أجل أخي الشاب إن أعداءنا كذلك يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول ومحسنه (( زخرف القول غرورا ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون ولتصغى أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة وليرضوه وليقترفوا ما هم مقترفون )) هؤلاء أعداؤنا يسعون فيما بينهم وفي إيحاءات بعضهم لبعض مؤامرات ضد الأمة ضد شبابها المسلم ضد شبابها الواعي ليستثمروه في مصالحهم الدنيئة وأغراضهم المشينة من إفساد للمعتقد وتشكيك في الإسلام وثوابته ومسلماته تشكيك في العقيدة السليمة تشكيك في الإيمان بالله وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقضاء والقدر . تشكيك في القيم والفضائل يزعمون أن الإسلام لا يستطيع مواكبة العصر وأن تعاليم الإسلام عاجزة أن تحتوي مشاكل الأمة وأن الإسلام أصبح ضعيفا ولا مكانة له في القرن الحادي والعشرين هكذا يريدون ويزعمون ولكن الأمة لا تنجوا من هذا الخطر إلا إذا حصنت أبناءها بالعقيدة السليمة والمناهج الطيبة والأخلاق القويمة وتعاقب المشرفون والموجهون والناصحون جميعا إلى استنقاذ هذا الشباب قبل أن تنزل به القدم في أودية الضلال وشعبه .
شباب الإسلام إن أعدائكم أحرص على فساد قلوبكم وأعمالكم فهم لا يستطيعون النفوذ إلى مجتمعكم إلا إذا اخترقوا صفوف شبابنا وأعانهم من أعانهم ممن لا دين عنده ولا غيرة على الإسلام وأهله فلتكونوا على حذر ولتكونوا على وعي سليم بم يتجه به الأعداء ويهدف إليه الأعداء من تدمير الكيان الإسلام أخلاقا وعقيدة وسلوكا هناك إعلام جائر باطل من خلال برامجها مسلسلات هابطة وبرامج سيئة تشوه به الإسلام وحقيقة وأخلاقه وقيمه وتدعوا شباب الإسلام إلى نبذ الإسلام والبعد عن الإسلام فجدير بالشاب المسلم أن يكون لديه وعي صحيح وفكر نير وتصور للأشياء فلا يقبل كل ما أوحي إليه ولا يصغى إلى كل ما يلقى إليه وإنما يزن الأمور بالميزان الشرعي كل مقال ألقي إليه وكل مسلسل سمعه أو رآه فليزنه بالميزان الشرعي كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ليستبين له الحق من الباطل ويعرف الهدى من الضلال ويتبصر في شأنه . شبابنا المسلم ليتق الشاب ربه في أموره كلها ليلتزم الإسلام قولا وعملا ومنهجا وسلوكا لتكون مجالسه ولقاءاته مع إخوانه لقاءات خير وتعاون على البر والتقوى ولنحذر مجالس السوء والفساد ومجالس الإجرام والفساد ومجالس الفساد التي يسعى أعداؤنا من خلالها على إفساد شبابنا وتغيير اتجاهاتهم وسلوكهم هناك مجالس سرية ولقاءات خفية يقصد منها الأعداء الإنفراد بشابنا ليلقوا على مسامعهم ما لديهم من كفر وضلال وبعد عن الهدى فلينتبه شبابنا لذلك وليحفظوا دينهم وأوقاتهم وليعملوا حقيقة من يجالسونه ومن يخالطونه ومن يصاحبونه ولينظروا إلى أخلاقه وسلوكه واتجاهاته الفكرية فإن رأوه ذا دين وفكر نير قبلوا منه وإن رأوه سوى ذلك ابتعدوا كل البعد عنه . إن الأمة تسعد إذا كان شبابها شباب واعيا يحمل أخلاق الإسلام وفضائله إن دين الإسلام دين الخلق دين العدالة دين الرحمة دين الخير والهدى جاء لينظم مصالح المجتمع ويقود الأمة إلى كل خير (( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين )) جاء ليدعو شباب الأمة إلى أن ينهضوا بمسئوليتهم ويقوموا بواجبهم ويقوموا بواجبهم ويقوموا بالأمانة الملقاة على عاتقهم . إن دين الإسلام لا يدعوا إلى التقهقر والتأخر وإنما يدعوا إلى العمل والإنتاج وإنما يدعوا إلى القوة والعزة (( ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين )) شباب الإسلام إن الله يقول في كتابه العزيز : (( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون )) أجل إن سبيل الله هو دين الإسلام هو الصراط المستقيم الذي دعا إليه محمد صلى الله عليه وسلم وإن السبل متنوعة وطرق مختلفة وآراء متباينة (( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه )) اتبعوا هذا الصراط المستقيم وسيروا عليه (( ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله )) فالطرق المختلفة والسبل المتنوعة سيل على كل سبيل شيطان يدعوا إليه .
