تابع 3
. ويزعمون إنهم من العرب . وكانوا في دعوة أهل المغرب في جملة جزيرة خرسان ) . هذا هو النص الأصلي من النسخة العربية الأصلية . وسنلم بهذا النص وهو مترجم الى اللغة الفارسية . ليطلع القارئ على إعلان ـ البلوص والقفس ـ في كل زمن من الأزمان عن أصولهم العربية . وليرى القارئ مجاهرة البلوص والقفس والقفس فعلاًََ وقولاًَ في كرمان ومكران بأنهم من العرب على أية حالة من الحالات خلال القتل والتدمير والإستئصال الذي وصفه إبن حوقل وليعلم الناس أن البلوش مصرون كل الأصرار على إظهار إحساسهم برباط الدم والتاريخ بقومهم العرب في كل عصر من العصور . ولا ريب أن كل هذا التشهير والسب في أبناء القفس وبالبلوش المنحدرين من القبائل العربية الإسلامية التي فتحت كرمان و مكران قد كان بوحي من السلاطين ـ الغزنويين والبويهيين والسامانيين ـ الذين كانوا يبتدعون الوسائل المختلفة لطرد العرب من خراسان وكرمان ومكران . وتبديل اللسان العربي كما فعل الساميون والغزنويون . وفي هذه النسخة من كتاب ـ صورة الأرض ـ لأبن حوقل المترجمة الى اللغة الفارسية بقلم الأستاذ ـ جعفر الشعار ـ منشورات بنياد فرهنك إيران ـ ( المؤسسة الثقافية الإيرانية ) ـ طبع طهران ـ 345 ـ شمسي ـ صفحة ـ 75 ـ بعد أن يصف ـ إبن حوقل ـ الإبادة والقتل وسفك الدماء الذي أوقعة السلطان بالقفس . وبعد أن يتحدث عن فقرهم وعوزهم ونحافة أجسامهم وشجاعتهم وكرمهم وإنهم لايركبون الأنعام . يقول في الصفحة المذكورة إنهم عرب وإنهم موجودون في جميع ـ جزيرة خراسان ـ وإنهم يتبعون دعوة أهل المغرب القرمطية . فإن حوقل العلم الفرد في التحقيق الجغرافي والتاريخي يشهد تقريراًَ وإثباتاًَ بعروبة القفس أجداد البلوش . ولقد تعمتد الإشارة الى النسخة المترجمة الى الفارسية إشعاراًَ بالاجماع التاريخي على عروبة البلوش وتنبيهاًَ الى إقرار الإعلام الإيراني الپهلوي بعروبة القفس والبلوص . ولأن هذه النسخة من ـ صورة الارض ـ قد ترجمت الى الفارسية بالإشراف الپهلوي . وقد جاءت مقرة بوجود عربي في كرمان بوادي البلوص وديار القفس . مما يغيظ الدولة الإيرانية ذكره والتنويه به . وإظهاره مكتوباًَ ومطبوعاًَ الى الملأ . قال الحموي في المعجم الجزء الرابع صفحة ـ 147 ـ طبع المدرسة المحروسة 1899م . ومثله في كل النسخ الأخرى ( بلوص بضم الام وسكون الواو وصاد مهملة . جيل كالأكراد . ولهم بلاد واسعة بين فارس وكرمان . تعرف بهم في سفح جبال القفص . وهو املوا بأس وقوة وعدد وكثرة ولا تخاف القفص وهم جيل آخر ذكروا في موضعهم صفحة ـ 147 ـ من ( معجم البلدان ) المجلد نفسه . مع شدة بأسهم من أحد إلا البلوص . وهم أصحاب وبيوت شعر إلا إنهم لا يقطعون الطريق ولا يقتلون الأنفس كما تفعل القفس . وعند جميع المؤرخين كالإدريسي في ( نزهة المشتاق في إختراق الآفاق ) والمسعودي و الحموي و إبن خرداذبة في ( أوضح المسالك ) والأصطخري في ( صورة الأقاليم ) وصفي الدين عبدالمؤمن البغدادي في ( مراصد الإطلاع ) وإبن الفقيه وفي ( لسان العرب ) وفي ( القاموس ) وفي ( مقاييس اللغة ) لأبن فارس . وفي القاموس الفارسي المعروف ( برهان قاطع ) أن ـ البلوص والقفس والقفص و والبلوچ والكوچ ـ كلهم شئ واحد وإنهم عرب . وجاء في ( معجم قبائل العرب ) لعمر كحالة الجزء الأول صفحة ـ 16 ـ نقلاًَ عن ـ ياقوت الحموي ـ في المعجم ( القفس من جبال كرمان مما يلي البحر . وسكانة من اليمانية . ثم من الأزد ثم من ولد سليمة بم مالك بن فهم ) . قال الرهني . القفس جبل من جبال كرمان مما يلي البحر وسكانة من اليمانية ثم من الأزد بن الغوث ثم ولد سلمه بن مالك بن فهم وولده . لم يكونوا في جزيرة العرب على دين العرب للإعتراف بالمعادة والإقرار بالبحث . لقد أردت من هذا النقل إبراز صورة البحث ليقف عليها العرب . وليعرفوا ما للبلوش وما عليهم . وليزداد اليقين بعروبة هذه القبائل البلوشية . إن الحموي وجميع الذين كتبوا عن البلوص والقفص والقفس من المؤرخين المسلمين . فإنهم يعتقدون جميعاًَ بأصلهم العربي اليماني . ويؤكدون إنهم من جنس عربي واحد . وإنهم لا فرق بينهم إلا بالتسمية . وأن جبال القفص هي جبال البلوص وأن التفاوت بينهم في المواقع والمنازل قرباًَ وبعداًَ بين بعضها بعضاًَ مثل التفاوت بين بعض الجماعات من قبائل العرب .هذا ما نفهمه من كلام الحموي . ومن كلام الذين نقل عنهم ( الرهني و البشاري المقدسي ) . ولكن أريد أن أقول أن عادة النهب والسلب والقتل إن صحت تهمتها منطبقة على القفس والبلوص فإنها قد تكونت في هذه القبائل اليمانية من شدة الشعور بالظلم والإهانة . ومن شدة الإحساس بالجور والأذى والبطش الذي نزل بهم من الدولة البويهية . بعد تمزق دولة الإسلام وبعد تفرق شمل العرب . وبعد قيام الدويلات والإمارات التي إستقلت منفردة في سلطان خراسان وفارس وما وراء النهر . أي بعد ظهور ـ السامانية ـ في طبرستان والغزنوية في خراسان والبويهية في إيران والعراق أيضاًَ . والصفارية والسلجوقية الى جانب ما صاحب تلك القرون والأزمان والأحداث وما جاء قبلها وما تلاها من الثورات والحركات ـ المزدكية والزرتشية ـ التي تمثلت في ـ البابكية الخرمية والمازيارية وثورة الزنج ـ الشعوبية والغنوصية التي إستهدفت الجنس العربي بالإبادة والمحق الكلي والتشوية التاريخي والدس الفكري . فكانت هذه الأفكار الشعوبية هي التي يسرت السبيل لبروز ـ أبي مسلم الخراساني ـ وكانت مبادئها ودعواها بذوراًَ فاسدة نبتت منها ونمت فوق تربتها ـ حركة أبي مسلم ـ فتمزقت العرب في المشرق . وإنهدم كيان أمتنا في فارس وخراسان والعراق . وتهشم صرح الوحدة بعدئذ فخرجت تلك السلطانات والإمارات تحارب العرب في كل مكان من أرض خراسان وما وراء النهر وفارس وحتى بغداد نفسها . فحورب اللسان العربي وإزيحت القبائل العربية من مساكنها في أرض الفتوح . وغيرت هذه الإمارت التي أشرنا اليها أسماء جميع الأماكن والأراضي والمدن والمساجد التي كانت منسوبة الى العرب . أو كانت مسماة بأسماء القبائل العربية . فتشتت الجمع العربي وإنضمت بعض القبائل العربية الى جيوش محمود الغزنوي ومشى بعضها تحت