بسم الله الرحمن الرحيم

رزقنا الله من الطيبات، وأمرنا بالاعتدال في المأكل والمشرب والإنفاق، ولكن يغيب عن البعض ضرورة ترشيد الإنفاق، وعدم التبذير فيما حباهم الله من أموال ورزق؛ إذ يظنون أن المال مالهم، ولا ينتبهون إلى أننا سنحاسب يوم القيامة عليه مرتين "... من أين اكتسبه وفيما أنفقه".
و يجتهد البعض في الإنفاق مما رزقهم الله في العمل الخيري، ولكن يصرف آخرون أموالهم على المظاهر الخادعة، والتباهي والتكبر
والإسراف سبب للترف الذي ذمه الله تعالى، وعابه وتوعد أهله في كتابه؛ إذ قال تعالى: {وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ * فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ * وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ * لا بَارِدٍ وَلا كَرِيمٍ * إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ}.
وأوضح المصلح أن الإسراف يؤدي بصاحبه إلى الكبر، وطلب العلو في الأرض؛ حيث قال صلى الله عليه وسلم: "كلوا واشربوا وتصدقوا والبسوا ما لم يخالط إسراف ولا مخيلة" (رواه أحمد والنسائي وابن ماجه).
وأضاف: "سيسألنا الله عن أموالنا، من أين اكتسبها الإنسان، وفيم أنفقها؟ لذا يجب التوبة من هذا الداء فورا، قبل أن يباغتنا الموت".