد أنه كاذب في هذا- في الجامعات الخارجية..
هنا أيضا إتهمه بالكذب, صحيح أنها لم تأت بصيغة الجزم, لكن ورودها في هذا السياق ينفي ماقبله..
تحدث عن كلية اليمامه بشكل سئ, ولي عوده في آخر الرد تعليقا عليه.
يتحدث عن رؤية المجتمعات الأخرى عن المجتمع السعودي بأنه ملائكي, والحقيقة أن المجتمعات الأخرى لاترى فيك إلا بئر بترول متنقل.
أتي بعبارات لاتليق بشخص محترم, مثل – حمار, تافه, شاذ, ممن هم على شاكلته, بلاهة, حمق..
تحدث عن خرق البريطانيين للنظام, وأنهم يطلبون منا عند زيارتهم التقيد بالنظام, فإني أقول هنا أننا بلد فوضوي غير نظامي, ولاأتحدث عن جهاز واحد بل جميع الأجهزة الحكومية لااتقيد بنظام, فما هو النظام الذي تم خرقه..!! إذا أنا سعودي لاأعرف ماهو نظام ومهمات جهاز الهيئة الحقيقي, هل هو مطاردة شباب الغزل من الطبقة " الشعبية ", أو أوكار الدعارة, أو فرض الحجاب, أو الأمر بإغلاق المحلات أثناء الصلاة, أو التهجم على شاب مع زوجته في مطعم بدعوى الخلوة, أو مطاردة مروجي المخدرات, أو مطاردة السيارات, أو غيرها مما نقرأ عن إنجازات الهيئة في موقع الحسبة الإلكتروني, كيف تريدون لأجنبي لم يتم إطلاعه على نظام التعرف عليها بالفطرة.
يقول إبن دويش, يستحيل أن ينطق المعمر السديري بالحقيقة, وهنا إتهام صريح بإمتهان الكذب والتزلف.
يعود ويقول, المجتمع ولله الحمد مجتمع محافظ , وإن كان شذّ منه خمسة آلاف وقبلوا الاختلاط , أو تمرّدوا على القيم, هنا يعود لتصديق العدد الذي أورده السديري بعد أن كذبه في بداية مقاله.
يقول, من خول السديري أن يتحدث عن المجتمع وينطق بلسانه, ويحق للسديري أن يسأل الدويش من خولك أنت أيضا بالرد عن المجتمع أو حتى جهاز الهيئة نفسه إذا علمنا أن لهم متحدث رسمي.
يدعوا على إخوان له مسلمين بقوله, اللهم عليك بالفجرة المنافقين , والخونة الليبراليين , والرجس العلمانيين, اللهم اهتك سترهم , وزدهم صغارا وذلا , وأرغم آنافهم , وعجل إتلافهم, واضرب بعضهم ببعض , وسلط عليهم من حيث لايحتسبون, بدل أن يدعوا لهم بالهداية. وهذا يؤكد أنه خطاب شخصي موجه ضد الكتاب الذين لايرضونهم ولم يخضعوا تحت لوائهم.
أعود لوصفه كلية اليمامه ببؤرة الفساد, لأسرد قصة ذلك الشاب المتحمس, الذي وقف بعد إحدى الصلوات, بجامع الملك خالد في الرياض, صادحا بخطابه الحماسي في الدعوة إلى أن وصل به الأمر إلى أن وصف وإتهم إدارة جمعية النهضة النسائية بالدعارة, من سوء حظ هذا الشاب أن كان أحد المستمعين الأمير تركي الفيصل, ومن المعلوم أن أخته سارة الفيصل هي رئيسة الجمعية, الذي أمسك بذلك الشاب وطلب منه التوقف, وإستشهد بإثنين من الحاضرين, إما أن يثبت ماتفوه به أو عليه سيقام عليه الحد, حتى أن الشيخ سليمان العوده ألمح إلى القصة وأنه طلب منه التوسط في القضية في معرض حديثه عن حماسة بعض الدعاة ووقوعهم بأخطاء من فرط حماسهم, تماما كما فعل الدويش في مقاله هذا.
لغة الحوار فن وخلق, إذا لم تكن تملك هذا الخلق فكيف تريد من الآخرين الإستماع إليك, عليك إحترام نفسك قبل أن تطالب بإحترام الآخرين لك.
أتمنى أن يكون ردي مفهوما..
المفضلات