السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وينتقل بنا الحديث عن علامات قدوم ملك الموت وهو أحدى الأسئلة المطروحة في أخر الحلقات السابقة والسؤال هو ما هي علامات قدوم ملك الموت؟
مما لا شك فية ان الموت قد ياتي فجاة ودون مقدمات ولكن في أحوال كثيرة إن يقدم بين يدية بعض العلامات التي تدل على قرب حدوثة مثل الإمراض والعلل والشيب وضعف قدرات جسم الإنسان العامة وحوسه كالسمع والبصر وغيرها
وقد ذكر انة قد جاء في الخبر(( ان بعض الانبياء رضي الله ليهم قال لملك الموت
اما لك رسول تقدمة بين يديك ليكون الناس على حذر منك؟
فقال ملك الموت نعم والله لي رسل كثيرة من العلل والإمراض والشيب ونقص السمع ..الخ
فاذا لم يتفكر من نزل به ذلك في الموت ولم يتب ولم يحصل الزاد ناديتة عند قبض روحة وأقول له الم أقدم اليك رسولاً بعد رسول؟ ونذيرا بعد نذير؟ فانا الرسول الذي ليس بعدي رسول وانا ذلك المذير الذي ليس بعدي نذير)) ولقد جاء في الاية الكريمة قول الله تعالى
{ اولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير } والنذير في هذة الآية الكريمة أي الشيب.
وانتقل بكم الى هناك وما ادراك ما هناك هناك سكرات الموت وشدتها وهو السؤال الخامس من موضوع حياتنا بعد الموت..؟ ايات بينات تصف لنا لحظة الموت حيث قال الكريم في الكتاب العزيز { فلولا اذا بلغت الحلقوم } وقال في محكم التنزيل { كلا اذا بلغت التراقي } وقال المولى عز وجل {ولو ترى اذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم } وقال سبحانة { وجاءت سكرة الموت بالحق } صدق الله العظيم.نظرا لاهمية لحظه الموت في المراحل الانتقالية للانسان من حال الى حال فقد اولها القران الكريم عناية ملموسة في كثير من الايات المذكورة اعلاة وتاتي الاحاديث النبوية كذلك موضحة للحظة الموت وسكراتة ومدى شدته حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم { معالجة ملك الموت اشد من الف ضربة بالسيف وما من مؤمن يموت الا وكل عرق منه يالم على حدة } وتروي لنا عائشة رضي الله عنها انطباعاتها عند موت الرسول صلى الله عليه وسلم فتقول { مات النبي صلى الله عليه وسلم وانه لبين حاقنتي وذاقنتي فلا اكره شدة الموت لاحد ابدا بعد النبي صلى الله عليه وسلم }
حاقنتي أي: جزء من الجسم المطمئن بين الترقوة والحلق اما ذاقنتي أي: مقدمة الذقن
قالت عائشة رضي الله عنها { ان رسول الله كان بين يدية ركوة او علبة فيها ماء فجعل يدخل يدية في الماء فيمسح بها وجهه ويقول ((لا اله الا الله ان للموت سكرات)) ثم نصب يده فجعل يقول (( في الرفيق الاعلى)) حتى قبض ومالت يده }فانظر اخي المؤمن كيف كانت سكرات الموت شديدة على الحبيب المصطفى وهو النبي المرسل فكيف بالانسان العادي فينا؟
وما جرى على النبي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي من شدائد الموت وسكراتة وعلى غيره من الانبياء والمرسلين فية فائدة عظيمه هي ان يعرف الخلق مقدار الم الموت وانه باطن وقد يطلع البعض على المحتضر فلا يرى عليه حركة ولا قلقا ويرى سهولة خروج روحة فيغلب على ظنة سهولة امر الموت ولا يعرف حقيقة الموقف الذي فيه الميت.
وربما يسأل سائل: كيف إن الأنبياء والرسل وهم احباب الله يقاسون هذه الشدائد والسكرات مع إن الله قادر على إن يخفف عنهم؟؟ الجواب: ان اشد الناس بلاء في الدنيا الانبياء ثم الامثل فالامثل كما جاء في الحديث الصحيح { فاراد الله ان يبتليهم تكميلا لفضائلهم لدية ورفعة لدرجاتهم عندة وليس ذلك في حقهم نقصا ولا عذابا بل هو كمال ورفعه مع رضاهم بجميل ما يجرى الله عليهم فاراد الله سبحانه ان يختم لهم بهذة الشدائد مع امكان التخفيف والتهوين عليهم ليرفع منازلهم ويعظم اجورهم قبل موتهم }
فقد ابتلى الله ابراهيم بالنار وموسى بالخوف والاسفار وعيسى بالصحار والقفار ومحمد بالفقر في الدنيا ومقاتله الكفار كل ذلك لرفعة في احوالهم وكمال في درجاتهم وما يفهم من هذا هو ان الله شديد عليهم اكثر مما شدد على العصاة المخالفين فان ذلك عقوبة لهم ومؤاخذة على اجرامهم فلا وجة للشبة بين هذا وذاك وكل المخلوقات يحدث لها عند الموت هذة السكرات لا فرق بين علوى وأرضى ولا جسمانى ولا روحاني فالجميع سوف يشرب من هذا الكأس جرعتة ويأخذ غطسة منه والدليل صريح في القران الكريم قال تعالى
{ كل نفس ذائقة الموت }
{ كل نفس ذائقة الموت }
وبهذا اتممت الحديث انشاءالله على علامات قدوم ملك الموت وسكرات الموت وشدتها واسئل الله ان يقدرني على اتمام المسيرة في الحلقة القادمة وسوف يكون الحديث في الحلقة القادمة انشاءالله عن .
• تبشير الملائكه عند الموت للمؤمن ووعيدهم للكافر.
• وهل يعرف الاموات زيارة الاحياء لهم؟
وبالله التوفيق
والسلام ختام من ابن طليحه
لا اله الا الله........محمد رسول الله