ماشاء الله عليك ياأبو البندري مبدع كعاداتك وموضوع قمه في الحوار ومشكووووووووووور
الحمد لله الذي عمّر بيوتنا بذكره00 وجاد علينا بقربه وشكره0 وأفاض علينا السكينة بالقيام بطاعته وتلاوة كتابه00 والصلاة والسلام على خير خلقه00 وأكمل رسله وأنبيائه0 الذي كان بيته عامراً بكل ما يقربه إلى ربه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اقتدى به واستن بسنته إلى يوم الدين0 أما بعد0
إن الكثير من الناس يلتمس السعادة والراحة في بيته00 وينشد الاستقرار وهدوء النفس والبال0 كما يسعى في البعد عن أسباب الشقاء والاضطراب0 ومثيرات القلق0 بل ويسعى سعياً حثيثاً من أجل إدخال السعادة والسرور على نفسه وأهله وأولاده0 فتراه يبذل كل غال ورخيص من أجل ذلك0
والبيت هو محل السكن للمسلم0 وفيه ينال راحته من عناء العمل الطويل0 وعبر الجلوس فيه يتقلب بين شؤون أهله وأولاده0 والقيام بحق ربه0 وحق من حوله0
والبيت هو المكان الوحيد الذي يبتعد فيه المسلم عن مخالطة الناس0 وفيه يجد الراحة والاستجمام0 ونيل الهدوء والاطمئنان0 وتجديد نشاط الأبدان0 والاستمتاع بالجلوس مع الزوجة والأولاد0 والبيت هو الذي ترفرف عليه راية التوحيد0 ويسمع فيه صوت القرآن0 وتنزل فيه السكينة والاطمئنان0 تجد فيه أهل البيت حريصين على القيام بطاعة الرحمن0 من أداء للصلاة0 وتلاوة للقرآن0 وصلة للأرحام0 والإحسان إلى الجيران0 فتراه منبعاً للخير0 وعوناً للأولاد على التنشئة الطيبة الكريمة0 ففيه يتربون على محاسن الأعمال والأخلاق0 وفيه يتخرجون بهمة لنفع دينهم وإخوانهم المسلمين0 وفيه يتنافسون على الخير من بذل للصدقات0 والإحسان للفقراء0 وقضاءً للحاجات0 والسعي وراء كل عمل يوصل إلى مرضات رب الأرض والسماوات0 فأين هذا البيت من بيوت المسلمين الآن؟ أين هذا البيت الذي يشع نوراً ينتفع به القريب والبعيد؟00 أين هذا البيت من بيوت عامرة بما لا يرضي الله جل وعلا؟
إن بعض البيوت الآن أصبحت بعيدة كل البعد عن صراط الله المستقيم00 من حيث ضعف الإيمان00 وقسوة القلوب00 وقلة الطاعات00 والوقوع في المعاصي والمحرمات حتى سكنتها الشياطين00 فتجد الأب تاركاً للصلوات00 هاجراً لبيوت الله0 قاطعاً لرحمة0 مسيئاً لجيرانه0 معرضاً عن تلاوة كلام ربه0 واقعاً فيما حرم الله0 تراه لاهياً بدنياه0 مشمراً ساعد الجد لجمع حطام الدنيا ناسياً لقاء مولاه0 يأتي بالمال من أي طريق من حلٍ أو حرام00يسعى سعياً حثيثاً من أجل نيل عرض الدنيا الفاني00
وهكذا المرأة تراها لاهية ساهية00 مفرطة في طاعة ربها00 غافلة عن ذكره مضيعة لوقتها00 واقعة في الغيبة والنميمة00 والقيل والقال0 وكثرة الشكاية من حال بيتها00 تنظر إلى ما حرّم الله عن طريق القنوات الفضائية00 فتعرف أشكال الرجال وأحوالهم00 ويتعلق قلبها بهم0 تقلد نساء الفسق والفجور في لباسهن ومشيتهن وزينتهن0 تخرج من البيت كاشفة ليديها ورجليها وربما عن جزء من وجهها0 متعطرة بأطيب الروائح0 متزينة بأحسن اللباس00 وكأن الحياء عندها قد انتهى00 مقصرة في حق زوجها وأولادها0 همها الأساسي أن تتمتع بكل ما طلبته نفسها00
وأما الابن فلا يجد من يوجهه إلى الخير وطريق الصلاح فتجده قد توجه إلى نيل كل ما رآه عن طريق الفضائيات أو أجهزة الجوالات00 تجده محباً للشهوات والملذات00 مبغضاً للطاعات والقربات مستهيناً بها0 لا يجد السعادة في بيته فيخرج باحثاً عنها في كل مكان فيجد نفسه واقعاً في أيدي المجرمين والفساق فيتلقفونه بأيديهم ويوجهونه التوجيه الخاطىء فيوقع نفسه في المحرمات00 يتقلب بين معصية وأخرى لا يبالي بما يفعل00 بل أصبح يسرق من البيت ليصرف على شهواته وملذاته المحرمة00 وربما يضرب أمه أو أبوه من أجل الحصول على ما يريد0 أبواه في وادٍ وهو في واد آخر00
