النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: لا تُغضب غالياً . . ثم تؤجّل إرضاءه إلى غد !!

  1. #1
    مشرفة القسم الإسلامي الصورة الرمزية اشراقة الدعوة
    تاريخ التسجيل
    23 - 7 - 2009
    الدولة
    أرض الحرمين
    المشاركات
    3,033
    مقالات المدونة
    1
    معدل تقييم المستوى
    585

    افتراضي لا تُغضب غالياً . . ثم تؤجّل إرضاءه إلى غد !!

    أبو فهد زميل عمل يبلغ من العمر نحو 50 عاما

    ..

    في ليلة وبمناسبة سَكَنِهْ في منزل جديد

    أقام مأدبة عشاء للزملاء
    لبيت العزيمة وليتني لم ألبيها



    علم الله اني ندمت على ذهابي



    خلوكم متابعين وبقولكم لمَ الندم..
    تجمع الزملاء وذهبنا له في منزله










    بيننا المسن والشاب.

    لفيف من الزملاء أكتظ بهم مجلسه.

    ثلاثة من أطفاله. أخذوا مكانا في طرف المجلس





    [ محمد و أنس و معاذ ]



    كان أبو فهد يصب القهوه بشوشا ضاحكا فرحا






    اتت اللحظة الحاسمة والتي قلبت فيها كيانه.

    قلبت فرحه لحزن.

    وأبكيته دون أن أعلم ما يخفي هذا الخمسيني.






    لم يرق لي صب ( أبو فهد ) للقهوة.

    كبير في السن ويصب القهوة لنا الشباب لم اتعودها في محيطي

    وقمت وألحّيت عليه كي أصبها


    لكنه حلف وأجبرني على الجلوس



    قلت له ممتعضا وين فهد ليه ما يجي يقابل الرجال ويساعد أبوه



    لم أكن أعرف عن فهد إلا أنه ابنه البكر ولهذا تمت تسميته أبو فهد



    كنت منتقل حديثا للإدارة ولم أعرف أسرار الزملاء ولا أي أمر خاص لهم
    كانوا بالنسبة لي صناديق مغلقه.
    لا أعرف عن حياتهم الخاصة أي شيء.
    عندما سألت عن فهد



    صمت المجلس عن بكرة أبيه وتغيرت ملامح أبو فهد





    اختفت الابتسامة

    ولجمت الألسن
    علمت أني جبت العيد
    وصمت

    لاح بوجهه بعد أن وضع الدلة على الطاولة
    وخرج من المجلس وتبعه أطفاله الثلاثة








    ——


    التفت على زميلي اللي يجلس إلى جواري.

    وقلت وش فيه.؟؟

    قال: فهد ميت وأنت جبت العيد.

    قلت متى؟؟





    قال من 10 سنوات


    ياااااااه عشر سنوات وما زال يذكره.
    .[ يا لرقتك يا أبا فهد ].










    عاد ابو فهد بعد أن أفرغ ما به وأثار البكاء باديه على وجهه


    تعشينا. واصريت أن أبقى حتى رحيل آخر الضيوف وأقدم له العذر



    بالفعل عندما رحل آخر الزملاء اقتربت منه

    وقلت: أنا آسف لم أعلم ان فهد ميت
    هذا قدره
    وهو طريق سيمشيه الجميع.
    التفت علي وقال حصل خير.
    لا تعتذر فذكراه لا تغيب





    قلت: ولكن يا أبو فهد عشر سنوات. وانت تبكيه.

    أين الإيمان بالقدر.
    قال أنا مؤمن بالقدر





    حزني لم يكن للوفاه !!!

    فقد فقدت معه طفلة أخرى في حادث وقع لنا ونحن عائدون للرياض قادمين من أبها في إحدى
    الإجازة الصيفية ولم أبكها كما بكيته
    .
    مات وهو يبكي.
    مات بعد أن اغضبته.
    مات بعد أن ضربته.
    لم يسعفني القدر لضمه.
    لم يسعفني القدر لتطييب خاطره.
    لم يسعفني القدر لمسح دموعه.








    ——-


    كان أبو فهد قادما من أبها بصحبة عائلته..

    كان فهد عمره عشر سنوات

    .

    وكان في المقعد الخلفي لاهيا ومسببا ازعاجا لوالده



    لم يحتمل أبو فهد الأمر ونزل العقال وضربه ضربا مبرحا



    بكى فهد وتألم والده
    .
    تألم ومع ذلك قال في نفسه.
    سأراضيه في الرياض !!
    .
    وقع الحادث وفهد يجهش بالبكاء.
    مات فهد وطفلة رضيعة
    .
    وأصيبت بقية العائلة وتم نقلهم للرياض على طائرة إخلاء طبي..








    —-


    يقول أبو فهد.

    ليته يعود لو لساعة

    .

    مات والحسرة في صدري…
    فقط ارغب في ضمه ومسح دموعة
    ..
    أنا مؤمن بالقضاء والقدر..
    ولكن ما زالت الحسرة في قلبي
    ..
    مات وهو غاضب..
    مات وهو باكٍ
    ..
    مات دون أن اضمه على صدري وأطيب خاطره..