أما صراط الله فصراط واحد منذ بعث الله به نبيه إلى أن يرث الأرض ومن عليها (( وهو خير الوارثين )) .
أيها الأخوة الكرام إن شبابنا قد يخطئ وقد تزل به القدم وقد يحدث تصور خاطئ لكن ينبغي أن نعالج قضايا شبابنا بالحكمة والبصيرة فلا ننفر منهم ولا تبتعد عنهم نصغي إلى أقوالهم وننظر ماذا لديهم فإن يكن حقا أيدناهم على حقهم ودعمنا ذلك الحق وكنا في صفهم وإن رأينا خطأ أصلحنا ذلك الخطأ أما بعد الكبار عن الشباب وانزواؤهم عن الشباب وتركهم الشباب مع من يقودهم فليس هذا من الحكمة لأن انصراف شبابنا عن علمائنا وعن فضلائنا يؤدي إلى ضرر عظيم .
أيها الشاب المسلم إن من سعادتك أن تقبل على العلم الشرعي وأن تصغي إلى أهل العلم والفضل لتستفيد منهم ومن علومهم ومن تجاربهم واحذر الشواذ في الأمور كلها فإن الشذوذ في الأمور كلها ليس ممدوحا لأن الشذوذ إنما هو مخالف للشرع (( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا ))
فأصغ إلى العلماء والفضلاء وخذ منهم علومهم وتجاربهم وتأدب بآداب العلم وتفقه في دينك لتكون شابا خيرا نير الفكر مستقيم السلوك حسن الأخلاق والقيم أيها الشاب المسلم إعلام هذا العصر سيطر عليه في الغالب فئات بعدت عن تعاليم الإسلام ومناهجه القيمة وأصبحت القنوات الفضائية في معظمها توجه شبابنا إلى غير هدى.
وأصبحت وسائل الاتصال تملأ مواقعها بالأكاذيب والأباطيل والدعايات المظللة التي تشكك الأمة في دينها ومجتمعها المسلم وتسعى في إبعاده عن دينه ومجتمعه المسلم بأنواع من المكر والخداع فإن كنت ذا إيمان قوي وتصور تام عرفت المراد عرفت مراد الأعداء من أمورهم ومقاصدهم فكنت حذرا كل الحذر بعيدا كل البعد عما يريده منك الأعداء أيها الشاب المسلم إن الشاب المسلم الذي تعلق عليه أمته بعد الله الآمال ذلكم الشاب التقي الذي نشأ معظما للشرع محبا له ملازما له محافظا على الفرائض في أوقاتها أدى واجبات الإسلام بر بالآباء والأمهات وصل الأرحام وأحسن إلى الجيران تعامل مع الزملاء بالصدق والأمانة لازم الخلق القويم والسيرة الفاضلة سعى فيما يسعد أمته ويصلح شأنها وهذا الشاب أحد السبعة الذين يظلهم الله تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله لأنه خالف مقتضيات الهوى ومقتضيات النفس الأمارة بالسوء وعصى الشيطان وأطاع ربه فنال خيرا ( عجب ربك من شاب ليست له صبوة ) أيها الشاب المسلم أمتك المسلمة تعيش اليوم أوضاعا خطيرة ومنعطفات خطيرة وتحديات من أعداء الإسلام فكن جنديا مسلما مدافعا عن دينك مدافعا عن أمتك حريصا على حماية أخلاقها وقيمها وأمنها واستقرارها ولا تكن لأعداء الإسلام فيسخرونك على أهوائهم ويستغلونك لأغراضهم كن حذرا منهم كن جنديا مسلما تدافع عن دينك وعن قيمك وعن فضائلك وعن أمتك المسلمة ترفع راية الحق وتدعوا إلى الخير وتسعى في إصلاح مجتمعك المسلم .
إن مجتمعك المسلم مجتمع خير مجتمع مستهدف من أعداء الإسلام يحسدون هذا المجتمع المسلم على دين الإسلام الذي جمع الله به الجميع ووحد به الصف وجمع به الكلمة فهم يحسدوننا على هذا الدين القيم (( ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء )) يحسدوننا على أمننا واستقرارنا فهم يرون الأمن ضعيف في كثير من العالم أو مفقود فهم يحسدوننا على الأمن الذي نعيش فيه ونتبوأه هم يحسدوننا على اجتماع كلمتنا ووحدة صفنا وخضوعنا لقيادتنا المسلمة هم يريدون منا الفوضى في كل أحوالنا ولن يستطيعوا لذلك سبيلا بتوفيق من الله ما دام الشاب المسلم واعيا مدركا .
يتبع.........