بداية أرحب بأختي الكريمة وأحب ان انوه ان الله عز وجل أوجب الفقر والغنى حتى يكون الناس درجات متفاوتة وتشملهم حقوق وعليهم واجبات وهو امتحان من الله وحكمة منه سبحانه. فلا يزال الناس مختلفين فقراً وغنى إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها . وفرضية زوال الفقر من الوجود أو من المجتمع تحتاج إلى توحيد الجهود والقوى وهنا ندخل لتحقيق هذه الفرضية إلى جدلية أخرى هي اختلاف الناس أنفسهم في قواهم وجهودهم التي تعتمد على اختلاف إمكانياتهم وفروقهم الفردية ومواهبهم وقدراتهم واهتماماتهم فيما بينهم ومن الجدير الآخذ به هو توحيد أسباب الرزق ويقصد بها توفير فرص العمل والتي تدخل في نفس نطاق القوى والجهود واختلاف الناس فيماا بينهم .ولذلك أعتبر الإسلام أن الفقر والغنى حقيقتان ثابتتان وأقر أنهما من طبيعة الوجود الإنساني وترك لنا الأخذ بالأسباب والإيمان بقضاء الله وقدره..
فالفقر أيهاا الأحبة آفة كبيرة ومقيته لها ويلات ومآسي لا يعلمها إلا الله، فالفقر قد يؤدي إلى الجريمة وقد يؤدي إلى ممارسة البغاء وقد يؤدي إلى إنهيار كامل للقيم والمبادئ الدينية والاجتماعية.. ونحنن في هذا المقام يجب أن نؤدي حقوقنا الدينية التي شرعها الله تجاه بعضنا البعض حتى نقلل من فتن هذه الآفة المقيته.. فقد أمرنا ديننا الحنيف بالإنفاق على ذوي القربى وبالتكافل الاجتماعي وبإخراج الزكاة والصدقات للمحتاجين ..
وللأسف نحن لم ندرك هذه التوجيهات والمعالجات الربانية والإرشادات النبوية الشريفية ولذلك نحن في منحدر كبير نسأل الله أن يحمينا وأياكم وجميع المسلمين من تبعاته المستقبلية ، والمتأمل في واقع مجتمعنا يلاحظ أن الطبقة الوسطى باتت تنحسر وتتجه باتجاه خط الفقر .. وما أدراكم ما خط الفقر..
هو خط هلامي نسبي افتراضي له مقاييس واعتبارات أوشكت أن تنطبق على شريحة كبيرة من مجتمعنا الكريم.. وأي مجتمع تتلاشى فيها الطبقة الوسطى يصبح في دائرة الخطر.. ويصبح مهدد بالكثير من المشكلات الاجتماعية التي تهدد أمن وأستقرار المجتمعع نفسه .. وها نحن نعاني من السرقات ومن المتسولين ومن المحتالين والمهايطين وكثير من الأصناف التي تخرج علينا كل يوم وتلبس أقنعه جديدة تحاول جاهدة ان تعالج واقعها بطرق ضارة وباطله..
فإذا كانت الأسرة هي نواة المجتمع ان صلحتت صلح المجتمع وان فسدت فسد المجتمع فإن المجتمع هو نواة الوطن فإن فسد المجتمع فسد الوطن وبالتالي تحل علينا جميع أشكالل الهوان والذل والإنكسار..
وإن كانت بعض الدول تصنف الشعوب العربية بالعالم الثالث ،، أقول لكم أن ليس العرب في هذا قائمة العالم الثالث فهناك دول كثيره إلا أن هذا التصنيف قائم على مدى احتيايج هذه الدول للحماية والصناعة وحاجة الغير في كثير من مجالات الحياة ..
لا أطيل عليكم واشكر لكم حضوركم وإضافاتكم المشرفه لهذا الموضوع المميز وأشكر كاتبة الموضوع على هذا الطرح الواعي.