إن الواقع التاريخي الحديث لا تختلف صوره عن هذه الصورة ّ ! . .
إن ما وقع من الوثنيين الهنود عند انفصال باكستان لا يقل شناعة ولا بشاعة عما وقع من التتار في ذلك الزمان البعيد . .
إن ثمانية ملايين من المهاجرين المسلمين من الهند - ممن أفزعتهم الهجمات البربرية المتوحشة على المسلمين الباقين في الهند فآثروا الهجرة على البقاء - قد وصل منهم إلى أطراف باكستان ثلاثة ملايين فقط !
أما الملايين الخمسة الباقية فقد قضوا بالطريق . .
طلعت عليهم العصابات الهندية الوثنية المنظمة المعروفة للدولة الهندية جيدا والتي يهيمن عليها ناس من الكبار في الحكومة الهندية ,
فذبحتهم كالخراف على طول الطريق ,
وتركت جثثهم نهبا للطير والوحش , بعد التمثيل بها ببشاعة منكرة ,
لا تقل - إن لم تزد - على ما صنعه التتار بالمسلمين من أهل بغداد ! . . .
أما المأساة البشعة المروعة المنظمة فكانت في ركاب القطار الذي نقل الموظفين المسلمين في أنحاء الهند إلى باكستان ,
حيث تم الاتفاق على هجرة من يريد الهجرة من الموظفين المسلمين في دوائر الهند إلى باكستان واجتمع في هذا القطار خمسون ألف موظف . .
ودخل القطار بالخمسين ألف موظف في نفق بين الحدود الهندية الباكستانية يسمى [ ممر خيبر ] . .
وخرج من الناحية الأخرى وليس به إلا أشلاء ممزقة متناثرة في القطار ! . .
لقد أوقفت العصابات الهندية الوثنية المدربة الموجهة ,القطار في النفق .
ولم تسمح له بالمضي في طريقه إلا بعد أن تحول الخمسون ألف موظف إلى أشلاء ودماء ! . .
وصدق قول الله سبحانه:
(كيف وإن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إلا ولا ذمة). .
وما تزال هذه المذابح تتكرر في صور شتى .
ثم ماذا فعل خلفاء التتار في الصين الشيوعية وروسيا الشيوعية بالمسلمين هناك ؟ . . .
لقد أبادوا من المسلمين في خلال ربع قرن ستة وعشرين مليونا . .
بمعدل مليون في السنة . .
وما تزال عمليات الإبادة ماضية في الطريق . .
ذلك غير وسائل التعذيب الجهنمية التي تقشعر لهولها الأبدان .
وفي هذا العام وقع في القطاع الصيني من التركستان المسلمة ما يغطي على بشاعات التتار . .
لقد جيء بأحد الزعماء المسلمين , فحفرت له حفرة في الطريق العام .وكلف المسلمون تحت وطأة التعذيب والإرهاب , أن يأتوا بفضلاتهم الآدمية [ التي تتسلمها الدولة من الأهالي جميعا لتسخدمها في السماد مقابل ما تصرفه لهم من الطعام !!! ] فيلقوها على الزعيم المسلم في حفرته . .
وظلت العملية ثلاثة أيام والرجل يختنق في الحفرة على هذا النحو حتى مات !
كذلك فعلت يوغسلافيا الشيوعية بالمسلمين فيها .
حتى أبادت منهم مليونا منذ الفترة التي صارت فيها شيوعية بعد الحرب العالمية الثانية إلى اليوم .
وما تزال عمليات الإبادة والتعذيب الوحشي
- التي من أمثلتها البشعة إلقاء المسلمين رجالا ونساء في "مفارم" اللحوم التي تصنع لحوم [ البولوبيف ] ليخرجوا من الناحية الأخرى عجينة من اللحم والعظام والدماء -
ماضية إلى الآن !!!
وما يجري في يوغسلافيا يجري في جميع الدول الشيوعية والوثنية . .
الآن . .
في هذا الزمان . .
ويصدق قول الله سبحانه:
(كيف وإن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إلا ولا ذمة ?).
(لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة , وأولئك هم المعتدون). .
إنها لم تكن حالة طارئة ولا وقتية في الجزيرة العربية .
ولم تكن حالة طارئة ولا وقتية في بغداد . .
إنها الحالة الدائمة الطبيعية الحتمية ;
حيثما وجد مؤمنون يدينون بالعبودية لله وحده ;
ومشركون أو ملحدون يدينون بالعبودية لغير الله .
في كل زمان وفي كل مكان .
المفضلات