من أهم المشكلات التي صارت سبباً لافتراق الأمة الإسلامية وجود تراث محرف وغير منقح، فالتراث غير المنقح والقائم على الجهل صار سببًا ًللغلو والتعصب، وهذان الأمران صارا سبباً لمفاهيم غير حقيقية وغير صائبة، فالشخص المتعصب والمغالي لا يرى الحقائق ولا يعمل العقل ويرضى فقط بما هو في يده، فهو يرى أن وجوده في عدم وجود الآخرين، ولهذا فإنه يُقدم على تكفير الآخرين، وهو بذلك يبتعد عن التفكير يوما بعد يوم ويقترب من التكفير بقوة أيضاً يوماً بعد يوم.
* إلى أي مدى ترتبط هذه الأمية الدينية بصدر الإسلام؟ وهل يمكن القول بأنها ولدت في عصر الخلفاء الراشدين أم أن تاريخ نشأتها جاء تاليا لهذا العصر؟
- في صدر الإسلام.. وبعد الخلفاء الراشدين وقعت اختلافات أساسية بين المسلمين وبين ملوك بين أمية. لقد عمد الأمويون من أجل إسباغ حكمهم غير الشرعي وغير القانوني بصبغة شرعية إلى خلق مادتين غير جائزتين هما:
(أ) سب علي بن أبي طالب والذي كان قد وضع مشروعيتهم موضع تساؤل بوصفه خليفة المسلمين.
(ب) وضع وتلفيق آلاف الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بهدف هو التقليل من شأن ومكانة أعدائهم وسبغ تصرفات بني أمية بالمشروعية والقانونية، عبر هذه الممارسات أخذ ينتقل التراث المحرف والمزيف شفاهة بين الناس، وأصبح الناس بصدد مجموعة من الروايات عن رسول الله تتحرك جنباً إلى جنب مع القرآن؛ وهو ما أدى إلى غلبة الروايات والأحاديث الموضوعة والمزيفة على ما سواها
المفضلات