بلي في الضفة الغربية
يقصد بهم البلاونة، وهم يقيمون في قضاء نابلس في منطقة النصارية، وكذلك في منطقة طولكرم، وأصلهم من بلاونة بئر السبع وهم ينتسبون إلي قبيلة بلي كما ذكرنا
ويعتبر البلاونة في فلسطين امتداد لعشائر شرقي الأردن التي تقيم بمنطقة عجلون ومن أقسامها: الحناطلة والمخادلة والعلاونة ، وهم من قبيلة بلي، خرجوا من شمال الحجاز، ونزلوا بغور نمرين، ومنهم من لجأ إلى فلسطين فاستقروا في نابلس وطولكرم.
عاشت أبناء بلي في الضفة الغربية ظروفاً مشابهة لتلك التي عاشها أبناؤها في قطاع غزة، من ظروف الاحتلال والتشتت والتشرد، وكما أفادنا السيد إبراهيم محمد البلوي من منطقة النصارية شرق نابلس، فإن البلاونة في الضفة الغربية كانوا موجودين قبل الاحتلال الإسرائيلي، وقد قدموا من شرق الأردن، وهم أصلا من بلي الحجازية-نسبة إلى الموطن الأصلي- وقد استقروا في منطقة النصارية، ومع الاحتلال الإسرائيلي قدم بعضهم من منطقة أم خالد ( تسمى مدينة نتانيا ألان)، وسكنوا في مخيم طولكرم، القريب منها، وهؤلاء كانوا يسكنون منطقة ام خالد القريبة من طولكرم، ومنطقة بئر السبع وغادروا تلاك المناطق على اثر النكبة الفلسطينية كحال كثير من أبناء فلسطين، ومنهم من توجه إلى مخيم الفارعة القريب من النصارية شرق نابلس، كما ان جزءً منهم توجه إلى الأردن، ولحق به جزء أخر بعيد الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية عانقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي967م، كما ويوجد بعض أبناء القبيلة في الجفتلك في منطقة الغور، وحسب الراوي ينتمي البلاونة في الضفة الغربية إلى أكثر من عشيرة من بلي، فمنهم الهروف والسحيمات والقواعين وأبو دلاخ.
أما عن عددهم فهو قليل لا يتجاوز الألف نسمة، ولا تتوفر إحصائية دقيقة للعد، وعن ظروفهم فإنهم عاشوا ظروف الاحتلال وما مر ويمر به الشعب الفلسطيني من ظروف يعلمها الجميع، ومنهم من التحق بالتعليم العالي، وتخرج من الجامعات، ويعملون في أعمال مختلفة في وظائف عامة وأعمال خاصة أو حرة، كما ان منهم عدد ممن استشهدوا، إذ يبلغ عدد الشهداء من البلاونة ستة شهداء)( ثلاثة شهداء من البلاونه في قرية النصارية )، هذا فضلا عمن تعرض للاعتقال أو الإصابة.
وحسب وصف الراوي للتواصل بين أبناء بلي في الضفة الغربية فانه ممتاز، إذ يتبادلون الزيارات في المناسبات المختلفة، ويسودهم جو من الانسجام والتلاحم، وتربطهم علاقات حميمة، ولهم صلات أيضا بالبلاونة في الأردن، إذ تربطهم علاقات قرابة مباشرة مع بعض الأسر هناك.

4- تأثير الظروف التي مرت بها فلسطين على قبيلة بلي في فلسطين

لعل أهم وأصعب الأحداث التي أثرت على فلسطين وأهلها تمثلت في قيام دولة إسرائيل عام 1948م، الأمر الذي أدي إلى تقسيم فلسطين إلى ثلاث مناطق منفصلة من ناحية إدارية: فلسطين المحتلة عام 1948م، والتي أقيمت عليها دولة إسرائيل، وتبلغ مساحتها 20 ألف كم ، وخضعت مذ ذاك الحين للحكم الإسرائيلي، والضفة الغربية ومساحتها 5نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيكم، وقد خضعت بعد قيام دولة إسرائيل إلى الإدارة الأردنية حتى العام 1967م، حتى تم الاحتلال الإسرائيلي فخضعت إلي الحكم العسكري الإسرائيلي، ثم خضعت جزئيا عام 1994م إلى الحكم الفلسطيني بعيد قيام السلطة الفلسطينية، وقطاع غزة الذي خضع للإدارة المصرية حتى العام 1967 والى الحكم العسكري الإسرائيلي حتى العام 1994 وإلى السلطة الفلسطينية بعد ذلك.