    —-


    ليت الليالي تعود..

    : : : * : : :* : :: * : : :




    نقسو على من نحب..

    ونردد الأيام كفيله بإرضائهم

    ..

    ولا نعلم أن الموت ربما يكون له رأي آخر
    ..
    قريب لي ماتت والدته وهي غاضبه عليه
    ..
    ماتت وهو يسوف ويقول غدا أطيب خاطرها..
    ماتت قبل غدا !!
    وبقيت الحسرة في صدره منذ موتها
    ولن تتركه الحسرة إلاّ برحيله








    * : :* : : * : : *




    إبن عاق . .

    يجرّ باب البيت بقوة ومن خلفه أم تبكي أو اب يندب حسرة . . !

    لهاثه وراءة رغباته الصحبة والرفقة . .

    جعله يؤجّل إن ينطرح عند دقميهما يقبّلهما إرضاءً واعتذاراً . .
    أغلق الباب وهو يحدّث نفسه ..
    حينما أعود . . أرضيهما !
    لم يعد .. إلاّ بصوت هاتف يهاتفه ( أعظم الله أجرك ) فيهما !!








    لي . . ولك . . ولكل إنسان يحمل بين جنبيه قلب ( إنسان ) !


    تذكر دائماً . . .


    لا تُغضب غالياً . . ثم تؤجّل إرضاءه إلى غد !!



    مواقف مؤثرة تتطلب منا أن نعيد حساباتنا ولا نسمح لأنفسنا أن نخطيء في حق شخص مهماكان وإن حصل نعتذر فورا حتى لا نندم بعد أن لا ينفع الندم.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #2
    عضو جديد الصورة الرمزية سامي سلمان النجيدي
    تاريخ التسجيل
    24 - 1 - 2010
    المشاركات
    231
    معدل تقييم المستوى
    558

    افتراضي رد: لا تُغضب غالياً . . ثم تؤجّل إرضاءه إلى غد !!

    اشراقة الدعوه الله يجزاك خير
    وانا اقول انتي اشراقة المنتدى
    الى الامام وبالتوفيق
    يــــارب عــفــوكـ ورضـــاكـ

  3. #3
    عضو جديد الصورة الرمزية مشعل ابوخشيم
    تاريخ التسجيل
    26 - 12 - 2009
    المشاركات
    224
    معدل تقييم المستوى
    561

    افتراضي رد: لا تُغضب غالياً . . ثم تؤجّل إرضاءه إلى غد !!

    ان المتااابع لقلمك يدرك ان هنالك وراءه انسانه
    واعيه ومحترمه
    لله درك بهذا الاسلوب الشيق فلم استطع مغادرة القصه حتى قرائتهااا بالكامل
    رحمة الله على فهد والله يعوض ابووه
    ويكفينااا الله شر عقوق الوالدين والقسوه على الابناااء وكل من نعرفهم
    الاخت القديره انتى كالبستااان الزاهى بكل ماهو عطر فلاتحرمينااا من عبير قلمك
    دمتى فى امااان الله
    سبحان الله العظيم
    سبحان الله وبحمده

  4. #4
    مشرفة القسم الإسلامي الصورة الرمزية اشراقة الدعوة
    تاريخ التسجيل
    23 - 7 - 2009
    الدولة
    أرض الحرمين
    المشاركات
    3,033
    مقالات المدونة
    1
    معدل تقييم المستوى
    585

    افتراضي رد: لا تُغضب غالياً . . ثم تؤجّل إرضاءه إلى غد !!

    القصة منقولة وللأسف أخطأت أردت أن أضعها في قسم النثر المنقول أعتذر ولعل الإخوة المشرفين يقومون بنقل الموضوع إلى قسم النثر المنقول.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  5. #5
    عضو جديد الصورة الرمزية غاده
    تاريخ التسجيل
    1 - 1 - 2009
    الدولة
    فــ كـبـريـآء الـروح ــي
    المشاركات
    3,303
    معدل تقييم المستوى
    602

    افتراضي رد: لا تُغضب غالياً . . ثم تؤجّل إرضاءه إلى غد !!

    اختي إشراقة الدعوة: قصة مؤثرة جدا ...فليت القلوب تلين قساوتها بعد سماع مثل هذه القصص ....
    إشرقت صفحات النثر بروعة مانقلت لنا هنآ .. فان دل على شي دل على ذائقة رآقية .. دمتي كما تحبين
    لا تحرمينا تواجدك العطر
    سبحان الله العظييييم ,,,, ولا اله الا الله

  6. #6
    عضو جديد الصورة الرمزية حمودعبدالله ابوشامه
    تاريخ التسجيل
    28 - 6 - 2009
    الدولة
    في السيارة
    المشاركات
    1,752
    معدل تقييم المستوى
    580

    افتراضي رد: لا تُغضب غالياً . . ثم تؤجّل إرضاءه إلى غد !!

    طرح جميل ومميز ورااااااااائع

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
هذا الموقع برعاية
شبكة الوتين
تابعونا