وأما البنات وما أدراك ما البنات0 فتحدث منهن المصائب العظيمة0 والمخاطر الكبيرة0 فإذا لم تجد السعادة في بيتها0 والحضن الدافىء من والديها0 ولم تجد من تشتكي له حاجاتها ومشاكلها00فإنها تركن إلى أول من يضرب أحاسيسها بالكلام المعسول00والحب الزائف00 فإذا انساقت وراء وعوده الزائفة وقعت فيما لا تحمد عقباه0 وهنا يقع المحظور0 فيتحسر الأب وتندم الأم على تفريطهم في جنب الأولاد0 يوم لا تنفع الحسرة ولا الندامة0 فما بالكم إذا كانت الفتاة ممن تتلاعب بعواطف الشباب وتحب الجري وراء الشهوات والملذات وقد تربت في وسط المعاصي والمنكرات0 وهذه البيوت تجد فيها الكثير من الصور00 وآلات المعازف والطرب0 بل والأجهزة المرئية والمسموعة التي تعرض بالصوت والصورة الصور الماجنة0 والنساء الفاتنة0 بل ويعرض فيها ما يشوه العقيدة في قلب المسلم والمسلمة0 وفيها تحارب الفضيلة00وحجاب المرأة المسلمة0 وتربى الأجيال على حب سماع الأغاني والتعلق بالفواحش00 وحب العنف0 والجري وراء الساقطين والساقطات0 بل وتعظيم أهل المنكرات ومحبتهم والتعلق بهم0 وتقليدهم فيما يأتون به من أقوال وأفعال مخالفة لأوامر الله0
ألم يعلم هؤلاء أن البيت الذي يُهجر من الطاعةِ والذكرِ والخيرِ تَخْرُجُ منه الملائكة وتدخله الشياطين00 فترى الزوج والزوجة في عراك دائم00 ورفع صوت، وعصبية00 وسب وشتم0 وضرب وإهانة0 وترى فيه الحزن والكآبة0 والهم والغم0 والنكد والضيق0 فلا الزوج يطيق زوجته0 ولا الزوجة تتحمل زوجها0 يتقلبون كل يوم بين المشاكل والأحزان0 فلا يجدون الراحة في ليل أو نهار0 ينظرون إلى أولادهم فيجدونهم متسلطين بما يحدثونه من الأصوات0 والعويل0 والصراخ0 والعراك0 ولا أحد منهم يطيع والديه0 ولا يسمع كلامهما0 فلا يلبث الشيطان اللعين إلا أن يوقع بينهم العداوة والبغضاء
فهل تتصورون أيها الأخوة والأخوات أن هذه البيوت تجد السعادة والهناء00 والأمن والرخاء0 وانشراح الصدر وراحة البال؟ كلا وألف كلا0 فإن الله وعد عباده المعرضين بوعد لن يخلفه ما قامت الأرض والسماوات00 قال تعالى00( وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً)00 وقال تعالى( وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ)
فهذه البيوت الخربة من ذكر الله وطاعته00 العامرة بالمعاصي والمنكرات سكنتها الشياطين00 ونفرت منها الملائكة لشدة ما ترى فيها من أسباب سخط الله00 فكيف يجد هؤلاء السعادة التي ينشدونها؟
لقد ظهرت في البيوت الآن مصائب يندى لها الجبين00 وتحزن لها قلوب المؤمنين00 وتتقطع لها أفئدة الصالحين على ما يرونه من البعد عن أوامر الله ونواهيه00 لقد استمرأ بعض الناس التحايل على الدين من أجل الحصول على ما حرم الله00 وذلك بسبب ضعف إيمانهم وحبهم للدنيا وتعلقهم بها00 وقلة خشيتهم لله أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُوماً مَدْحُوراً 00 وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً)
أن البيت السعيد الذي يتمناه كل مسلم ومسلمة هو البيت الذي تتوطد فيه العلاقة الزوجية00 ويبتعد عن رياح التفكك وأعاصير الانفصام والتصرم0
وإن من أهم الأمور التي ينبغي على كل بيت أن يهتم بها كي يكون البيت سعيداً ترفرف عليه السعادة الحقيقية التي تملأ أركان البيت بالسكينة والاطمئنان وروح المحبة والسلام ما يلي
