النتائج 1 إلى 6 من 73

الموضوع: قيد الصيد

العرض المتطور

المشاركة السابقة المشاركة السابقة   المشاركة التالية المشاركة التالية
  1. #1
    رئيس مجلس الإدارة الصورة الرمزية موسى بن ربيع البلوي
    تاريخ التسجيل
    24 - 10 - 2001
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    26,570
    مقالات المدونة
    19
    معدل تقييم المستوى
    907

    افتراضي رد: قيــــــد الصيـــــــــد

    حجاب من الفحم.

    قالت الأخت اليوغسلافية وهي تتحدث الفصحى:

    "عندما غزانا المد الشيوعي كنت حينها صبية في العاشرة من عمري، وكنت أرتدي الحجاب دون غطاء الوجه، وكانت أمي تغطي وجهها مع سائر بدنها.

    وكنا قبل هذا المد الخبيث نعيش في أمان على كل شئ. على أموالنا .. وأعراضنا .. وديننا .. فلما ابتلانا الله بهذا الطاغوت الذي لا يرعى في مسلم إلا ولا ذمة، تغيرت أحوالنا، فما كنا نستطيع أن ننام ليلة واحدة في أمان، وكانت أمي تنام في حجابها خوفاً أن يداهم الحراس الكفرة بيوتنا في ساعة من ليل.

    وكان أول عمل قام به الشيوعيون هو هتك الستر. فقد هدموا الجدر الفاصلة بين منزل ومنزل، حيث كانت عالية للمحافظة على الحرمات، فأبوا إلا أن يجعلوا ارتفاعها لا يزيد على متر واحد .. فكنت أنا وأمي لا نستطيع أن نظهر في حديقة الدار إلا ونحن متحجبتان؛ بل كانت أمي تغطي حتى وجهها وهي تقضي بعض الأعمال في حديقة الدار"

    عجبت والله من صلابة الإيمان في قلب تلك المسلمة غير العربية، أشاهدتن معي كيف أنها تنام في حجابها خوفاً أن يداهمهم أحد في الليل!! ولا تظهر إلا بحجابها في حديقة دارها ؛ لأن ارتفاع الجدار ليس كافياً ليسترها عن جيرانها.

    وهل تردن المزيد عن هذه المرأة الصالحة؟ إذن سأكمل عليكن ما روته لي ابنتها – تلك الأخت اليوغسلافية- .

    قالت: "فما اكتفى الشيوعيون بذلك ؛ بل إنهم فرضوا على كل من تغطي وجهها أن تحمل صورة فوتوغرافية تبرزها في هويتها".

    ولسنا بصدد العجب من هذا فهو يحصل في أغلب البلاد للتحقق من الهوية الشخصية ؛ ولكن العجب كل العجب من موقف تلك الأم الصالحة . أتدرون ماذا فعلت؟ قالت لي ابنتها بالحرف الواحد:

    "عندما جاءنا جنود الدب الأحمر، وأبلغونا بوجوب إبراز صورة في البطاقة الشخصية للنساء .. يومها ما رأيت أمي تبكي كبكائها تلك الليلة، وهي تردد وتقول: كيف سأكشف وجهي أمام المصور؟ وهو يركز نظره علي ثم يأتي أتباع الدب الأحمر ليتمتعوا بالنظر إلى صورتي .. ماذا أفعل؟ أنقذوني من هذا الموقف الذي لا أطيق تحمله .. وبينما نحن في حيرة من أمرنا وقد تألمت جداً لبكائها وحرقتها؛ إذ قام والدي وأحضر بين يديه فحماً أسود وقال لها: خذي يا أم فلان ولا تجزعي .. خذي هذا.. قالت : وماذا أنا فاعلة به ؟

