القِسمُ الثَاني

المترجمات

1 ـ تصدير الطبعة الانجليزية الخامسة للبريطان.
2 ـ مقدمة للأستاذ الروسي سرجي نيلوس.
3 ـ بروتوكولات حكماء صهيون.
4 ـ تعقيب للأستاذ سرجي نيلوس.

تصدير الطبعة الخامسة للترجمة الإنجليزية

إن نفاد طبعة أخرى أيضاً من هذا الكتاب ليدل على أنه لم ينقص تلهف الناس على استقبال أخبار بروتوكولات صهيون Protocols Of Zion، وانه ليزداد وضوحاً في كل يوم أن سياسة البروتوكولات الآن تطبق بعنف على الأمميين، لأن حكوماتها كما يفاخر المستر إسرائيل زانجفيل Mr. Israel ZangWill مطوقة باليهود ووكلائهم. وأن العالم مدين للأستاذ سرجي نيلوس professor Sergyei Nilus بنشر هذا الكتاب المفزع. وهكذا بينما روسيا تتخذ ضحية لبغضاء اليهودية الخالدة، ويقع عليها اختيار حكماء صهيون لتكون عبرة الانتقام اليهودي ـ فإن روسيا كذلك تكشف مدى الخطر الذي أيقظ العالم. وإن العالم لمدين لشجاعة هذا الابن الحق لروسيا الحقيقية، ولعزمه ووفائه، بأن كشفت الآن اليد الخفية Hidden Hand حتى جلدها ومخالبها، وإن الفوضى والعماء chaos الذي يطبق على كل مكان هنا ليجد في هذا الكتاب غايته وسببه واضحين.
على كل قارئ ان يدرس المقدمة والتعقيب اللذين قدمهما لنا نيلوس نفسه، ولا سيما التعقيب وصلته بالبروتوكول الثالث الذي يكسف خطوات الأفعى الرمزية sympolic Serpent في التفافها القاتل حول أوروبا. وأن حسرة الكاتب البالغة على مصير بلاده المحبوبة (روسيا) الذي كان يوشك أن يحل بها، والذي حاول هو سدى أن يتفاداه ـ لا يمكن أن تخيب في أن تزلزل عواطف كل قارئ يشعر شعوره، وفي تنفذ إلى اعماق فؤاده.
ويجب وجوباً أن نستحضر في عقولنا أن الاستاذ نيلوس قد نشر البروتوكولات أولاً في سنة 1902 وأن الطبعة التي اخذت ترجمتنا عنها قد نشرت سنة 1905، وأن النسخة ذاتها التي اتخذناها في الترجمة هي الآن في المتحف البريطاني مختوماً عليها تاريخ تسلمها وهو 10 أغسطس سنة 1906،أنه لا يمكن تفنيد هذه التواريخ التي تبرهن على أن الحرب العالمية، وصلب روسيا، والاضرابات، والثورات، والاغتيالات ـ قد حدثت جميعاً "وفق خطة" . كما تبرهن على أن تلك الخطة لم تكن خطة المانيا ولا خطة انجلترا ولا أي امة أخرى الا أمة اليهودية بلغتها السرية ـ اليد الخفية The hidden Hand ـ التي كشف عنها الآن بعد أمد طويل في البروتوكولات التي لا حاجة بنا إلى القول بأنها لم يقصد منها أن تراها عيون الأمميين (غير اليهود).
ويزعم اليهود، ضرورة أن البرتوكولات زور، ولكن الحرب العظمى ليست زوراً، ولا مصير روسيا زوراً، وبهذين الأمرين تنبأ حكماء صهيون منذ أمد طويل يرجع إلى سنة 1901.
أن الحرب العظمى لم تكن حرباً المانية بل أنها مكيدة دبرتها اليهودية، وقتال بسبب اليهود على تبادل ذخائر العالم، لقد كان اليهود هم الذين سخروا كل قواد الجيش وكل قواد الأساطيل، وأن بيانات معركة جتلاند Jutland Battle ونتيجتها ـ لتقدم مثلاً واحداً صغيراً يبين كيف قاد اليهود الحرب سواء في البر أو البحر، وكيف حازوا "مغانم" الحرب لليهود، وكيف انهم حصلوا على سلطة القيادة والتوجيه على كل المتحاربين من أجل اليهود.
أيها القارئ: ان نشر هذا الكتاب ليلقي عليك مسؤولية كبيرة.
"لندن" أغسطس سنة 1921
البريطان