لواء البويهيين ولجأ الكثير من العرب الى جبال القفص والى الديار المكرانية . فالذي يسميه هؤلاء المؤرخون سلباًَ ونهباًَ وفتكاًَ وتمثيلاًَ بالناس هو في حقيقته أعمال إنتقامية . وردود أفعال وثارات يقوم بها هؤلاء العرب بوجه الدولة البويهية التي إستبد بها نفر قليل يخزنون الذهب ويلعبون بدماء الناس وأموالهم . ويتباهون بأنهم قد داسوا صدر الخليفة العباسي بأقدامهم وأرغموا دار الخليفة على التسليم لهم والإذعان لإمرهم . وكان أهل كرمان ومكران من ـ القفس والقفص والبلوص وسائر العرب الاخرين يقتاتون ـ النبق ـ ويقومون ويقعدون ببطون خاوية من الطعام حتى إستندوا على دليل شرعي في الإغارة على أموال الدولة البويهية والتمرد عليها وقتل مأموريها . وليس هناك أي حكم فقهي إسلامي يلزم هؤلاء الناس بإطاعة البويهيين والإنقياد لهم . فليس للبويهيين أي وصف في الخلافة الشرعية . وليس لهم إذن بيعة مفروضة الطاعة . وأقول مرة أخرى إني قد تعمدت نقل هذه النصوص كاملة ليعرف الباحثون العرب تأثر بعض المؤرخين والكتاب بأوامر السلاطين وأهل الإمارات المنفصلين عن دولة العرب والاسلام . فتملقوا للبويهيين والغزنويين وأمثالهم . وأيدوهم بإباحة القتل وسفك دماء العرب . وإلا فكيف جاز لعضد الدولة البويهي أن يفني جيلاًَ كاملاًَ من المسلمين . وكيف حق له أن يقتل الصغير والكبير في تلك الحملة الغاشمة . التي لا يزال البلوش حفدة القفس والقفص يئنون من وقعها المدمر حتى زماننا هذا . والتي دهش لها العالم الاسلامي من أقصاه الى أقصاه لما أريق فيها من الدماء . ومهما ورد من الذم والسباب والقدح في القفس والقفص والبلوص في هذه الصفحات والسطور المنقولة من ـ معجم البلدان ـ ومن غيره فإنها تمثل صورة دقيقة المعاني صافية المنظر يراها القارئ فيبصر فيها عروبة هؤلاء القوم من العرب اليمانيين متمنعين نافرين من الذل . ويبدو القفس والبلوص عرباًَ أحراراًَ أباة للضيم أمام البويهيين والخنوع لسلطان البويهيين الذين كان وجودهم شؤماًَ على هذه الامة . وطالع سوء على بغداد التي أهانوا عزتها وأرغموا أنفها في شخص الخليفة العباسي الضعيف . يضاف الى هذه الحقائق أن البلوص والقفس عندما كانوا يتصدون لهذه القوافل فينهبونها أو ينالون أصحابها بالأذى والضرر . فقلد كانوا يتحركون الى مباشرة هذه الإعمال ومزاولة التصرفات المناوئه ـ لآبويه ـ بفتوى من علمائهم وفقهائهم مبنية على حالة الإضطرار من الجوع والفقر وخوف الموت من فقدان الزاد وإنعدام الطعام . فإخذوا في الإجتهاد في كون حكم البويييهن حكماًَ جائراًَ خارجاًَ على الخلافة معطلاًَ لأحكام الله وحدوده . ولأن القفس والبلوص قوم جياع يعيشون في القحط والمتربة في كل شهور السنة فقد كان لهم الحق في بيت المال هذا إنهم كانوا يشاهدون بعيونهم وهم يعانون التنكيل والغارات وجبروت البويهيين ما كان يعانية العرب في خراسان وفارس من معرة هذه الدولة وغمطها للعرب وحقدها . فلا بد أن يتمرد هؤلاء على قوانين عضد الدولة ويعتصموا بشرفهم مطالبين بحقوقهم كعرب
المفضلات