    قال: أصبغي به وجهك! .. وقنعيه بالسواد فلا تبدو ملامح جمالك حين تكشفين عن وجهك أمام المصور وستظهر الصورة قاتمة . فأخذت والدتي منه على مضض وهي غير متوقعة أنه سيكفي . فلما لطخت وجهها بلونه الأسود وقنعته به اختفت كل معالم جمالها، فانفرجت أساريرها، ولا زلت أحتفظ من يومها بتلك الصورة الرائعة بقناع من الفحم الأسود تقف شاهدة لأمي وأبي أمام الله يوم القيامة في غيرتهما على دينه"
    ثم أظهرت لي الصورة من حقيبتها .. فوقفت مما أرى .. فلم أصدق ما تراه عيني لولا أني قد سمعت قصتها..
    أين نحن من تلك المرأة اليوغسلافية .. ؟ فوالله إننا لنقف أمام هذه الصلابة الإيمانية متوشحين برداء الخجل .. ويبرز أمامنا شبح التقصير .. فنحن العربيات المسلمات اللواتي يفهمن حروف ومعاني القرآن الكريم وألفاظ الحديث الشريف أكثر منها .. هل نلتزم مثل التزامها .. ؟ هل يخطر ببالنا أن نفكر مثل تفكيرها؟ ويل لنا من تقصيرنا .. نسأل الله أن يرحمنا، وأن يردنا إلى ديننا رداً جميلاً...

    وما أجمل الحياة حين يخالط الإيمان بشاشة القلب.. وما أروع أن تعيش المرأة المسلمة في ظل دينها الحنيف الذي يحقق لها الأمن النفسي والحماية المادية .. وما أعظم أولئك النسوة المؤمنات اللاتي يرين دينهن أغلى ما يملكن في هذه الدنيا، فلا يفرطن في أي أمر من أوامره صغيراً كان أو كبيراً، وإذا ما تعرضن للابتلاء في الدين كان منهن من الصمود ما يحاكي الجبال الرواسي، وإذا ما اشتد عليهن البلاء هداهن الله بإيمانهن إلى ما يحفظ عليهن دينهن وكرامتهن مصداقا لقوله تعال: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بإيمانهم) يونس،الآية :9. وقوله: (ومن يؤمن بالله يهد قلبه)التغابن، الآية: 11.

    إن الصدق في أخذ هذا الدين بقوة يورث صاحبه هداية وسداداً يعصم بها دينه ونفسه.
    وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم، وقد أمرنا سبحانه أن نسأله من فضله ... فهل نحن فاعلون؟

    . منقول من كتاب ( كشكول الأسرة )
    أنصر نبيك
    .
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    الإثنين 27محرم 1429هـ
    .



  2. #2
    رئيس مجلس الإدارة الصورة الرمزية موسى بن ربيع البلوي
    تاريخ التسجيل
    24 - 10 - 2001
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    26,570
    مقالات المدونة
    19
    معدل تقييم المستوى
    907

    افتراضي رد: قيــــــد الصيـــــــــد

    [ فَكر فيمآ سَيكُونُ عَليهِ شٌعوركَ فيْ آلغَد ..
    فآلأَمسُ قدْ مَضَى .. وَ آليومُ يُوشِكُ عَلَى آلإِنتِهآءْ ]
    ..!

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    أنصر نبيك
    .
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    الإثنين 27محرم 1429هـ
    .



  3. #3
    رئيس مجلس الإدارة الصورة الرمزية موسى بن ربيع البلوي
    تاريخ التسجيل
    24 - 10 - 2001
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    26,570
    مقالات المدونة
    19
    معدل تقييم المستوى
    907

    افتراضي رد: قيــــــد الصيـــــــــد

    بسم الله الرحمن الرحيم


    ملاطفة البنات

    رياض بن محمد المسيميري



    الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد:

    تشتكي كثير من البنات جفوة آبائهن ، وشحهم العاطفي تجاه بناتهم مع شدة حاجتهن إلى تلك المشاعر الجياشة والأحاسيس الدافئة !

    والسبب الأول في أعراض الآباء هو الانشغال الذي لا يكاد ينتهي والجري وراء جمع الحطام الذي لا يكاد ينقضي .

    ونجم عن هذا الانفصام القاسي شعور باليأس لدى تلكم الفتيات وشعورهن بشيء مفقود فظلين يبحثن عنه حتى وجدن شيئا منه لدى قرينات السوء أو الفساق من الشباب الحائر الباحث عن اللذة العابرة !!

