قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا ومن كل هم فرجا ورزقه من حيث لا يحتسب))أخرجه ابن ماجه (3819) وابوداود(1518)
ثانياً : (تخرج الحديث وبيان درجته وكلام أهل العلم فيه) :هذا الحديث رواه الإمام أحمد في المسند (1/248) وأبو داود فيالسنن (1518) وابن ماجه في السنن (3819) وأبو نعيم في الحلية (3/211) والحاكم في المستدرك (4/262) من طريق الحكم بن مصعب قال حدثنا محمد بن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه عن جده عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ... الحديث .
إلا فيرواية ابن ماجه فلم يذكر عن أبيه .
وهذا سندٌ ضعيفٌ منكرٌ ، تفرّد به الحكم بن مصعب ، وهو مجهول ، قليل الحديث جداً ، لا يحل الاحتجاجبه .قال أبو حاتم : "مجهول" .
وقال ابن حبان : "شيخ يروي عن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبدالمطلب روى عنه الوليد بن مسلم وأبو المغيرة ينفرد بالأشياء التي لا ينكر نفي صحتهامن عني بهذا الشأن لا يحل الاحتجاج به ولا الرواية عنه إلا على سبيل الاعتبار" .
وقال الأزدي : "لا يتابع على حديثه فيه نظر" .
وقال ابن القيسراني : "لايحل الاحتجاج به" .
وقال البغوي : "ضعيف" .
وقال المنذري : "لا يحتج به" .
وقال الذهبي : "فيه جهالة" .
وقال ابن حجر العسقلاني : "مجهول" .ولذلك حكم أهل العلم بنكارة هذا الحديث وضعفه وغرابته :
1.قال الإمام ابن حبان فيالمجروحين (1/249): "لا أصل له بهذا اللفظ" .
2.قال الإمام أبو نعيم الأصبهانيفي الحلية (3/211) : "هذا حديث غريب من حديث محمد بن علي عن أبيه عن جده تفرّد بهعنه الحكم بن مصعب" .
3.قال الحافظ ابن القيسراني في تذكرة الحفاظ (355) : "فيهالحكم بن مصعب لا يحل الاحتجاج به" .
4.قال الإمام البغوي في شرح السنة (3/100) : "يرويه الحكم بن مصعب وهو ضعيف" .
5.قال الحافظ المنذري : "وفي إسناده الحكمبن مصعب ، ولا يحتج به" .
6.قال الحافظ الذهبي في تعليقه على المستدرك (4/262) : "الحكم بن مصعب فيه جهالة" ، وقال نحوه في المهذب .
7.قال العلامة صدر الدين المناوي كما في الفيض (6/82) : "فيه الحكم بن مصعب لا يحتج به" .
8.نقل العلامةالمناوي في فيض القدير (6/82)كلام المضعفين للحديث نقل إقرار من غير إنكار ، كماأشار إلى ضعفه في التيسير (2/404) .
9.قال العلامة الألباني في السلسلة الضعيفة (705) :"ضعيف" .والخلاصةأن الحديث ضعيف منكر ، والعلماء متفقون على أن الأحاديث المنكرة لا يُعمل بها فيفضائل الأعمال ، أما الأحاديث الضعيفة فالذي يترجح من أقوالهم أنه لا يُعمل بهامطلقاً لا في فضائل الأعمال ولا في غيرها والله أعلم .
فلا ينبغي نشر هذاالحديث ولا إذاعته بين الناس إلا لبيان أنه ضعيف منكر لا يصحّ عن نبينا محمد عليهالصلاة والسلام .ثالثاً : ما يغني عن الحديث :الآيات والأحاديث الواردة في الاستغفار كثيرة معروفة لا يمكن استقصاؤها لكني أشير إلى أطراف منها :
قال الله تعالى :
(فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً * يرسل السماء عليكم مدراراً * ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً)
[نوح: 10-12]
قال الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسير هذه الآية الكريمة :
(أي إذا تبتم إلى الله واستغفرتموه وأطعتموه كثرالرزق عليكم وأسقاكم من بركات السماء وأنبت لكم من بركات الأرض وأنبت لكم الزرعوأدر لكم الضرع وأمدكم بأموال وبنين أي أعطاكم الأموال والأولاد وجعل لكم جنات فيهاأنواع الثمار وخللها بالأنهار الجارية بينها)ا.هوعن شداد بن أوس رضيالله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم :
(سيد الاستغفار أن تقول : اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأناعبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليوأبوء لك بذنبي فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت .
قال: ومن قالها منالنهار موقنا بهاً، فمات من يومه قبل أن يمسي، فهو من أهل الجنة، ومن قالها منالليل وهو موقن بها، فمات قبل أن يصبح، فهو من أهل الجنة) .
[أخرجه الإمام البخاري في صحيحه (6306) ، (6323) ]
لما كان هذا الدعاء جامعاًلمعاني التوبة كلها استعير له هذا الاسم "سيد الاستغفار"، لاسيما وقد ذكر الله تعالى فيه بأكمل الأوصاف، وذكر العبد بأضعف الحالات، وهذا أقصى غاية التضرع، ونهايةالاستكانة والخضوع لمن لا يستحق ذلك إلا هو سبحانه .
وعن عبد الله بن بسررضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
(طوبى لمن وُجد في صحيفته استغفاراً كثيراً)
[رواه ابن ماجه في السنن (3818) وصححه النووي وابن حجر والبوصيري والألباني]
وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
(من قال أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوموأتوب إليه يقولها ثلاثاً غُفر له وإن كان فرّ من الزحف)
[رواه الحاكم وصححه الألباني]
والله نسأل أن يغفر ذنوبنا ويستر عيوبنا ويكفر عن سيئاتنا ويتوفنا مع المتقين الأبرار .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آلهوصحبه وسلم تسليماً كثيراً .
منقول بتصرف عن كاتبه عبدالله الحسيني
وقال شعيب الأرنؤوط في المسند1/248 حديث رقم 2234 : إسناده ضعيف
الخلاصة الحديث ضعيف والله تعالى أعلم 0
المفضلات