وهكذا بيوت أهل الإسلام تعمر بالقدوة الحسنة والأسوة الصالحة التي تُثبّت الأخلاق الإسلامية في قلوب أبناء المسلمين وبناتهم هذه الأخلاق الكريمة التي دعا الإسلام إليها وأصّلها في قلوب شبابنا المسلم . أيها الإخوة الكرام شباب الإسلام قد اعتنى بهم الإسلام أيّما عناية فنرى شباب الإسلام في عهد محمد صلى الله عليه وسلم وقد وكل إليهم مهمات الأمور وهذا مالك بن الحويرث يأتي النبي صلى الله عليه وسلم مع مجموعة من شباب الإسلام فيسلموا ويمكثوا في المدينة أياما ليتلقوا من النبي صلى الله عليه وسلم التعليم والتوجيه ويشعر أن لديهم شوق لأهليهم فيزودهم بوصايا طيبة فيقول آمرا لهم ( صلوا كما رأيتموني أصلي ) ويقول ( إذا حضرت الصلاة فليؤذن أحدكم وليؤمكم أكبركم ) تأديبًا لهم وتعليمًا ونرى عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يقول عرضت على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد وأنا ابن ثلاثة عشر سنة فلم يجزني وعرضت عليه يوم الخندق وأنا ابن خمس عشرة سنة فأجازني ونرى أسامة بن زيد في العام الثامن عشر من عمره والنبي صلى الله عليه وسلم يكل إليه جيشا عظيما يرسله لأطراف الشام ويقول : ( إن تطعنوا في إمارته فقد طعنتم في إمارة أبيه ولعمر الله إنه لخليقٌ بالإمارة ) ، وهكذا شباب الإسلام في عصورهم الأولى كان لهم الدور الفعال في عزة الإسلام وقوة المسلمين لأنهم تربوا على خلق قيم وعمل فاضل وسيرة نبيلة أيها الشاب المسلم إن من المصائب والبلايا أن يقسم المجتمع المسلم إلى أحزاب وطوائف وإلى فرق شتى وإلى أحزاب متناهية وأحزاب ومبادئ مختلفة هذا التقسيم الخطير ينتج لشبابنا فرقة بين قلوبهم وتشتت شملهم وهذا أمر لا يليق لأن الله جل وعلا أمرنا أن نكون أمة واحدة (( وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون )) وفي الآية الأخرى (( فاعبدون )) فأمرنا أن نكون أمة واحدة وعندما نقسم المجتمع المسلم إلى أحزاب وطوائف وإلى فرق متناحرة نكون بذلك قد أحدثنا شرخا في مجتمعنا فأصبح كل يتعصب لرأيه ويتحزب لحزبه فهذا يدعوا إلى كذا وذا يدعوا إلى غيره فيكون كل يتعصب لمذهبه ولمنهجه ولطائفته وللأشخاص الذين يعظمهم ويرى أنهم أفضل من غيرهم فيكون في ذلك منافاة للحق لأن الحق واضح والتعصب للآراء والأفكار والأشخاص ليس بالحق المطلوب ويكون في ذلك بغيا وظلما ويكون بذلك ليًّا لأعناق النصوص وإخضاعها للآراء والأهواء
شباب الإسلام إن الشباب المسلم إذا أعتني بتربيته وتوجيهه وتثقيفه على الحق صار عونا لأمته على ما يسعدها وصار عونا لأمته على ما يؤدي من خير .
إن الأمة بأمس الحاجة إلى شباب يجعل تعاليم الإسلام وأخلاق الإسلام كما جاءت في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم لتسعد بذلك أمتهم وترتقي أمتهم إلى المكان الأعلى بصلاح أبنائها واستقامة حالهم وتوجيههم وعندما نصغي إليهم ونأخذ منهم وعندما نتحسس مشاكلهم وهمومهم وعندما نسعى في إصلاح أوضاعهم إن أخطئوا وزلة القدم بواحد منهم فلا نجعل خطأه سببا للنفرة منه بل ننظر إلى الأخطاء وننظر إلى ما حصل ونبحث عن أسباب ذلك الخطأ هل نستطيع إصلاح ذلك الخطأ ؟ هل هذا الخطأ منشأه من قلة علم فتزوده بالعلم من تأويل خاطئ فنزيل عنه تلك الشبهة من فكر وارد عليه لم يدرك أخطاره وأضراره فنسعى في إجتثاث تلك الأفكار السيئة حتى يسلم شبابنا ونطمئن على قيمه وأخلاقه .
أيها الشباب المسلم أمتك بحاجة إليك معلما ومتعلما ، وبحاجة إليك داعيا وموجها ، وبحاجة إليك واعظا وناصحا ، وبحاجة إليك طبيبا ومهندسا ، وبحاجة إليك تاجرا نافعا وكاتبا وصحفيا ، وبحاجة إليك إعلاميا صادقا ، وبحاجة إليك بكل شؤونها ، فإن كنت على الوجه المطلوب في استقامة الأخلاق والقيم وفهم الإسلام على الفهم الصحيح البعيد عن الغلو والجفاء والبعيد عن الزيادة والنقصان وإنما تفهم الإسلام على الوجه الصحيح الذي دل عليه كتاب الله ودلت عليه سنة محمد صلى الله عليه وسلم ، رجل أمن تساهم في أمن أمتك وحماية مجتمعها من تطرف المبادئ والآراء الباطلة والأفكار الشاطة التي تحاول زعزعة أمن الأمة وتدمير كيانها وأخلاقها .
أيها الشباب المسلم الشباب قوة للأمة عندما تستثمرهم الأمة وعندما يتم التوجيه والإرشاد وعندما ترسم لهم الخطة السوية التي تعينهم على الخير وتدلهم عليه وإن الشباب خطر عندما يستغله الأعداء ويستثمره الأعداء لأغراضهم الدنيئة ومصالحهم الباطلة عندما يستغلون طيب شبابنا وفراغ قلوبهم من الخير فيلقون فيها الباطل والضلال ويحرفونهم عن منهج الله المستقيم إن أعداءنا يحاولون بكل إمكانياتهم أن يستغلوا شبابنا لأغراضهم الدنيئة ومقاصدهم السيئة ليجعلوا من شبابنا فئة تسعى في تدمير أمننا ورخائنا وفئة تسعى في تدمير وحدتنا وفئة تسعى في تفريق شملنا وفئة تسعى في إحباط أخلاقنا وقيمنا وفضائلنا ، إن هذه مقاصد أعدائنا قديما وحديثا .
(( وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا* ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون ولتصغى إليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة وليرضوه وليقترفوا ما هم مقترفون ))
يتع . .
المفضلات