    ولذا سقطت بعض الفتيات في براثن المعاكسات لأول وهلة بحثاً عن العاطفة المفقودة ، والمشاعر الحميمة !

    في بيوتنا فتيات لم يسمعن من آبائهن يوما من الدهر أهلا بنيتي ! كيف أنت يا غاليتي ؟ ما أحوالك يا عزيزتي ؟

    في الصحيح من حديث عائشة رضي الله عنها : " كن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عنده ، لم يغادر منهن واحدة فأقبلت فاطمة رضي الله عنها تمشي ، ما تخطئ مشيتها من مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً ، فلما رآها رحب بها فقال : " مرحباً بابنتي " ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله .. " الحديث فهذا سيد الخلق يرحب بابنته ويجلسها بجانبه بكل شوق وحنان ، وعطف وإحسان مع إنها امرأة ذات زوج صالح لا تنقصه العواطف الجياشة تجاه امرأته الغالية وأم الحسن والحسين ريحانتا الإسلام ، وسيدا شباب الجنة .

    فأين الآباء عن هذه الأخلاق النبوية الحنونة وتلك العواطف المحمدية الجياشة التي غمرت الزهراء رضي الله عنها حتى اطمأنت نفسها وانشرح صدرها وتفرغت لعبادة ربها والمسابقة إلى مرضاة بارئها فاستحقت لقب سيدة نساء هذه الأمة كما في صحيح مسلم .

    أن على الآباء أن يدركوا أهمية إغداق عواطفهم واستجداء مشاعرهم تجاه بنياتهم ليشعرن بالأمان القلبي والاستقرار النفسي ومن ثم يكن قرة أعين لإبائهن ويرددن صاع الإحسان بصاعين فما ارق القلوب البنات تجاه الآباء متى لمسن عطفهم وشعرن بحبهم وقربهم .

    وأنت أيتها الفتاة المحرومة من عطف الأب وحنانه ، التمسي له الأعذار ، وتأكدي بأنه مشغول عنك بك يبحث عن لقمة العيش ، ويسعى لحياة كريمة تنعمين بها ثم تأكدي أيضا .

    إن أباك لا تنقصه العواطف تجاهك ولكنها محبوسة ، ولا يفتقر إلى المشاعر الدافئة ولكنها ماسورة فاقتربي من أبيك وحاولي إطلاق هاتيك العواطف والمشاعرات من تلك السجون بحل قيودهن بكلمة حانية وقبلة على جبين أبيك دافئة وابتسامة مشرقة!

    اقتربي منه ... حديثه ... بحبك له ، وعطفك عليه ، واشتياقك لإطلالته واستئناسك بمجلسه !

    حاولي مرة ثانية وثالثة ... وربما وجدت إعراضا أو صدوداً فما ذاك إلا الهدوء الذي يسبق عاصفة الحب الأبوي القادم والعطف الفطري المتحرر من اوصار الغفلة ، وقيود النسيان الاخذه في الاهتراء والذبول ..

    حاولي ، وستدعين لكاتب السطور يوما ما !!


    و صلى الله على نبينا محمد و الحمد لله رب العالمين
    أنصر نبيك
    .
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    الإثنين 27محرم 1429هـ
    .



  4. #4
    عضو جديد الصورة الرمزية محمود الجذلي
    تاريخ التسجيل
    17 - 4 - 2004
    الدولة
    .. قلبـــ ـهـ ــــا ..
    المشاركات
    17,279
    معدل تقييم المستوى
    799

    افتراضي رد: قيد الصيد

    ,
    متصفح يغني عن الف متصفح اخر ,
    فــ شكراً لك استاذي موسى ,
    وسلمت يمينك

    ::

    متابع وبشوق لهذا المتصفح

    ,
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    لوْ منِ [ تمنىَ ] يــ درك اللي تمناه ,
    كنَتْ أتمنَى " شوفتْك " كل سآعه!
    ولوُيعطيِ الله كل شئ [ طلبنآهـَ ]
    طَلبتك أخ لي وووولو ~ بالرضاعهْ }

  5. #5
    رئيس مجلس الإدارة الصورة الرمزية موسى بن ربيع البلوي
    تاريخ التسجيل
    24 - 10 - 2001
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    26,570
    مقالات المدونة
    19
    معدل تقييم المستوى
    907

    افتراضي رد: قيد الصيد

    شكــراً محـمود

    ، نور المتصفح بوجودك

    .
    أنصر نبيك
    .
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    الإثنين 27محرم 1429هـ
    .