مقدمة
(كيف ظهرت البروتوكولات للعالم )
لقد تسلمت من صديق شخصي ـ هو الآن ميت ـ مخطوطاً يصف بدقة ووضوح عجيبين خطة وتطوراً لمؤامرة عالمية مشؤومة، موضوعها الذي تشمله هو جر العالم الحائر إلى التفكك والانحلال المحتوم.
هذه الوثيقة وقعت في حوزتي منذ أربع سنوات (1901)، وهي بالتأكيد القطعي صورة حقة في النقل من وثائق أصلية سرقتها سيدة فرنسية من أحد الأكابر ذوي النفوذ والرياسة السامية من زعماء الماسونية الحرة Freonasoary وقد تمت السرقة في نهاية اجتماع سري بهذا الرئيس في فرنسا حيث وكر "المؤتمر الماسوني اليهودي.jewish masonie conspiracy
وللذين يريدون أن يروا ويسمعوا، أخاطر بنشر هذا المخطوط تحت عنوان "بروتوكولات حكماء صهيون" وبالتفرس المبدئي خلال هذه المذكرات ـ قد تشعرنا "بما نشعر به أمام ما نسميه عادة "الحقائق المسلمة truisms" ". انها تظهر في هيئة الحقائق المألوفة كثيراً أو قليلاُ، وان عبر عنها بحدة وبغضاء لا تصاحبان عادة الحقائق المألوفة، فبين سطورها تتأجج بغضاء دينية، وعنصرية عميقة الغور متغطرسة قد خبئت بنجاح أمداً طويلاً، وانها لتجيش وتفيض، كما هو واقع، من اناة طافح بالغضب والنقمة، مدرك تمام الادراك أن نصره النهائي قريب.
ونحن لا نستطيع أن نغفل الاشارة إلى أن عنوانها لا ينطبق تماماً على محتوياتها،فهي ليست على وجه التحديد مضابط جلسات بل هي تقرير وضعه شخص ذو نفوذ، وقسمه أقساماً ليست مطردة أطراداً منطقية على الدوام. وهي تحملنا على الاحساس بأنها جزء من عمل أخطر وأهم، بدايته مفقودة. وأن كان أصل كل هذه الوثائق السالف ذكرها يعبر هنا عن نفسه بوضوح.
ووفق تنبؤات الآباء القديسين Holy Fathers لابد أن تكون دائماً أعمال أعداء المسيح محاكاة لحياة المسيح، ولا بد أن يكون لهم خائنهم غير ان خائنهم، من وجهة نظر دنيوية، يظفر بغاياته طبعاً، واذن فمن المؤكد أن ينتصر "الحاكم العالمي" انتصاراً كاملاً، لكن لفترة وجيزة. وهذه الاشارة إلى كلمات وسولوفيف W.Soloviev لا يقصد به أن تتخذ برهاناً على سندهم authority العلمي، فالعلم من وجهة النظر الأخروية eschatological لا مكان له، والجانب المهم هو القضاء والقدر. ان سولوفيف يعطينا النسيج CAUVAS

والمخطوط المعروض امامنا سيقوم بالتطريز embroidery . وقد نكون ملومين حقاً على التشكك في طبيعة هذه الوثيقة، غير انه لو أمكن البرهان على هذه المؤامرة العالمية الواسعة بخطابات أو تصريحات من شهود عيان، وأمكن أن يكشف قناع زعمائها وهم ممسكون بخيوطها الدموية ـ اذن لكشفنا بهذه الواقعة الحقة "اسرار الظلم" ولكن لكي تحقق المؤامرة نفسها يجب أن تبقى سراً حتى يوم تجسدها في "ابن الفناء" .
اننا لا نستطيع البحث عن براهين مباشرة في مشكلات الخطط الاجرامية التي أمامنا، ولكن علينا أن نقنع بالبينات العريضة أو القرائن. وان مثلها ليملأ عقل كل متأمل مسيحي غيور
ان المكتوب في هذا الكتاب ينبغي ان يقنع "من لهم آذان للسمع" لما فيه من وضوح، ولأنه مقدم اليهم بقصد حثهم على حماية أنفسهم، إذ الوقت متسع لهذه الحماية، حتى يكونوا على حذر.
أن ضميرنا سيكون راضياً إذا وصلنا بفضل الله إلى هذا الغرض الأهم من تحذير العالم الأممي (غير اليهودي) دون اثارة الحقد في قلبه ضد شعب إسرائيل الأعمى. ونحن نثق بأن الأمميين لن يضمروا مشاعر الكراهية ضد جمهور إسرائيل المؤمن خطأ ببراءة الخطيئة الشيطانية لزعمائه من الكتبة والفريسيين Pharisees الذين برهنوا مرة قبل ذلك على انهم هم أنفسهم سبب ضلال اسرائيل واذا نحينا جانباً نقمة الله من الظالمين لم تبق الا وسيلة واحدة: هي اتحاد المسيحيين جميعاً في سيدنا يسوع المسيح والفناء الشامل فيه مستغفرين لأنفسنا وللآخرين.
ولكن أهذا ممكن مع حالة العالم الضالة الان؟ انه مستحيل مع سائر العالم، ولكنه ممكن مع حالة روسيا المؤمنة . فالظروف السياسية الحاضرة للدول الأوروبية الغربية والأقطار التابعة لها في الجهات الأخرى قد تنبأ بها أمير الحواريين Prince Of Apostles.
أن النوع البشري ـ في استرواحه espiration لاكمال حياته الأرضية وبحثه عن مملكة الاكتفاء العام التي تحقق المثل الأعلى للحياة الإنسانية ـ قد غير اتجاه مثله بدعوى أن الإيمان المسيحي كاذب قطعاً، وانه لا يحقق الآمال المعلقة عليه. وان العالم ـ الذي حطم معبوداته السابقة وخلق معبودات جديدة، وأقام آلهة جديدة على قواعدها ـ انما يبني لهذه الآلهة الجديدة هياكل: كل منها أعظم فخفخة، وأكبر فخامة من الآخر، ثم يعود فينكسه ويدمره.
ان النوع البشري قد فقد الفهم الصحيح للسلطة التي منحها الملوك المسحاء من الله، وهو يقترب من حالات الفوضى. وسرعان ما تبلى بلى تاماً ضوابط الموازين الجمهورية والدستورية، وستنهار هذه الموازين، وستجر معها في انهيارها كل الحكومات إلى أغوار هاوية الفوضى المتلفة.
أن آخر حصن للعالم، وآخر ملجأ من العاصفة المقبلة هو روسيا . فايمانها لا يزال حياً، وامبراطورها المسيح لا يزال قائماً كحاميها المؤكد.
ان كل جهود الهدم من جانب أعداء المسيح اليساريين Sinistors الظاهرين وعماله الفطناء الأغبياء ـ مركزة على روسيا. والأسباب مفهومة والغايات معلومة، فيجب أن تكون معروفة لروسيا المتدينة المؤمنة.
وإن اللحظة التاريخية المقبلة أعظم وعيداً، وإن الأحداث المقتربة ـ وهي مقنعة بالغيوم الكثيفة ـ أشد هولاً، فيجب أن يضرب الروسيون ذوو القلوب الجريئة الباسلة بشجاعة عظيمة، وتصميم جبار، وينبغي أن يعقدوا أيديهم بشجاعة حول لواء كنيستهم المقدس، وحول عرش امبراطورهم. وطالما الروح تحيا، والقلب الجياش يخفق في الصدر فلا مكان لطيف اليأس القاتل. ولكننا نعتمد على أنفسنا وعلى ولائنا وايماننا، لنظفر برحمة الله القادر Almighty، ولنؤجل ساعة انهيار روسيا (1905).