أثــــر المعصية في الأمم السابـــقة
يـــوسف عليه السلام
عن الحسن قال النبي صلى الله عليه وسلم(رحم الله يوسف لولا كلمته ما لبث في السجن طول ما لبث
قوله(أذكرني عند ربك))
ثم يبكي الحسن ويقول ونحن إذا نزل بنا أمر فزعنا الى الناس00
أخـــوة يوسف (وبنو اسرائيل)من ذريتهم
وما جاء في قصتهم في القران مع أخيهم يوسف وهي معروفة وفيها
قولهم(أحب الى أبينا منا)فنشأ من ذلك الحسد ونزع في ذريتهم ذلك00
وقولهم(إن يسرق فقد سرق أخ له من قبلُ)فنشأ من ذلك الافتراء والكذب ونزع ذلك في ذريتهم0
وقولهم(أقتلوا يوسف) فنشأ من شؤم معصيتهم الحرص على انفاذ مصالحهم بشتى الطرق ولو ادى ذلك الى القتل في سبيل تنفيذ مخططاتهم ونزع ذلك في ذريتهم
وقولهم(ونحفظ أخانا ونزداد كيل بعير)فنشأمن ذلك حب المال ونزع ذلك في ذريتهم واندرجت تلك الصفات الذميمة في نسلهم وسكنوا مصر ثم ظلوا تحت حكم فرعون فبطش بهم وأذاقهم الذل والهوان فقتل أبنائهم وأستحيا نساءهم
ثم بعث الله نبيه موسى عليه السلام لُيخرج بني اسرائيل من حمأة الذل لعلهم يشكرون0
وتبدا قصة طويلة عجيبة تبدا بتكريمهم حيث يقول الله تعالى(يا بني اسرائيل اذكروا نعمتي التي انعمت علي وأني فضلتكم على العالمين)البقرة47
وتفضيلهم هنا بكثرة الانبياء فيهم وأيثارهم بالنعم وأغراق عدوهم فرعون في البحر الذي عبروه00
ومع ذلك التكريم فقد سرقوا ذهب المصريين وأموالهم وذلك لحبهم للمال والأدهى من ذلك صناعتهم للعجل من الذهب بعد العبور وعبادتهم له بعد ذهاب موسى الى ميقات ربه!فسري فيهم غضب الله بشؤم معصيتهم الى قيام الساعة إلا المؤمنون منهم حيث يقول الله عزوجل(وأشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم)البقرة93
ولما كان العجل مصنوعا من الذهب صار حب الذهب في نفوسهم حيث نجد إلا أن أصحاب رؤؤس الأموال والإحتكارات هم من اليهود00
ومن صفاتهم الذميمة العناد والعصيان واختلافهم على انبيائهم0
ومن قصة طعام الجنة(المن والسلوى)الذي لايمل أكله لأنه طعام كلي لاتمله النفس وليس بنسبي ولكن لما جبل عليه بنو اسرائيل من العناد طلبوا من موسى أن يدعوالله أن يعطيهم من نبات الارض من القثاء والفوم والعدس والبصل فاستبدلوا الادنى بالذي هو خير فكان شؤم معصيتهم أن أهبطهم الله أرض مصر وضرب عليهم الذلة والمسكنة وباؤؤا بغضب من الله وصار ذلك باقيا فيهم وفي أجيالهم من بعدهم الذين لم يهتدوا الى الحق00
ومن شؤم معصيتهم أن الله أمرهم ألا يدخروا الطعام وكان الطعام حينئذ لايتغير ولاينتن حتى لو مر عليه الوقت الطويل ولكن ماجبل عليه بنو اسرائيل من العناد والمخالفة أدى الى ادخار الطعام فخبث الطعام بشؤم معصيتهم م ذلك الوقت00
عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(لولا بنو اسرائيل لم يخبث الطعام ولم يخنز اللحم)
شؤم فرعون على نفسه وأهل بيته وزبانيته
حيث أصابتهم اللعنه في الدنيا ( وحاق بآل فرعون سوء العذاب) غافر45
حتى كنوزه ومقابره لم تسلم من اللعنه عياذا بالله فلايقربها أحد إلا أصابه شؤم تلك اللعنه هذا الشؤم الذي تعارف عليه الناس (بلعنة الفراعنه!) أما الآخره فعذابهم ( النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعه أدخلوا آل فرعون أشد العذاب) غافر46
أقوام صالح وشعيب وهود ونوح ولوط عليهم السلام
أقوام أهلكوا وأبيدوا بالصيحه والريح والغرق والحجاره من السماء ومن شؤم المعصيه : أنها لاتُسكن ديارهم ولايشرب من آبارهم وفقدان علومهم في فن النحت في الجبال ومعرفة أماكن المياه والمعادن تحت باطن الأرض.
وبقيت آثارهم دليلا عليهم وإثباتا لتفوقهم الذي تعجز معه أدق الآلات في وقتنا الحاضر أن تنحت مثل نحتهم فهم ظلموا أنفسهم وأول من اعترف بذلك أبوهم آدم عليه السلام حيث قال ( ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفرلنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين) الأعراف23
وقال تعالى عن هؤلاء ( فتلك بيوتهم خاويه بما ظلموا إن في ذلك لآية لقوم يعلمون) النمل52
سر تعذيب الكفار في نار جهنم العذاب الدائم
قال الله عزوجل عن الكفار (ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا ياليتنا نُرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين بل بدا لهم ما كانوا يُخفون من قبل ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون) الأنعام28تأملت هذه الآيتين فتعجبت كثيرا فحينما يلقى الكفار في نار جهنم أعاذنا الله منها فيلقون شدة العذاب فيتمنون الخروج ليعملوا عملا صالحا فيرد عليهم العزيز الجبار (ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه) و يزول عجبك حينما تعلم ان الران قدغطى قلوبهم فأصبحت قاسيه كحجارة جهنم بل أشد قسوة فلاتتأثر بالخير لعدم قابلية المحل فأصبحوا بشؤم المعصيه وقوداً للنار وطعاما لها لاتتقد إلا بوجودهم فخلدوا فيها كما في قوله عزوجل عن النار(وقودها الناس والحجاره) البقره24
فلم يظلم الله ولكن أنفسهم يظلمون00
روى أحمد ومسلم عن حذيفه رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( تعرض الفتن على القلوب عرض الحصير(أي تأثير الحصير في جنب النائم) عودا عودا فأي قلب أُشربها (أي خالطته) نُكت فيه نكتة سوداء وأي قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء حتى يصير القلب أبيض مثل الصفا (الحجرالأملس) لاتضره فتنة مادامت السماوات والأرض , والآخر أسود مريدا (أي شدة البياض مع السواد) كالكوز مجخيا(أي منكوس) لايعرف معروفا ولاينكر منكرا إلا مأُشرب من هواه)
المفضلات