  6. #6
    رئيس مجلس الإدارة الصورة الرمزية موسى بن ربيع البلوي
    تاريخ التسجيل
    24 - 10 - 2001
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    26,570
    مقالات المدونة
    19
    معدل تقييم المستوى
    907

    افتراضي رد: قيد الصيد

    متعة القراءة
    أ.صالح أحمد الشمري

    بسم الله الرحمن الرحيم

    بعد صدور كتابي متعة الكتابة قابلت أستاذا في القانون وكانت تربطني به علاقة جيدة فقال لي : توقعت منك أن تكتب في القراءة لا الكتابة لمعرفتي باهتمامك بالكتاب وحبك للمطالعة قلت له : أقدر جيدا ماتقول ولكن القراءة موضوع قد كتب فيه الكثيرون ولو قمت بزيارة لأحد المكتبات وطلبت من أحد موظفيها أن يخرج لك قائمة بأسماء الكتب التي تناولت القراءة لخرج لك بمجموعة من العناوين العديدة والمتنوعة ولكني أجتهد في ان ماطرحته في موضوع الكتابة بحاجة إلى مزيد بيان وتوضيح كنت قد بينته في مقدمة الكتاب ولا داع لذكرها الأن ولا أكتم سرا بأن حديث الأستاذ قد ترك أثرا في الخاطر حول مايمكنني التحدث فيه حول القراءة وحيث اني أحاول جاهدا أن لا أكرر ماذكره غيري – مااستطعت إلى ذلك سبيلا – توفيرا لوقت القارئ فإني لن أتحدث لكم حول فضل القراءة وما ذكر حولها وحول العلم من الآيات الكريمة أو مافي السنة المطهرة على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم بل لن أذكر لكم ماتزخر به بطون الشعر وأمهات كتب الأدب العربي وغير العربي كل ذلك أجزم أنكم تعرفوه أكثر مني إلى درجة الإصابة بالتخمة ! ولكن الحديث معكم- أيها القراء الكرام - حول القراءة والمطالعة من حيث كونها متعة ولذة فكرية وذهنية وكيفية وصولنا جميعا إلى هذه الدرجة من الاستمتاع . لعلكم سمعتم أو قرأتهم أن من بين ماقيل في القراءة أنها تختصر لك الزمن وقيل أيضا أن القارئ عبر المطالعة يتصفح عقول الرجال وغيرها من الحكم التي تصف روعة المطالعة وقد صدقوا في ذلك أيما صدق أما اختصار الزمن فإن الإنسان في حياته قد تمر عليه ظروف يدرك من خلالها أنه مقبل على مرحلة زمنية معينة لها أحكامها وظروفها الخاصة فالشاب الأعزب حين يعقد قرانه على فتاة يصبح بعد فترة من ثلاث إلى أربع سنوات رب أسرة وأبا لأطفال وهي مرحلة تختلف تماما في الشعور والمسئوليات أو المتطلبات عما كان عليه حال عزوبيته هذا الشاب يمكن له أن يعيش تلك المرحلة بكل ظروفها وتفاصيلها مما يكون عليه أحوال أرباب الأسر وما ينبغي عليه أن يكون عبر القراءة في الكتب التي تناولت الأسرة وتنشئتها وكيفية الوصول بها وبأفرادها إلى بر الأمان على مختلف الأصعدة وشتى المستويات .

