** حملـــــــــة اليــــــتيم **

الحمد رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين محمد بن عبدالله عليه وعلى اله وصحبه افضل صلاة واتم تسليم0
من منطلق ما يمليه علينا ديننا الإسلامي الحنيف حيث ان الإسلام قد اعتنى بالأيتام عناية كبيرة وما تلك الآيات العديدة في كتاب الله وذلك الحث المتوالي من رسول الله صلى الله عليه وسلم الا دليل قوي على هذه العناية ولقد ترجمت القرون الاولى هذه التوجيهات عملياً وتعاملت معها أمراً واقعاً فمن يتتبع التاريخ الإسلامي يرى بوضوح مقدار الحرص على رعاية اليتيم وكفالته بحثاً عن الاجر ومرافقة النبي صلى الله عليه وسلم ولقد وضح جلياً اهتمام الإسلام بشأن اليتيم اهتماماً بالغاً من حيث تربيته ورعايته ومعاملته وضمان سبل العيش الكريمة له0 حتى ينشأ عضواً نافعاً في المجتمع المسلم قال تعالى (فأما اليتيم فلا تقهر) وقال تعالى (أرأيت الذي يكذب بالدين0 فذلك الذي يدع اليتيم)
وهاتان الآيتان تؤكدان على العناية باليتيم0 والشفقة عليه كي لا يشعر بالنقص عن غيره من افراد المجتمع0 فيتحطم ويصبح عضواً هادماً في المجتمع المسلم0 فكن لليتم كالأب الرحيم ولقد كان صلى الله عليه وسلم ارحم الناس باليتيم واشفقهم عليه حتى قال حاثاً على ذلك (انا وكافل اليتيم في الجنة هكذا واشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما شيئاً)0 ولئن كانت الدولة ايدها الله معنية وجوباً برعاية اليتيم ومن في حكمة بتربيته والعناية به إذا لم يوجد من يرعاه0 فإن الفرد المسلم عليه جزء من واجب الرعاية لليتيم ومن في حكمه من اللقطاء أو مجهولي النسب ويكون ذلك بكفالته واخذه ليتربى في أحد بيوت المسلمين بين احضان اسرة طبيعية ليعيش حياة هنيئة وفق سنة الله في تكوين المجتمعات0 ومما لا شك فيه ان رعاية اليتيم في كنف اسرة من اسر ا لمجتمع المسلم هو الوضع الطبيعي0 اما مؤسسات الرعاية او دور تربية الايتام التي وضعتها الدولة وفقها الله فهي وضع بديل لمن لم يجد اسرة تقوم برعايته والعناية به0 ورغم قيام الدولة بتوفير كامل اوجه الرعاية لهؤلاء الايتام في المؤسسات الاجتماعية إلا أن الشيء الذي لا يمكن توفيره مهما بلغت الامكانات المادية0 هو الحنان الاسري الطبيعي او شبه الطبيعي فهذا الحنان لا يتيسر لليتيم او من في حكمه بشكل مناسب إلا في حالة قيام احد الاسر المسلمة بكفالته وجعله يعيش في احضانها محتسبة الاجر في ذلك من الله الجواد الكريم وانه لمن واجبنا تجاه هذه الفئة الغالية الوقوف معهم ومساندتهم كأخوة لنا وابناء هم بحاجة ماسة لرعايتنا واهتمامنا0
واخيراً اذكر نفسي والقراء الكرام بقول احد السلف بشأن الايتام حين قال00حق على من سمع هذا الحديث يعني قول الرسول صلى الله عليه وسلم (انا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين) الحديث0 ان يعمل به ليكون رفيق النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة ولا منزلة في الآخرة أفضل من ذلك

أنا اليتيم انأ من فقد الحنين
أنا اليتيم أنا من فقد همسة عطف
أنا من فقد لمسة حنان
مشتآق للحضن الدافي
مشتاق للحب والحنان

أصعب النظرات نظرة الطفل اليتيم
وهوينظر بالوجوه باحث عن ذلك الحنين
الذي أفتقده ,,باحث عن ذلك القلب الذي يحتضنه
فتدور عينيه بين الحاضرات فلا يرى ذلك الوجه الحنون
لينزوي, ويتلفلف بحزنه وحده دون أن يشعر به احد

يامن أصبح لك ولاية على يتيم لا تحسد روحك الجنة
فقد أقبلت مع ذلك اليتيم,فأحسن إليه وأحتسب الأجر
امسح على رأسه, شد من أزره, ناوله جرعات الحب والحنان
لتنال الجنة فان ثمنا الجنة غالي, لا تبخل بالبذل لنيلها