كما أن هذه المناطق الثلاث كانت قبل العام 1948 قد خضعت لسلطة الانتداب البريطاني منذ العام 1922، وقبلها كانت خاضعة للدولة العثمانية، لذا ونظرا لهذه الظروف وتعدد الولايات والنفوذ الخارجي، فإن سكان فلسطين قد تأثروا بذلك، فمنهم من نزح إلي الضفة الغربية، ومنهم إلى قطاع غزة، والجزء الأعظم نزح إلي الأردن وبعض الدول العربية المجاورة، الأمر الذي أدي إلى تشتت شمل العائلات الفلسطينية، وتوزيعهم على أكثر من مكان وبالتالي خضوعهم لسلطات وقوانين وأنظمة مختلفة، هذا فضلا عن فقدان من نزحوا لبيوتهم وأراضيهم وأموالهم ومصادر عيشهم.
وقد طبق الإحلال أنظمة وقوانين الطواريء على من بقي من العرب في فلسطين المحتلة، وكانت جماعات من القبائل البدوية في بئر السبع والنقب، (ومن ضمنها قبيلة بلي) قد نزحت نحو الضفة الغربية والأردن وقطاع غزة، وتعرض من بقى منهم إلى قوانين الطواريء الإسرائيلية، فبعد قيام دولة إسرائيل شرد الصهاينة معظم بدو النقب والسبع من أراضيهم ومساكنهم، فلجأوا إلى الأماكن التي ذكرناها، وحينما أجرت السلطات الصهيونية أول إحصاء رسمي لبدو النقب وبئر السبع، عام 1951م، فقد تبين حسب هذه الإحصاءات الصهيونية أن عددهم حوالي 13 ألف نسمة، ينتمون إلى 19 عشيرة، معظمها من التياها والترابين والعزازمة، وفي العام 1960م كان عدد بدو النقب 16 ألف ، وفي عام 2002م وصل العدد إلى 40 ألف ، وقد كان الصهاينة بعد قيام دولتهم قد عملوا على حصر من تبقى من العشائر البدوية في منطقة معزولة وفرضت عليهم أنظمة الطواريء ووضعتهم في المنطقة الشرقية والشمالية الشرقية من بئر السبع، وصادرت أراضيهم السابقة وأقامت مكانها معسكرات تدريب للجيش أو مستوطنات يهودية.
والقسم الذي تبقى من بلي في بير السبع معظمهم من الظُلام، من عشائر أبو جويعد وأبو ربيعة وأبو قرينات، وأصبحت مساكنهم منذ ذلك الحين كما يلي:
أبو قرينات، على بعد 20 كم جنوب شرق بئر السبع، ويعدون 2020 نسمة حسب إحصاء العام 1970( لا تتوفر إحصائية رسمية حديثة )
أبو جويعد: مضاربهم إلى الشمال الشرقي من مضارب أبو قرينات بحوالي خمسة كيلو ، وعددهم 1620 عام 1970
أبو ربيعة على بعد 25 كيلو شرق بئر السبع وعددهم 3270 عام 1970
أما الباقين من القبيلة فإنهم تبعثروا هنا وهناك في منطقة بئر السبع ولا يجمعهم مكان معين وليس لهم مضارب خاصة بهم وهم على كل الأحوال قلة قليلة.
أما من نزح إلي الضفة الغربية فانه انضم إلى البلاونة خاصة في منطقة النصارية في نابلس ومنطقة طولكرم ومخيمها، ومخيم الفارعة قرب النصارية شرق نابلس، ولا زال البلاونة يتواجدون في هاتين المنطقتين حتى اللحظة، ومنهم من نزح بعد الاحتلال إلى الأردن وانضم إلي البلاونة هناك.
والجزء الذي نزح إلى غزة سكنوا مناطق شمال غزة في بيت لاهيا وبيت حانون ومخيم جباليا، وهؤلاء مشكلين من أفخاذ مختلفة، جدير بالذكر هنا أن النازحين من بلي إلى غزة قليلون جدا، وقد انضموا إلى بلي المتواجدين في غزة قبل الاحتلال، وهم قليلوا العدد أيضا، وجميعهم قدموا من مصر في بداية القرن الحادي والعشرين وفي الفترة بين الحرب العالمية الأولى والثانية كما أوضحنا في حديثنا عن قبيلة بلي في غزة.
كما أثرت ظروف التشتت التي تحدثنا عنها على تواصل أبناء القبيلة، فيما بينهم في كل منطقة من المناطق الثلاثة ( غزة والضفة وبئر السبع)، ذلك لإنقطاع الزيارات وصعوبة التنقل بسبب ظروف الاحتلال والفصل بين غزة والضفة وفلسطين المحتلة عام 1948، وبعد استقصاء المعلومات حول تواصل أبناء القبيلة تبين أنه نادر جدا وفي ظروف خاصة، وفي الفترات التي سبقت الانتفاضة الأولى والثانية عامي 1987 و2نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي، والسبب في ذلك يعود إلي تشديد الحصار في هذه الفترة، والى انشغال أبناء القبيلة في البحث عن لقمة العيش نظرا لصعوبة الحياة في فلسطين بشكل عام، الأمر الذي أبعد عملية التواصل عن أولويات أبناء القبيلة.