    أما مايتعلق بالقراءة بوصفها أداة تعيننا على تصفح عقول الرجال فيبدو ذلك في العلم الذي تعتبر القراءة فيه أولى وأهم بواباته أرأيت كيف تناقله أهله عبر القرون وتوارثته الأجيال جيلا بعد جيل فهذا فقيه وذاك محدث وهنا مفسر وهناك لغوي وكل واحد من هؤلاء صنف في علمه وبابه علوما شتى ومعارف جمة وبالتالي فإن القارئ بقراءاته ومطالعاته عبر تلك المؤلفات والمصنفات قد أضاف – لا أقول عقلا – بل عقولا إلى عقله وأفكارا إلى فكره . إن مما يوصف به القراء مما يبين عظمتهم وما يمتلكونه- من قوة معرفية - أنهم دائما في سباق مع زمنهم وعصرهم ولعلنا نسمع من يصف فلانا بأنه ذو عقل كبير أو عقله أكبر من سنه والسبب في ذلك قطعا هو القراءة دعونا نوضح أكثر..

    إن العديد ممن لا يقرئون يمارسون في العادة أنشطة متباينة بغرض التسلية والمتعة وإمضاء وقت الفراغ وربما للتعلم فزيارة الأصدقاء واصطحابهم في المنتزهات أو السفر إلى أماكن مختلفة أو متابعة البرامج عبر الفضائيات أو ممارسة الرياضات المتنوعة في النوادي وغيرها إن كلا مماسبق سيترك حتما أثره ومنافعه ومضاره بحسب ماواجه أو تفاعل هذا الإنسان وسيضل ذلك راسخا في مخيلته مما يشكل مركب الخبرة التي تميز فردا عن غيره من أبناء المجتمع أما القارئ فإنه يحصل له من المتعة والفائدة ضعف ماحصله أولائك من غير القراء فقد يجلس مع الأصدقاء وهو يقرأ كتابا في العلاقات والتعامل مع الناس وقد يسافر هنا وهناك وحقيبة سفره لا تخلو من كتاب يقرأه في الشعوب وعاداتها وقد يتناول طعامه في مكان متميز ويقرأ كتابا في الصحة والغذاء ..يتابع برامجه المفضلة في القنوات ويقرأ كتبا في الإعلام يمارس رياضته المفضلة ويقرأ في التربية البدنية وتمارين الأيروبيك أو اليوغا ونحوها .أرأيتم ذلك الكم الهائل من المعلومات والمعارف والخبرات التي اكتسبها هذا القارئ المطلع علميا وعمليا دون غيره من الناس فإذا أدركنا ذلك ووعيناه كان السؤال الأهم هو : كيف لي أن أصبح من أهل القراءة والمطالعة وهو ما سنتطرق إليه في السطور التالية ..

    أولا :
    لابد أن تدرك جيدا بأن القراءة والمطالعة بقصد التعلم والمعرفة في نعمة من نعم الله عليك وفضل أولاك اياه قال تعالى (... وعلمك مالم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما )النساء -113 فإن وافقتني في ذلك فإن النعمة حتى تدوم لا بد لنا من شكرها كما في قوله (لئن شكرتم لأزيدنكم ..)سورة ابراهيم – أية 7 . وشكر النعمة لا يقتصر على تلفظك بالحمد بل لا بد من أن تؤدي حق الله عليك من الطاعة والعبادة وانتهاج سبيل المتقين هذا السبيل هو كفيل بتعليم الله لك تأمل قوله تعالى (واتقوا الله ويعلمكم الله والله بكل شيء عليم ) البقرة- 282 يقول الإمام القرطبي في تفسيره الجامع لأحكام القرآن – الجزء الرابع – ص 464 تعليقا على هذه الآية مانصه (وعد من الله بأن من اتقاه علمه أي يجعل في قلبه نورا يفهم به ما يلقى إليه وقد يجعل الله في قلبه ابتداء فرقانا أي فيصلا يفصل به بين الحق والباطل ومنه قوله تعالى في سورة الأنفال (ياأيها الذين أمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا )والله أعلم . انتهى كلامه رحمه الله

    ثانيا :
    أشرنا قبل قليل إلى أن دوام النعمة مقرون بشكرها وطريق شكرها هو العبادة ومن العبادات التي غفل عنها كثير من الناس عبادة الدعاء وفي الحديث (الدعاء هو العبادة ) والله سبحانه وتعالى يقول (ادعوني استجب لكم ..) سورة غافر – أية 60 لذا فإن من يدعو الله ويتضرع إليه بأن يوفقه ويفتح عليه بطلب العلم والقراءة أو الكتابة وتخصيص ذلك بالنافع والمثمر وان تكون خالصة له جل وعلا سيلحظ أثر ذلك لا محالة وكونك خصصت دعائك بما ينفع ويثمر حتى لا تقع فريسة لكل غث وهراء تم نشره هنا وهناك تحت ذريعة العلم والمعرفة بل إنك بذلك تختصر على نفسك المسافة الزمنية التي تسهم في تشكيل خبرة معرفية ملئها النفع والنضوج ألست ترى حولك من الناس وربما سمعت وشاهدت بعضهم ممن أفنى شبابه وأضاع سني عمره فيما لا طائل من ورائه وربما نال حسرة وندامة يوم القيامة عياذا بالله وأذكر في هذا الصدد قصة تبين أثر الدعاء في اكتساب حب القراءة حدثنا بها أحد طلبة العلم ومن عرف بنهمه لقراءة الكتب حيث يقول عن نفسه : أدركت بعد الإلتزام أهمية طلب العلم وأنه من الطرق الموصلة إلى الجنة ومعلوم انه لا طلب بغير قراءة وهنا تكمن مشكلتي فأنا من أشد النافرين من المطالعة في الكتب ولا أطيق القراءة بتاتا فاحترت في ذلك حتى قررت أن أذهب لأداء العمرة وأدعو الله لهذا الغرض وفعلا سافرت وشربت من زمزم حتى تضلعت وانا ادعو الله أن يرزقني حب القراءة ويفتح علي فيها وألحت في الدعاء ثم عدت لبلدي وإذا بي التهم الكتب التهاما والفضل لله وحده .

    ثالثا :
    الإهتمام بمبدا التدرج وأعني به ان تبدأ من البسيط من الكتب والعلوم ثم الإنتقال والتوسع شيئا فشيئا في الكتب الأعلى مستوى سواء بكثرة عدد صفحاتها او أفكارها وفقراتها هذا المبدأ (التدرج ) معلوم عند أهل العلم وقلما تجد من لا يوصي به والجميل فيه أنك ستلحظ مدى تقدمك في القراءة والإطلاع عبر سرعة تصفحك لكتاب ما فالمعلومات إن كانت جديدة عليك سترى بطأ في قراءتك وإن كانت المعلومات سبق وأن مرت بك ستكون دافعا لك في سرعة قرائتها وتصفحها حتى تنهي الكتاب في فترة وجيزة مقارنة بوقت سابق أما الأمر الآخر المتعلق بالتدرج هو التدرج بالوقت وهو ماجربته على الكثيرين ولا زلت أوصي به المتدربين وتفصيل ذلك على النحو التالي ..

    اقرأ من عشرة إلى خمسة عشر دقيقة في الإسبوع الأول وليكن في النهار ثم زدها خمس دقائق الاسبوع الثاني وزدها خمسا أخرى في الثالث وزدها خمسا غيرها في الرابع يصبح المجموع 30 دقيقة ثم استمر في ذلك دون انقطاع و في الإسبوع الخامس افعل كما فعلت في الإسبوع الأول وبذات والوقت من عشرة إلى خمسة عشر دقيقة ولكن هذه المرة مساء مع استمرارك بالثلاثون دقيقة نهارا و في الإسبوع الثامن أي في غضون شهرين من قيامك بهذا التمرين صرت ممن يقرأ ساعة في اليوم وهو انجاز كبير للمبتدىء ستظهر آثارها عليك في فترة وجيزة وأرى أنك تستحق المكافاة من نفسك لنفسك بالكيفية التي تلائمك بل إني أبشر القارىء الذي يصل إلى هذا المستوى بأن القادم من الأيام سيكون أفضل بإذن الله من سابقه حيث سيمضي الساعات ولايجد غضاضة في ذلك- خاصة في أيام الإجازات- وهو بين أحضان الكتب وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم .

    أنصر نبيك
    .
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    الإثنين 27محرم 1429هـ
    .



معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
هذا الموقع برعاية
شبكة الوتين
تابعونا