أولاً00 الإيمان بالله تعالى وتقواه فالتمسك بعروة الإيمان بالله واليوم الآخر 00 والخوف من المطلع على ما تكنه الضمائر00 ولزوم التقوى والمراقبة00 والبعد عن الظلم والتعسُّف في طلب الحق00 قال الله تعالى00( ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً 00 وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ) من أهم أسباب سعادة البيت وحصول الخير لأهله0 فالأب الذي يخشى الله ويتقيه0 ويحرص على أداء حقوق أهل بيته0 ويقوم بتعليمهم الخير وإبعادهم عن المنكر هو أحد الأساسيات الهامة في البيت السعيد0 لأنه بدون التقوى والعمل الصالح يعمر البيت بضده من المعاصي والمنكرات وقلة الخوف من الله0 ومن صور ذلك الاجتهاد في الطاعة والعبادة والحرص عليها والتواصي بها بين الزوجين وتأملوا معي قول الله تعالى(وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى)00 وقوله 0(رحم الله رجلاً قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته فصلت00 فإن أبت نضح في وجهها الماء يعني0 رش عليها الماء رشاً رفيقاً0 ورحم الله امرأة قامت من الليل فصلت وأيقظت زوجها فصلى00 فإن أبى نضحت في وجهه الماء)(رواه أحمد، وأبو داود00 والنسائي وابن ماجة، وصححه ابن خزيمة0 والحاكم، ووافقه الذهبي)
فصلاح الزوجين وحرصهما على طاعة الله وتنشئة أولادهما التنشئة الصحيحة التي تخرج لأمة الإسلام أجيال المستقبل الذين يحملون هم دينهم وهم إخوانهم المسلمين00 وعلى ذلك فالعلاقة بين الزوجين ليست علاقة دنيوية مادية0 ولا شهوانية بهيمية0 إنما هي علاقة روحية كريمة0 وحينما تصحُّ هذه العلاقة وتصدق هذه الصلة فإنها تمتد إلى الحياة الآخرة بعد الممات(جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ)
ثانياً المعاشرة بالمعروف فإن مما يحفظ هذه العلاقة ويحافظ عليها بعد الإيمان بالله والعمل الصالح المعاشرة بالمعروفوالمعاشرة بالمعروف من أجلِّ الأعمال الصالحة التي ترضي الرب جل وعلا00 وتكون سبباً بعد فضل الله في تقوية دعائم الأسرة المسلمة لقوله تعالى0(وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) فمعرفة الزوج بحقوق أهله عليه وحقوق أولاده ينمي في داخله الحرص على بذل كل ما يعود عليهم بالخير في العاجل والآجل00 فإذا كان الأب يراقب الله ويخشاه ويحرص على طاعته عاد ذلك على أهله وأولاده0
ثالثاً لتعلم الزوجة أن السعادة والمودة والرحمة لا تتم إلا حينما تكون ذات عفة ودين00 تعرف ما لها وما عليها فلا تتجاوزه ولا تتعداه، تستجيب لزوجها00 فهو الذي له القوامة عليها يصونها ويحفظها وينفق عليها0 فتجب طاعته وحفظه في نفسها وماله00 تتقن عملها وتقوم به00 وتعتني بنفسها وبيتها00 فهي زوجة صالحة00 وأمٌ شفيقة00 راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها0 تعترف بجميل زوجها ولا تتنكر للفضل والعشرة الحسنة0 فلابد لها من غفران الزلات والغض عن الهفوات0 لا تخونه إذا غاب0 ولا تسيء إليه إذا حضر0 بهذا يحصل التراضي وتدوم العشرة وتسود الإلفة والمودة والرحمة00 قال 00(أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة)(رواه الترمذي0 وابن ماجة00 والحاكم00 وقال صحيح الإسناد) فما أعظم بشارة هذا الحديث لو وعته المرأة وعملت به للوصول إلى رضا زوجها وربها0
إن صلاح الأسرة المسلمة هو طريق الأمان والسعادة لها وللمجتمع من حولها0 فصلاح الأب وصلاح الأم وصلاح الذرية يعود على البيت بالخير العميم والهدوء وراحة البال والاطمئنان00ويتخرج من هذا البيت رجال ونساء يحملون شعار الدين والأخلاق00 فيطبقون ذلك في معاملاتهم بمن حولهم0 فينتشر الوئام والمحبة في أرجاء المجتمع المسلم00 نسأل الله الكريم المنان ذو الفضل والإحسان أن يمن علينا جميعاً بالسعادة في بيوتنا00 وأن يصلح لنا زوجاتنا وذرياتنا00 وأن يديم علينا نعمة الأمن والأمان والسلامة والإسلام هذا والله اعلم واقدر وصلى الله وسلم
ماشاء الله عليك ياأبو البندري مبدع كعاداتك وموضوع قمه في الحوار ومشكووووووووووور
جزيت خيراً ان شاء الله
اللهم أصلح احوالنا
ووفقنا لما فيه صلاح بيوتنا
بارك الله فيك اخي ابو البندري
سبحان الله وبحمدهسبحان الله العظيم
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات