لا
كلمة بسيطة تغير حياتك



نعم .. لقد ارتكبنا ذلك الخطأ كثيراً ، كنا مترددين ومهزوزين عندما تطلب الأمر اتخاذ قرار قلنا
" نعم " بينما أردنا أن نقول ، " لا "
فوجدنا أنفسنا بلا وقت وبلا طاقة وبلا خطة أو نظام يساعدنا على مواصلة العمل ويحفزنا على الإنجاز ، لقد حان الوقت لننبذ ترددنا ونبدأ في اتخاذ قرارات واضحة وصريحة ، لماذا ؟
لأنه غير مجد وغير محمود وغير منطقي وغير أخلاقي وغير مأمون أن يعيش الإنسان متردداً ، أحد الأسباب التي تجعلك تسلك سلوكاً متردداً هو أنك لا تستطيع استخدام كلمة " لا " في تعاملاتك اليومية الجادة وبشكل فعال ، وإلى أن تسترد القوة التي تمنحك إياها كلمة" لا" وتوظفها في محادثاتك اليومية ، ستبقى غائباً وتائهاً في مستنقعات التردد
وسيعتبرك الآخرون شخصاً منقاداً ، أو عديم الرأي .

وبكلمة أخرى ، فإننا عندما نعجز عن أن نقول لا ، نصبح موافقين دون أن نتفق ، ومنافقين دون أن نقصد ، أي نصبح " نعميين " من أصحاب : " دائماً نعم "


قوة "" لا ""
لقد حان الوقت لنتوقف عن ترددنا ونكون حاسمين لتنفيذ من قوة " لا " لقد تعودنا على أن نجيب بـ " نعم " أمام أي شخص وتجاه أي شيء ، فانتهى بنا الأمر إلى فقدان أنفسنا ووقتنا وفي بعض الحالات نتائجنا ومستقبلنا ، نحن نمثل العدو الأول لأنفسنا عندما نجيب بـ " نعم " على كل طلب أو اقتراح ، ونقع ضحية قراراتنا النمطية عندما نجيب بنعم
فعندما نفشل في أن نقول للآخرين " لا " فإننا نقع تحت التأثير السلبي للموافقة الدائمة ، وندعو الآخرين لاتخاذ قرارات والقيام بأعمال والتصريح بأقول لا توافق رغباتنا

استخدم قوة نموذج " لا " لتحويل الـ " لا " الداخلية غير المنطوقة إلى " لا " خارجية منطوقة ومسموعة وصريحة ، وشديدة اللهجة فكثيراً ما نفكر ونحاول ونتمنى لو أننا نستطيع أن قول " لا " بملء أفواهنا لكننا لا نلبث أن نتراجع عن " لا " ونقول " نعم " لنعيش بعد ذلك صراعاً عنيفاً في داخلنا ومع وضد أنفسنا
إن مفتاح النجاح هو أن نقول " لا " بثبات وبأسلوب يمكن أن يسمع ويؤخذ مأخذ الجد


ويتكون نموذج " لا " من العناصر التالية :

الهــــدف
إنه الهدف من الطلب الذي نتلقاه والذي علينا أن نستجيب له بـ " لا " أو " نعم "
هذا الطلب هام للغاية وهو المفتاح أو البوابة ، الطلب هو كللا ما تحتاج أن تعرفه لتحدد بعد ذلك لماذا تم عرضه ، ومدى اتفاقه مع الأهداف الرئيسية التي وضعتها لتحققها ، يشكل الفهم الجيد لغرض
أو أغراض الطلب بداية جيدة ومثالية للتعامل مع عملية الإتصال

ويمكنك هُنا أن تنظر فيما يلي:

· هل الطلب آمن أم خطير ؟

· هل يتفق مع أهداف المنظمة ؟

· هل يتفق مع أهداف الشخصية أو العائلية ؟

· ما مدى تأثير هذا الطلب على سعادتك الشخصية سواء بالسلب أو الإيجاب ؟

ففي كل الأحوال يجب أن يكون هدفك وهدف اتصالاتك

وتعاملاتك هو المحافظة على أهدافك وسعادتك ورضاك والدفاع عن


مصالحك وقراراتك و
أهدافك



الإختيــارات

بعدما تدرك طبيعة أو هدف الطلب ، يأتي دور الاختيارات المتاحة أمامك ، الاختيارات هي القائمة التي تختار منها طريقة تحقيقك لأهدافك وأغراضك ، الاختيارات هي الجانب العملي للهدف ، فأنت تختار ما يناسب الهدف من طرق وأساليب يمكن أن تساهم في تحقيقه


مثال هذه الاختيارات هو أن تنظر في قرار ما إذا كنت ستعين موظفاً للقيام بالعمل ، أم ستقوم به بنفسك للتوفير أو الإتقان أو لعدم توفر الموظف البديل





متـــى ؟

تحدد كلمة متى التوقيت والإطار الزمني الذي يحتاجه الهدف كي يصل إلى منتهاه أو يتم تحقيقه ، وتحدد " متى" أيضاً الموعد الأخير الذي يتم فيه تسليم العمل المطلوب كاملاً ، لكي تحدد متى يتم تحقيق العمل المطلوب ، أطلب تاريخاً ووقتاً محددين ، ليتم تسليم العمل أو المهمة أو المشروع كاملاً خلالهما


استفسر أيضاً عما إذا كان ذلك الوقت محدداً وثابتاً أم يمكن تجاوزه ببضعة أيام أخرى تقديماً أو تأخيراً ، اكتشف ما إذا كان ذلك الإطار الزمني يناسب أولوياتك التي وضعتها لنفسك أم لا





الروابط العاطفية

رفض الطلب أو الرد بـ " لا " ليس مجرد عملية عقلية أو عملية بحتة ، بل هو عملية عاطفية أيضاً ، لأن مشاعرك تنمو وتنضج من خبرة لأخرى فتشعر بارتياح تجاه موضوع معين ، بينما تشعر بنفور شديد غير مفسر تجاه موضوع آخر

وتنمو تلك الأحاسيس من خبرة لأخرى ومن تجربة لأخرى لأن مشاعرك توجهك دون أن تطلب منها ذلك





الحقوق والواجبات

الحقوق هي تلك الأشياء والمكتسبات الفعلية التي تطلبها وتحصل عليها بغض النظر عن ما إذا رفضت أو وافقت على الطلب ، فالحقوق تؤكد لك ما إذا كان الطلب عقلانياً و قانونياً أم لا ، أما الواجبات فهي الأعمال والأفعال والالتزامات التي تتولى مسئوليتها بنفلسك ، وهي أشياء يجب أن تتعلمها جيداً

فهي المهام القانونية والأخلاقية والعقلية التي يتوقع منك الناس أن تلتزم بها في حياتك




دافع عن أصولك ومكتسباتك

تحمل قدرتك على الرفض خطراً داهماً على جميع أوجه الأمان لديك ، فالرفض مهم بالنسبة لسلامتك الجسدية والصحية ، وهو مهم أيضاً للدفاع عن أصولك الشخصية التي تكمن في المساحة الفكرية والعقلية والروحية والعاطفية لديك

فقول كلمة " لا " يحميك ويحقق لك السلامة ، وليس من الضروري أن تحقق لك كلمة " لا " السعادة لكن عدم قولها سيجلب لك القلق والتدم وربما التعاسة




سياسات الرفض

تتيح لك سياسات الرفض أن تتخذ قرارك لمرة واحدة فقط في كل نوع من المواقف ، حيث يتم الرجوع لسياساتك السابقة والتي كونتها في كل موقف مشابه ، تتيح لك سياسات الرفض أيضاً اتخاذ القرارات المعقدة بشرعة ، ثم الانتقال إلى القرارات الأكثر تعقيداً التي تواجهها خلال كل يوم من أيام عملك


وباختصار فإنه من الأفضل أن تقول " لا " من أن تقول " نعم " وتعني بها " لا " إذ يصبح الرفض ذا معنى عندما يبنى على أساس القيم والمعتقدات

ومن الأشياء المهمة في عملية الرفض أو الموافقة الصدق مع النفس في تحديد تلك المعتقدات والقيم حيث إن الرفض والموافقة سيسريان على الجميع ولن يتأثرا بكون صاحب الطلب زوجاً أو طفلاً أو زميلاً أو صديقاً أو حتى مديراً

باختصار فإن قوة نموذج " لا " ترتبط بالأخلاق ارتباطاً وثيقاً ، حيث أن الأخلاق جزء من الحقوق والواجبات ، ولذلك يجب أن تعرف حقوقك جيداً ، وتعرف سياسات الشركة التي تعمل فيها ، أو سياسة العائلة التي تنتمي لها ، وكن حاسماً ، وتقدم بلا تردد







يتبع